organisation development consultant and managerial science trainer

صورتي
Business administration and organization development expert and consultant

الأربعاء، 26 يونيو 2024

شئ خطير سيحدث.. قصه قصيره لجابريل جارسيا

ــ لا أدري، لكنني استيقظت بإحساس أن شيئاً خطيراً جداً سيحدث في هذه القرية.
يضحك الابنان منها ويقولان إنها هواجس عجوز.
يذهب الابن ليلعب البلياردو، وفي اللحظة التي يوشك فيها على توجيه ضربة كارامبولا  شديدة البساطة، يقول له الخصم:
ــ أراهنك ببيزو أنك لن تفلح.
يضحك الجميع. ويضحك هو أيضاً. ويوجه ضربة الكارامبولا ولا يفلح فيها. يدفع البيزو، ويسأله الحاضرون: ما الذي حدث، لقد كانت كارامبولا سهلة جداً؟ فيجيب:
ــ صحيح، لكنني ما زلت قلقاً من شيء قالته أمي هذا الصباح عن أمر خطير سيحدث في هذه القرية.
يضحك الجميع منه، ويعود الذي كسب البيزو إلى بيته، ويجد أمه ومعها ابنة عم أو حفيدة أو أي قريبة أخرى. فيقول سعيداً بالبيزو:
ــ كسبت هذا البيزو من داماسو بأسهل طريقة، لأنه أبله.
ــ ولماذا هو أبله؟
ــ لم يستطع تحقيق ضربة كارامبولا سهلة جداً لأنه مضطرب بسبب قلق استيقظت به أمه اليوم، وإحساسها بأن شيئاً خطيراً جداً سيحدث في هذه القرية.
عندئذ تقول له أمه:
ــ لا تسخر من هواجس المسنين، لأنها تتحقق أحياناً.
تسمع القريبة الحاضرة ما قاله، وتذهب لشراء لحم. تقول للجزار:
ــ اعطني رطل لحم. وبينما هو يقطع اللحم، تضيف قائلة:
ــ من الأفضل أن تعطيني رطلين، لأنهم يقولون إن شيئاً خطيراً سيحدث، ومن الخير أن نكون مستعدين.
يبيعها الجزار اللحم، وعندما تأتي سيدة أخرى لتشتري رطل لحم، يقول لها:
ــ خذي رطلين لأن الناس يأتون إلى هنا قائلين إن شيئاً خطيراً سيحدث، وهم يستعدون ويشترون مؤناً.
فتجيبه السيدة عندئذ:
ــ لديّ أبناء كثيرون، من الأفضل أن تعطيني أربعة أرطال.
تأخذ أربعة أرطال. وهكذا يبيع الجزار اللحم كله خلال نصف ساعة، ثم يذبح بقرة أخرى ويبيعها كلها، وتأخذ الشائعة بالانتشار. وتأتي لحظة يكون جميع من في القرية بانتظار حدوث شيء. تُشلّ النشاطات كلها. وفجأة، في الساعة الثانية بعد الظهر، يشتد الحر كالعادة. فيقول أحدهم:
ــ هل لاحظت شدة هذا الحر؟
ــ أجل، ولكن الحر شديد على الدوام في هذه القرية.
إنها قرية شديدة الحر؛ حتى إن الموسيقيين فيها يثبتون أجزاء آلاتهم الموسيقية بالقطران ولا يعزفون إلا في الظل، لأنهم إذا عزفوا عليها تحت الشمس تسقط مفككة.
ــ ومع ذلك ــ يقول أحدهم ــ لم يحدث قطّ أن كان الحر بهذه الشدة في مثل هذا الوقت.
ــ بلى، ولكن ليس بهذه الشدة التي هو عليها الآن.
وفي القرية المقفرة، في الساحة المقفرة، يحطّ فجأة عصفور، وينتشر الخبر: «يوجد عصفور في الساحة». ويأتي الجميع مذعورين لرؤية العصفور.
ــ لكن العصافير تحطّ دوماً هنا أيها السادة.
ــ أجل، ولكن ليس في مثل هذه الساعة.
وتأتي لحظة من التوتر الشديد يكون معها جميع أهالي القرية متلهفين بقنوط للمغادرة دون أن يجدوا الشجاعة لفعل ذلك. فيصرخ أحدهم:
ــ أنا رجل وافر الرجولة، وسوف أرحل.
يوضّب أثاثه، وأبناءه، وبهائمه، ويحشر كل ما لديه في عربة ويجتاز بها الشارع المركزي حيث تراه القرية البائسة كلها. وتأتي لحظة يقولون فيها:«إذا كان هذا قد تجرّأ على الذهاب، فسوف نذهب نحن أيضاً». ويبدأ هجر القرية بكل معنى الكلمة. تُحمل الأمتعة، والبهائم، وكل شيء. ويقول شخص آخر ممن يغادرون القرية: «عسى ألا تقع المصيبة على كل ما بقي من بيتنا»، وعندئذ يحرق بيته، ويحرق آخرون بيوتاً أخرى. يهربون بذعر رهيب وحقيقي، كما لو أنه هروب من حرب، وبينهم تمضي السيدة صاحبة النبوءة وهي تقول:
ــ لقد قلتُ لهم إن شيئاً خطيراً سوف يحدث؛ فقالوا إنني مجنونة.

الاثنين، 17 يونيو 2024

تجربة جنة الفئران

يبدو اننا نعيش اقسي لحظات تجربة كالهون "يونيفرس ٢٥" أو جنة الفئران .

تعد تجربة «الكون 25» واحدة من أكثر التجارب المرعبة فى تاريخ العلم، والتى شهدت محاولة العلماء تحليل سلوك المجتمعات البشرية من خلال تحليل سلوك مستعمرة فئران.. صاحب الفكرة هو عالم السلوك الحيوانى الأمريكى جون بى. كالهون، الذى أوجد «عالمًا مثاليًا» تعيش فيه مئات الفئران وتتكاثر بحرية، وبشكل أكثر تحديدًا، بنى «كالهون» ما يسمى بـ «جنة الفئران» أو «يوتوبيا الفئران»، وهى مساحات مغلقة مصممة خصيصًا حيث تتحصل القوارض على وفرة من الطعام والماء، فضلاً عن مساحة معيشة كبيرة، مما مكنها من النمو السكانى غير المقيد.

وقام «كالهون» عبر سلسلة تجارب عن الاكتظاظ السكانيّ أجريت على «الجرذان البنية» بين عامى 1958 و1962 بوصف الانهيار فى السلوك الذى يمكن أن ينتج عن الاكتظاظ السكانيّ، وصاغ مصطلح «الحوض السلوكى»، ففى البداية، وضع أربعة أزواج فقط من الفئران التى بدأت فى التكاثر خلال وقت قصير، مما أدى إلى نمو أعدادها بسرعة، ولكن بعد 315 يومًا، بدأ تكاثرها ينخفض بشكل ملحوظ، وعندما وصل عدد القوارض إلى 600، تم تشكيل تسلسل هرمى بينها ثم ظهر ما يسمى بـ «البؤساء»، حيث بدأت القوارض الأكبر فى مهاجمة المجموعة، مما أدى إلى أن العديد من الذكور بدأوا فى «الانهيار» نفسياً، ونتيجة لذلك، لم تحمِ الإناث أنفسها، وأصبحت بدورها عدوانيات تجاه صغارها.

ومع مرور الوقت، أظهرت الإناث المزيد والمزيد من السلوك العدوانى، وعناصر العزلة وانعدام المزاج الإنجابى، وكان هناك معدل ولادة منخفض، وفى الوقت نفسه، زيادة فى معدل وفيات القوارض الأصغر سنا، ثم ظهرت فئة جديدة من ذكور القوارض، تسمى «الفئران الجميلة»، لقد رفضوا التزاوج مع الإناث أو «القتال» من أجل مساحتهم، وكل ما كانوا يهتمون به هو الطعام والنوم.. وفى وقت من الأوقات، كان «الذكور الجميلة» و«الإناث المعزولة» تشكل غالبية السكان، ولوحظ الشذوذ الجنسى بين الفئران المهددة بالانقراض، وفى الوقت نفسه، زاد أكل لحوم الفئران، برغم توافر الطعام، وبعد عامين من بدء التجربة، ولد آخر فأر فى المستعمرة، وبعد فترة مات آخر فأر فيها.

وكرر «كالهون» التجربة نفسها 25 مرة أخرى، وفى كل مرة كانت النتيجة هى نفسها! وبحسب «كالهون»، فإن الموت يتكون من مرحلتين: «الموت الأول» و«الموت الثانى»، وقد اتصف الموت الأول بفقدان الهدف فى الحياة بعد مجرد الوجود - لا رغبة فى التزاوج، ولا تربية الشباب، ولا إنشاء دور داخل المجتمع، ومع مرور الوقت، بلغ معدل وفيات الأحداث 100٪ ووصل الإنجاب إلى الصفر، وقد استخدمت تجربة «كالهون» العلمية نموذجا لتفسير الانهيار الاجتماعى.

ولصعوبة إجراء التجربة على البشر، وظّف عالم النفس «جوناثان فريدمان» مجموعة من طلاب المدارس الثانوية والجامعات لإجراء سلسلة من التجارب لقياس آثار الكثافة السكانية على السلوك، وقاس ضغطهم وانزعاجهم وعدوانيتهم وتنافسهم وعدم رضاهم العام، ولكنه أعلن أنه لم يجد أى آثار سلبية ملحوظة، وكان ذلك عام 1975.. والسؤال: هل ما نشهده حاليًا فى مجتمع اليوم من رجال ضعفاء لديهم مهارات قليلة أو معدومة، وإناث مفرطات فى الانفعال والعدوانية بدون غرائز أمومية طبيعية، وجرائم قتل يشيب لها الولدان فى المجتمعات البشرية العالمية، هى أوجه تشابه مباشرة مع مجتمع الفئران فى «الكون 25»؟.

https://www.facebook.com/nasserhkhk/

التميز المؤسسي

اداره التميز المؤسسي  والمعيار الاوروبي EFQM ------------------------------------------ في الوقت الذي ظهر فيه ملامح الالفيه الثالثه من النظا...

https://www.facebook.com/nasserhkhk/