وفي احدي الرحلات في مطلع الستينات تحرك الطيار المخضرم بطائرته caravelle
باتجاة ممر الاقلاع الا ان الضباب كان كثيفا يحجب الرؤيه الافقيه واحجمت كل الطائرات الاخري عن الاقلاع لحين تحسن الاحوال الجويه ..
الا ان هذا الطيار المخضرم قد خطرت له فكرة مبدعه توفر نفقات استضافة الركاب وتأخير الرحله فطلب من المراقب الجوي ان يسمح له بالتحرك علي ممر الاقلاع بسرعه ذهابا وايابا علي اساس ان يفتح محركاته بالقوه القصوي حتي منتصف الممر ثم يتوقف بالفرامل قبل نهاية الممر ويلتف ويكرر الامر من الجهه الاخري وبذلك الهواء الساخن المضغوط الذي يخرج بقوه من المحرك يساهم في ازالة الضباب علي الممر ما يمكنه من الاقلاع بعد ذلك وفعلا قام بفتح المحركات بقوه وقبل منتصف المدرج استخدم الفرامل بقوه واستطاع التوقف والالتفاف وتكرار الامر ..
بعدها تحسنت الرؤيه بعض الشئ فوق الممر واستطاع ان يقلع هذا الطيار المخصرم بطائرته وركابه وطاقمه بسلام ..
وبعد الاقلاع بعشرين دقيقه انقطع الاتصال بالطائره وتلقي مركز المراقبه خبرا بانفجار الطائره في الجو وتحطمها ومصرع كل من عليها رغم اقلاعها بسلاسه وسلام ..
حادث مفجع مؤلم انتشرت في مكان سقوط الحطام لجان التحقيق من هيئه سلامة الطيران والشركه المصنعه اضافه للشركه المالكه للطائره وجهات التحقيق الاخري .
وبعد جمع الحطام وتحليل البيانات وفحص المعدات والاجهزه وتحليلها لمحاوله الوقوف علي اسباب الحادث .
وبعد جهد كبير تبين ان محاولتي الطيار المخضرم ازالة الضباب بالمحركات كانتا السبب فاستخدام الفرامل بشده في كل مره ادي الي سخونه شديده في ديسكات الفرامل وصلت حد الاحمرار ثم رفع العجلات بسرعه بعد الاقلاع طبقا للمتبع ادي الي احتباس الحراره داخل غرف الاطارات الامر الذي ادي الي انفجار احد الاطارات انفجار شديد ادي الي اصابه خزان الوقود الذي انفجر بدوره موديا بحياة كل من علي متن الطائره ..
الدروس المستفاده ..
- التحقيقات المحايده المتأنيه الدقيقه أدت الي تحسين وتطوير الصناعه بتصميم اجهزة لقياس حراره الاطارات واجهزة تبريد العجلات وانظمة الفرامل .
- تأمين الطائرات بتعليمات تأخير رفع العجلات في حالة ارتفاع درجه الحراره للسماح للهواء مع سرعه الطيران بتبريدها وفعها بعد ١٠٠٠ قدم بدلا من ٤٠٠ مثلا .
- المقترحات والابتكارات لا يتم تنفيذها الا بعد الدراسه والموافقه من الشركه المصنعه .
- الاهتمام بدراسه اسباب الحادث واعلانها وعدم اخفاء الحقائق وعدم الارتكان للقضاء والقدرات اسهم في زيادة درجات الامان ومنح السلامه الاكثر لملايين الرحلات الاخري واسهم في تنميه وتطوير الصناعه وتنميه الاعتماد علي النقل الجوي .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق