خسر هتلر الحرب العالميه رغم التفوق المبهر الذي حققه من قبل بسبب المركزيه الشديده وعدم ثقته في اعوانه وادارته كل الحروب الخارجيه بمركزيه فتاخرت القرارات وعجزت الجيوش عن القدره علي مرونه تخطيط عملياتها وتوالت الهزائم ..
نفس الامر يحدث للكثير من الشركات العملاقة اليوم وتجدها تسقط وتنهار ببساطه شديده والسبب تعقيد الاداره ومركزيتها .
وببساطه تعرف الاداره بانها فن الانجاز بالاخرين بمعني الاشراف وليس الفعل التخطيط وليس التنفيذ الاداره لا تحقق النتائج بنفسها ولكن من خلال اخرين .
وموقعها في الوسط بين الملاك والعاملين بين العملاء والموردين هذا هو المفهوم القديم والقائم حتي الان في اغلب المنظمات .
فماذا لو ضاعفت اعداد المديرين ؟!!! طبيعي ستشكل عبء اكبر يعوق الانتاج وتكلفه كبيره .. اذن منطقي ان نتسائل لماذا لا نخفض ونخفض افراد الاداره لا الاداره نفسها .
فالمديرين عادة ما يقوموا بنوعين من الانشطه:
- انشطه ايجابيه مفيده للمنظمه بصوره مباشره تعود بالنفع العام .
- انشطه سلبيه مفيده لهم شخصيا مثل الصراعات والمنافسه الوظيفيه لا تعود بالنفع علي المنظمه .
لقد تضخمت الوظائف الاداريه بشكل كبير واصبحت سلطاتها غير محدوده بل تفوق سلطات أصحاب حقوق الملكية واصبح من الصعب مراقبتها ومحاسبتها وزاد اهتمامها بذاتها وتحقيق مكاسب فرديه و شخصيه .
فأصبح التخلص من الشكل النمطي للمنظمات والهياكل الاداريه التقليديه مهما في تحقيق البساطه والسهوله في اداره العمل واداؤه بالصوره التي ترضي العملاء والعاملين والموردين وبأقل التكاليف .
وهنا نشير الي بعض التجارب العالميه في هذا المجال فعادة ما يأتي التطوير التنظيمي من قلب شركات ومؤسسات رائدة .
شركه "سي أن أن" الاخباريه استطاعت تحقيق الرياده والعالميه بأقل التكاليف وبدون مكاتب وفروع وادارات فقط ربطت المحليه بالعالميه تحت شعار العالميه المحليه من خلال مراسل محلي يقوم بكل الادوار المعد والكاتب والمذيع والمخرج والمصور والمدير والمنتج في اطار سياسه واستراتيجية ورؤيه الشركه يتواصل مع منسق يتناقشا في اختيار الموضوعات وكيفيه تغطيتها وموعد عرضها وهكذا تحقق للشركه الرياده بتقديم كم هائل من المحتوي يراعي المحليه وبصوره عالميه وباقل تكلفه وبدون اداره .
مايكروسوفت.. الغت هيكلها التنظيمي واداره انشطتها من خلال فرق تنفيذيه لكل من مشروعاتها فحققت وفورات شديده وارباح خياليه .
لاشك ان تطور تكنولوجيا المعلومات والتواصل له اثر كبير علي الاداره ويتطلب تغيرها بالكليه.
وهناك ثلاث عوامل مهمه ستؤدي لاختفاء الاداره التقليديه في المستقبل .
الاول : العملاء
حيث تتحقق الاهداف والارباح من الاهتمام بالعملاء ومتطلباتهم
الثاني : التقنيات والمعلومات
فتعتبر حجر الزاويه في بناء مؤسسات الاعمال في المستقبل
الثالث : البساطه
سمة هذا العالم التخلص من التعقيد سواء في الاداره او المنتج ذاته وطريقة انتاجه والتأكيد على شيوع المحليه العالميه وتعاظم دورها.
وفي هذا نعتقد ان نجاحات الغرب العريق ستتفوق علي نجاحات الشرق المتنامي الا انه لازال متمسك بالانماط التقليديه ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق