(الأساليب الابتكارية في حل المشكلات واتخاذ القرارات)
ا.د ناصـــر خالد
أسلوب التحكم في نظم المعلومات واتخاذ القرار في المؤسسة
مقدمة :
إن ما يشهده نظام المعلومات في عصرنا الحاضر ونتيجة لتطور الحياة الاقتصادية بشكل عام و في المؤسسة بشكل خاص، وتضخم عدد المعطيات والمؤشرات و كثافتها، أثمرت أهمية وجود اهتمام في تعميق أفكار ومهارات متخذي القرارات على مختلف المستويات المنظمة لمسايرة تطورات الادارة الحديثة ، إن ظهور عالمية الاقتصاد وتكنولوجيا المعلومات ومع النقص الشديد في الموارد الاقتصادية، بالإضافة إلى التعقد في البيئة التي تعمل فيها المؤسسة، أصبح يمثل تهديدا للمؤسسات والمنظمات المحلية وذلك من خلال زيادة حدة المنافسة وضرورة انفتاحها (المؤسسة) على هذا الاقتصاد العالمي المفتوح وغير المحمي، ولتجنب مثل هذه المشاكل وحتى تضمن المؤسسة مكانة في السوق العالمية.
لاتخاذ القرار السليم في المنظمة يجب وضع إستراتيجية لنظم المعلومات مفادها الذكاء الاقتصادي لإنتاج المعرفة من اجل خدمة الأهداف الاقتصادية والأساسية للمنظمة والتي تساعد موظفي الإدارة في بناء ثقافة المعلومات .العمل الذي يؤدي بها لانتهاج نموذج الابتكار والتجديد والذي يسمح لها بتبني المنافسة والتوسع في السوق ويعزز لها المصالح الاقتصادية مع قدراتها التنافسية لمختلف مشاريعها وذلك من اجل تطوير التنمية مع الأخذ بعين الاعتبار البيئة الخارجية لها ،تعتبر عملية اتخاذ القرار عصب الوجود الإنساني كله، بأفراده وجماعته ومنظماته فهي تلعب دورا أساسيا ومحوريا في كفاءة وفعالية المنظمات وتكاد تكون حجر المنطلق في كل شيء داخل المؤسسة كالأفراد والآلات والمعدات والمواد وكل ما يتعلق بها من تغيرات أو مستجدات يحتاج إلى اتخاذ القرار كما هو الحال بالنسبة للعملية الإدارية في وظائفها الأساسية فهي تحتاج إلى نفس القرار كذلك
ولمعالجة الموضوع انطلقنا من التساؤلات التالية :
1-ما دور المؤسسة في صنع القرار ؟
2-ما العلاقة بين نظم المعلومات والذكاء الاقتصادي في اتخاذ مفهوم القرار؟
3-ما هي أساليب وأهمية نظم المعلومات في اتخاذ القرار ؟
أولا-المؤسسة وصنع القرار :
1- أهداف المؤسسة الاقتصادية:
إن من أهداف المؤسسة الاقتصادية ومنها الوطنية ما يلي(1):
- الاستقلال الاقتصادي.
- إنتاج سلع معتدلة الثمن.
- تلبية حاجيات المستهلكين خاصة المحلية منها.
- رفع مستوى المعيشة لأفراد المجتمع.
- تحقيق عائد مناسب على رأس المال المستثمر.
- التخفيف من حدة البطالة.
- التكامل الاقتصادي على المستوى الوطني.
- تقليل الواردات من المواد الأولية وتشجيع الصادرات من الفائض في المنتوجات.
وهذه الأهداف مجتمعة تهدف إلى تحقق غرضين أساسيين:
أ- هدف اقتصادي:
- تزويد السوق الوطنية بمختلف أنواع السلع.
- تصدير ما هو فائض عن السوق الوطنية.
- تحقيق معدل ربح يساهم في بناء مدخرات للاستثمار في المستقبل.
ب- هدف اجتماعي:
- تأمين فرص عمل جديدة.
- رفع مستوى العاملين في شتى الميادين.
2-العوامل والاعتبارات المؤثرة في صنع القرار:
أ- العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار:
إن رواد المدارس التقليدية لم يهتموا بدور العوامل السلوكية والاجتماعية والبيئية وتأثيرها في عملية اتخاذ القرار، وإنما ركزوا على الجوانب المادية بينما رواد المدارس السلوكية، فقد ركزوا اهتمامهم على أهمية العوامل والمتغيرات النفسية والاجتماعية والبيئية وتأثيرها في هذه العملية(8).
وبناءا على ذلك ركزت دراساتهم في تحليل عملية اتخاذ القرار على العوامل النفسية والظروف البيئية المحيطة بالمنظمة وما يرتبط بها من عادات وتقاليد وقيم اجتماعية ونظم سياسية واقتصادية. وفيما يلي نستعرض العوامل المؤثرة في عملية اتخاذ القرار، وهي كالأتي: العوامل الإنسانية، العوامل التنظيمية، العوامل البيئية.
- العوامل الإنسانية:
إن هذه العوامل ناتجة عن كون عملية اختيار البدائل المتاحة ما هي إلا ناتج لتفاعل إنساني تتفاعل فيه عدة عوامل منطقية و غير منطقية، موضوعية وشخصية، إن العوامل الإنسانية قد تكون نابعة من شخص المدير أو من سلوك مساعديه ومستشاريه أو من المرؤوسين وغيرهم ممن يمسهم القرار.
- العوامل التنظيمية:(2)
بالإضافة إلى العوامل الإنسانية التي تؤثر على اتخاذ القرار هناك أيضا العوامل التنظيمية والمتمثلة في القوى الكامنة في الموقف الإداري، الاتصالات الإدارية، التفويض واللامركزية الإدارية ونطاق التمكن.
- العوامل البيئية:
هناك مجموعة من العوامل و القيود التي تؤثر في فعالية القرارات الصادرة عن الظروف البيئية المحيطة بالقرار أهمها:
طبيعة النظام السياسي والاقتصادي السائد في الدولة.(3)
انسجام القرار مع الصالح العام.
النصوص التشريعية.(4)
التقدم التكنولوجي.
والمقرر عند اتخاذه القرار يتأثر ببعض العوامل الداخلية والخارجية(5) التي تؤثر على فاعليته، ومن أهم العوامل الداخلية، القدرة على التفكير والتصور والطاقة والخبرة والاتجاهات والخلفية والقيم وهذه الأخيرة تتأثر جزئيا بمراكزهم التنظيمية.
وأما العوامل الخارجية فهي تنحصر في كل من المرؤوسين والزملاء والرؤساء، حيث لا يكون القرار سليما إلا إذا تم التوفيق بين العناصر السالفة الذكر.
ب- الاعتبارات المؤثرة في متخذ القرار:
إن الحرية المتاحة لمتخذي القرارات تتوقف على عدة اعتبارات والتي تقف عائقا في تحقيق نتائجها، ومن أهم هذه الاعتبارات ما يلي(6):
- مستوى أهمية القرار.
- اثر القرار على البيئة.
- القيم والأحكام الشخصية (القيم العملية، الاقتصادية، الحسية، السياسية والقيم الدينية).
- المخاطر.
- القرارات الجماعية.
كما توجد بعض العوامل التي تمنع من اتخاذ القرار والمؤثرة بشكل ما في المقرر ومن أهمها(7):
- الفشل في إدراك المشكلة في الوقت المناسب.
- عدم الاستعداد لاستغلال الفرص التي تظهر فجأة.
- المماطلة والتسويف.
- عدم القدرة على فهم التحول إلى النمط والنماذج.
- الانغماس في المشكلات اليومية.
- السياسات الداخلية.
- نقص التحكم في الإدارة.
- العجز الشامل على مستوى المنظمة.
- ضعف نظام التقارير.
- عدم توافر البيانات الصحيحة.
- الفشل في عملية التفويض.
- عدم الكفاءة والأهلية.
- التردد والاضطراب.
- إشراك عدد كبير في اتخاذ القرار.
ج- صنع القرار وإصدار القرارات:
في حين ينظر إلى عملية اتخاذ القرار بأنها نشاط متكون من خطوات متسلسلة، إلا انه يمكن أن نصنفها إلى مجموعتين، الأولى عملية صنع القرار والثانية عملية إصدار القرار.
1 - عملية صنع القرار: وتتضمن الأعمال الفنية بالإعداد والتكوين مثل تجميع المعلومات وتحليلها وتكوين البدائل والتقييم والاختيار، وهي الخطوات التي تسبق اتخاذ القرار.
وتشارك في هذه العملية مجموعة من الأخصائيين والاقتصاديين والمهندسين والرياضين ولا يكتمل لها كل مقومات القرار إلا بإجراء العملية الثانية.
- 2- عملية إصدار القرارات: وهي العملية التي تعطي للقرار المصنع قوته وشرعيته التنظيمية، وأهمية هذه الخطوة توضح أهمية كل قرار من ناحية أهميته ونوعيته إلى جانب الناحية التنظيمية ولابد من وجود فرد تنسب إليه مسؤولية هذه النتائج وهو المقرر.
ثانيا: نظام المعلومات وتحديات الذكاء الاقتصادي :
1/ نظم المعلومات و صنع القرار:(8)
إن الهدف الأساسي من نظام المعلومات هو خدمة عملية صنع القرار في المنظمة سوف يظهر لنا الدور الذي يمكن أن تلعبه نظم المعلومات في كل مرحلة.
المرحلة الأولى (مرحلة الاستخبار) تقوم نظم المعلومات بتخزين كميات هائلة من المعلومات التي يمكن أن تفيد صانع القرار ويمكن إجمال دور نظم المعلومات في هذه المرحلة عبر النقاط التالية:
توفر قاعدة البيانات معلومات تساعد على التعرف على المشكلات واكتشاف فرص الحل.
تساهم نظم دعم القرار في الحل من خلال قدرتها على بناء النماذج وتحليلها.
تساعد النظم الخبيرة في عملية تصنيف المشكلة من خلال تحديدها و تصنيفها و إظهار مدى خطورتها.
المرحلة الثانية (مرحلة تصميم النموذج) يتلخص دور نظم المعلومات في ضرورة التعرف على البدائل الممكنة لحل المشكلة، وعلى معيار المفاضلة بينها فإن نظم دعم القرار يمكن أن توفر لها العديد من النماذج الرياضية والكمية التي تساعد في التعرف على مختلف الحلول، كما أن النظم الخبيرة يمكن لها إظهار بدائل الحل بالنسبة للمشكلات المعقدة وتساهم أيضا في إجراء عمليات التنبؤ بنتائج تطبيق هذه البدائل.
المرحلة الثالثة (مرحلة البحث والاختيار) إن نظم المعلومات في هذه المرحلة لا تقوم بصنع القرار، ولكن توفر النماذج الرياضية والكمية التي تساهم في تحديد الحلول الممكنة لحل المشكلة وتقييمها وفقا لمعايير محددة مسبقا.
المرحلة الرابعة (مرحلة التطبيق) إن تنفيذ القرار يستلزم عملية إقناع الأطراف المشاركة وخاصة الأطراف التي ستقوم بتنفيذه، وتحتاج عملية الإقناع بالقرار على مخرجات نظم المعلومات كلما سهل الاقتناع بها.
2/ تحديات الذكاء الاقتصادي:
أ- مفهوم الذكاء الاقتصادي :
إن الغرض من الذكاء الاقتصادي هو إنتاج المعلومات الإستراتيجية والتكتيكية ذات القيمة المضافة العالية الأمر الذي يؤدي بنا إلى طرح التساؤل الذي يدور حول ما مفهوم الذكاء الاقتصادي؟.
ومفهومه مستمد من فعالية الذكاء الاقتصادي الذي تعود فترته لسنة 1967 والتي لها صلة بنظم المعلومات التجارية(9) وأثير مفهومه بفرنسا أعقاب تطور الأشغال حول ملاحظة البيئة والمؤسسة آنذاك(10) والهدف من الدراسة للذكاء الاقتصادي نحو تحقيق الربح ثم التحكم الذي يجب أن يجري على الأهداف المحددة والموارد والمنتجات والخدمات بصفة عامة، عليه توجد خمس عمليات رئيسية تحديد اختيارات المستخدمين، بحث وجمع المعلومات، تحليل المعطيات ،نشر البيانات والاتصالات الاستغلال والاستعمال(11)، مع التركيز الخاص على استخدام الوسائل الاقتصادية وتقييم احتياجات العملاء وتطوير المنتجات الجديدة.
ب- تعريف الذكاء الاقتصادي:
لقد اهتم بموضوع الذكاء الاقتصادي منذ زمن بعيد بناءا على دراسات مكثفة ونقاشات حادة منها النظرية العلمية منه نورد بعض التعاريف الخاصة به
- تعريف هارولد: "الذكاء الاقتصادي يحدد النشاط الاقتصادي لإنتاج المعرفة في خدمة الأهداف الاقتصادية والإستراتيجية للمنظمة التي جمعت والمنتجة في سياق قانوني وذات مصادر مفتوحة".
- تعريف مارتر: "الذكاء الاقتصادي مجموعة من الإجراءات المنسقة للبحث والتجهيز والتوزيع للاستهلاك للوصول إلى معلومات مقيدة و ذات فعالية اقتصادية".
إلا أن هذا لا يتحقق إلا من جراء وضع ضمانات لحماية مكونات وتراث المؤسسة في ظل أفضل للظروف سواء من ناحية الزمن أو التكاليف، وهي المعلومات التي يحتاج إليها صانعي القرارات من اجل تحقيق إستراتيجيتهم وأهدافهم.
- تعريف أربيلو: " الذكاء الاقتصادي بأنه منهجية البحث و تفسير المعلومات المتاحة للجميع من اجل تفعيلها و معرفة قدرتها" و هذا التعريف له علاقة بالمعلومات المفتوحة مما يجعلها تمتثل للمصداقية والأخلاق، هوية الأطراف الفاعلة فيه أي جميع موظفي الإدارة تشارك في بناء ثقافة المعلومات.
ج- تحديات الذكاء الاقتصادي:
تنطلق العملية من مفهوم التساؤل عن ماذا يعود به الذكاء الاقتصادي للمؤسسة أو الدولة؟ والإجابة عليه تدور حول تحليل التحديات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية.
- التحديات السياسية:
مراقبة البيئة الخاصة بالأعمال التجارية من اجل الحصول على استخدام المعلومات المتعلقة بالأحداث والاتجاهات في البيئة الخارجية لهذه المؤسسات ويتم ذلك بناءا على قرارات قادة الأعمال التجارية بمساعدة منظماتهم مثلا الذكاء الاقتصادي في اليابان مبني على تعبئة النخب اليابانية مسالة الاقتصاد في وضع رؤية وقائية للحفاظ على استغلال اليابان لمواجهة الاحتياجات التجارية للسلطات الغربية.(12)
أما فرنسا فالذكاء الاقتصادي يستخدم من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية حيث تتنافس فرنسا مع الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الديمقراطيات الغربية(13) عن طريق استخدام الدوائر السرية من اجل تعزيز مصالحها الاقتصادية.
- التحديات الاقتصادية:
هو التمييز بين الذكاء الاقتصادي في شكل التكنولوجيا المباشرة وغير المباشرة، و يبدو ذلك من تزايد براءات الاختراع الذي ينطلق من زيادة معدلات نقل التكنولوجيا عن طريق سلسلة البحوث والتطوير والإنتاج.
واستخدام الذكاء الاقتصادي المكتسب خارج التعزيز يحد من القدرة التنافسية للمؤسسات العملية بشكل مستمر والذي يعبر عن الثقافات الوطنية وفي الواقع فان الأمن الاقتصادي هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي.
والأمن يشجع الحكومات على دعم الشركات في سعيها للحصول على القدرة التنافسية والدفاع عن المصلحة الوطنية، كما يجب على الحكومات تقديم يد المساعدة في مجال التعليم وتعليم القادة الأعمال التجارية مع استخدام الذكاء الاقتصادي لتعزيز القوة الاقتصادية في مجال الإدارة مع دعم القطاع الخاص الذي لا يقل أهمية للوصول إلى حجم المعلومات الكبيرة عن التجارة الدولية.
مثلا الولايات المتحدة تستخدم الذكاء الاقتصادي في تعزيز القدرة للمؤسسات على المنافسة في السوق العالمية، مع مواجهة التحديات المتمثلة في مكافحة التجسس الذي يهدد المؤسسات ويعتبر السبب الرئيسي في الجهات الفاعلة في المجتمع الذكاء الاقتصادي للولايات المتحدة.
- التحديات التكنولوجية:
يبدو واضحا من خلال المنافسة الدولية المتزايدة ذات الشراسة في مجال الممتلكات في إطار الجوانب الصناعية (براءات الاختراع والعلامات التجارية، والتصميمات والإنسان، حقوق الطبع والنشر، والتكنولوجيا، برامج الحماية، نقل التكنولوجيا، براءات الترخيص، قانون المنافسة... الخ).
ويؤكد "صومني" المحافظة على البحث والابتكار والاستثمار وتامين الممتلكات ووضع إستراتيجية للتسويق و البحوث و إنشاء الأعمال التجارية و التعاقد من الباطن.(14)
ومن التحديات السابقة الذكر نصل إلى إنشاء النظم الوطنية للذكاء الاقتصادي والذي يعرف على أنه "وضع العمل والتنسيق بين جميع النظم الفرعية التي يتكون منها نظام الذكاء الاقتصادي للبلد".
وكنتيجة يمكن التوصل إليها من خلال تطرقنا للذكاء الاقتصادي يمكن اعتباره كفلسفة وإتباع نهج استدلالي لإدارة المعلومات لاتخاذ القرارات السليمة مع استخدامه للمعرفة في توفير الميزة التنافسية و كذا استخدامه كنظام للمراقبة الاقتصادية في ميادين التنفيذ، والكفاءة في إدارة المشاريع ومعرفة تكنولوجية جيدة لمجال المعلومات والاتصالات.
ثالثا: التحكم في نظم المعلومات واتخاذ القرار:
1-نظم المعلومات الإدارية :
تعرف نظم المعلومات الإدارية بأنها نظم مبنية على الحاسب الآلي توفر المعلومات للمديرين ذوي الاحتياجات المتشابهة في المنظمة، وتصف هذه المعلومات (أي طبيعة المعلومات) الأنشطة العامة للمنظمات أو تصف الأنشطة التي تمارس في إحدى المجالات الوظيفية كالتسويق، الإنتاج، التمويل... بشأن ما حدث في الماضي، وما يحدث الآن و ما هو متوقع حدوثه في المستقبل، ويتم تحديد ذلك بناء على النقاط التالية :
- مفهوم نظم المعلومات الإدارية:
لا يوجد حتى الآن تعريف جامع و شامل محدد لنظم المعلومات الإدارية، لذلك سيتم استعراض عدد من مفاهيم نظم المعلومات بهدف الوصول إلى ملامح عامة لنظم المعلومات الإدارية.
عرف senn نظام المعلومات الإدارية " هي نظام متكامل لتوفير المعلومات اللازمة لوظائف التخطيط والرقابة والعمليات في الأنظمة. فهو يساعد عمليات الإدارة واتخاذ القرارات من خلال توفير معلومات تصف الماضي والحاضر وتتنبأ بالمستقبل بشأن العمليات الداخلية، والمخابرات الخارجية للمنظمة، وهو بذلك يوفر معلومات موحدة في الوقت المناسب للمنظمة".(15)
عرف scott نظام المعلومات الإدارية بأنها"مجموعة شاملة ومنسقة من نظم المعلومات الفرعية التي تتكامل معا بصورة رشيدة، لتحويل البيانات إلى معلومات بطرق متعددة لرفع الإنتاجية وبما يتفق مع أنماط خصائص المديرين، وعلى أساس معايير متفق عليها للجودة".(16)
تعرف نظم المعلومات الإدارية على أنها "نظام مبني على الحاسب الآلي، يوفر المعلومات للمسؤولين عن وحدة تنظيمية، وتصف هذه المعلومات ما حدث في الماضي، وما يحدث حاليا، وما هو محتمل حدوثه مستقبلا، وتتوافر هذه المعلومات في شكل تقارير دورية، وتقارير خاصة، ومخرجات نماذج رياضية، وتستخدم هذه المعلومات في صنع القرارات و حل المشكلات".(17)
من التعاريف السابقة يمكن استخلاص العناصر:
أنه نظام معلومات مبني على الحاسب الآلي، وذلك في إدخال ومعالجة البيانات وتحويلها إلى معلومات تفيد متخذي القرارات في المنظمة.
أنه نظام متكامل يربط بين مجالات وظيفية مختلفة (تسويق، تصنيع، شراء، تمويل أفراد)، ويحقق التكامل بين نظم معلومات المجالات الوظيفية المختلفة لوصف عمليات المنظمة ككل.
أنه نظام يدعم وظائف التخطيط والرقابة والعمليات، وهي الأنشطة المطلوبة في كل مجالات النشاط.
إنه نظام يساعد الإدارة في اتخاذ القرارات بعد حل المشكلات، سواء كانت متميزة غير مكررة أو مكررة و روتينية.
أنه نظام يصف الماضي والحاضر ويتنبأ بالمستقبل ،فالمعلومات تصف وضع المنظمة في الماضي والحاضر والمستقبل.
تتمثل مخرجات هذا النظام في تقارير دورية وتقارير خاصة يطلبها المديرون بشأن مشكلات محددة.
إنه نظام يقوم بدور المخابرات الخارجية، حيث يرصد الأحداث والفرص التي تظهر في البيئة الخارجية للمنظمة والتي يمكن أن تؤثر على مستقبل المنظمة أو على عملياتها الداخلية.
- عناصر نظم المعلومات الإدارية:
حتى تتحقق إنتاجية نظام المعلومات الإدارية فلابد أن تكون مخرجاتها أكبر من المدخلات التي تتحصل عليها، حيث أن مخرجات النظام تأتي قيمتها من قدرتها على خدمة المستفيدين ، لذلك فإن إنتاجية نظم المعلومات ترتبط بهؤلاء المستخدمين، و يمكن تحديد إنتاجية نظم المعلومات الإدارية من خلال العناصر التالية:(18)
- التخطيط الفعال: عنصر أساسي لنجاح أي مهمة في أي مستوى تنظيمي.
- التوجيه الواضح: يعتبر التوجيه نتيجة التخطيط باعتباره يمد العاملين بالمعلومات اللازمة لتحديد ما هو مطلوب منه.
- السبل و الإجراءات: تمثل السبل والإجراءات إطار العمل الضروري لإنتاجية المستويات التنظيمية.
- التدريب الملائم: إن الطريقة الصحيحة لأداء المهام و إنتاجية تلك المهام لن تتحقق إلا من خلال التدريب.
- البيئة المادية للعمل: يجب أن يتم التدريب آخذا في الاعتبار البيئة المادية للعمل من آلات و معدات مثل مساحة المكان، درجة الإضاءة، التهوية، نوع الأثاث، الألوان
- الأدوات الملائمة: تهتم معظم المنظمات بالأدوات الملائمة في المستويات الدنيا من إدارة نظم المعلومات مثل الوسائل الطرفية، الحاسبات الشخصية، لغات البرمجة من الجيل الرابع.
- فعالية إدارة الوقت: يقل الفاقد في المستويات الدنيا لأن المهام محددة بينما يزداد هذا الفاقد في المستويات العليا.
- قياس الأداء: وهي خطوة ضرورية مرتبطة بالخطوة السابقة حيث في هذه الخطوة يتم قياس طريقة أداء الفرد لعمله و أثرها في تحقيق الأهداف وقياس الأداء.
- فعالية الاتصال: وهي الخطوة التي تربط الخطوات السابقة واللازمة للقيام بها ويتم الاتصال من خلال قنوات الاتصال و المعلومات المرتدة.
- أهمية نظم المعلومات الإدارية: لقد تزايدت أهمية وظيفة نظم المعلومات الإدارية لعدة أسباب:
تزايد المعرفة المتاحة للمديرين، والتي يمكن استخدامها في اتخاذ قراراتهم طبقا للمعرفة العلمية المتقدمة.
نمو المنشآت في الحجم وتعقد أعمالها مما يضطر المديرين إلى الاعتماد بطريقة متزايدة على المعلومات المكتوبة.
ازدياد درجة تخصص بعض المنشآت واتجاه أغلب المنشآت لتنويع أعمالها.
ازدياد التعقد التكنولوجي للمجتمع بصفة عامة.
ازدياد ندرة بعض الموارد الطبيعية.
ازدياد درجة التغيير البيئي والتكنولوجي.
انتشار أنشطة المنشآت ولامركزيتها، مما زاد من حاجتها إلى أساليب متقدمة في الرقابة لتأمين قيام المديرين بواجباتهم طبقا لما هو متفق عيه في الخطة.
انتشار استخدام الحاسبات الآلية وانخفاض تكلفتها مما يجعل منها وسيلة مثالية لمعالجة البيان.
- أهداف نظم المعلومات الإدارية:
من خلال التعاريف السابقة لنظم المعلومات الإدارية فإنه يمكن وضع مجموعة من الأهداف التي تسعى نظم المعلومات إلى تحقيقها، وتتمثل تلك الأهداف فيما يلي:
ربط النظم الفرعية للمنظمة مع بعضها في نظام متكامل بما يسمح بتدفق البيانات والمعلومات بين تلك النظم وبما يؤدي إلى تحقيق التنسيق بين أنشطة تلك النظم.
المساعدة في ربط أهداف النظم الفرعية للمنظمة بالهدف العام للمنظمة وبالتالي المساهمة في تحقيق هذا الهدف.
المساعدة والمساندة في عملية صنع واتخاذ القرار في جميع المستويات التنظيمية من خلال توفير التقارير التي تضمن المعلومات اللازمة لتلك القرارات في الوقت المناسب.
توفير المعلومات اللازمة لأغراض التخطيط والرقابة في المكان والوقت والشكل المناسب.
الرقابة على عملية تداول البيانات والمعلومات وحفظها.
تهدف نظم المعلومات الإدارية إلى تحسين إنتاجية المنظمة بعدة طرق منها إنتاج التقارير عن العمليات الروتينية للمنظمة بدقة، تحديث البيانات والمعلومات، التنبؤ بالمشاكل التي تتعرض لها المنظمة.
تهدف نظم المعلومات الإدارية إلى تطوير أداء المنظمات من خلال ما تتيحه من معلومات مرتدة عن تنفيذ الخطط والمشروعات.
2- مراحل اتخاذ القرارات والعوامل المؤثرة فيها:
مراحل اتخاذ القرار:(19)
- تعريف المشكلة واكتشافها: تعرف المشكلة في مجال عملية اتخاذ القرار بأنها "انحراف عن الهدف المحدد مسبقا أو هي حالة من عدم التوازن بين ما هو كائن وبين ما يجب أن يكون".
- تشخيص المشكلة: يعني التشخيص التعرف على أسباب المشكلة وتحديد أبعادها وتحري السبب الرئيسي لظهورها ومعرفة أسبابها وأعراضها.
- تحليل المشكلة: يقتضي تحليل المشكلة وتصنيفها تحديد البيانات والمعلومات المطلوبة لحلها ومصادرها، ويعني تصنيف المشكلة تحديد طبيعتها وحجمها ومدى تعقدها ونوعية الحل الأمثل المطلوب لمواجهتها.
- إيجاد البدائل لحل المشكلة: يعني الحل البديل وسيلة الحل المتاحة أمام المدير لحل المشكلة المطروحة أو هو بمعنى آخر قرار مقترح يؤخذ بعين الاعتبار إلى جانب قرارات أخرى مقترحة بقصد المقارنة والتحليل حتى يتم اختيار أفضلها ويصبح القرار الأخير.
- تقييم البدائل المتاحة لحل المشكلة: بعد إن يتضح للمدير الحلول البديلة للمشكلة يجب عليه بعد ذلك إجراء تقييم شامل لها، وتعتبر هذه المرحلة من المراحل الصعبة، ذلك لأن عملية المفاضلة بين البدائل ليست عملية واضحة وسهلة لأن مزايا وعيوب كل بديل لا تظهر وقت بحثها ولكنها تبرز عند تنفيذ الحل مستقبلا ومن هنا يأتي الشك وعدم التأكد من صلاحية البدائل المطروحة للحل.
- اختيار الحل الملائم للمشكلة: تعتبر عملية الاختيار النهائي للبدائل المتاحة لحل المشكلة من أهم الخطوات التي يوليها المديرون جل اهتمامهم.
- العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار:(20)
إن رواد المدارس التقليدية لم يهتموا بدور العوامل السلوكية والاجتماعية والبيئية وتأثيرها في عملية اتخاذ القرار، وإنما ركزوا على الجوانب المادية بينما رواد المدارس السلوكية، فقد ركزوا اهتمامهم على أهمية العوامل والمتغيرات النفسية والاجتماعية والبيئية وتأثيرها في هذه العملية.
وبناءا على ذلك ركزت دراساتهم في تحليل عملية اتخاذ القرار على العوامل النفسية والظروف البيئية المحيطة بالمنظمة وما يرتبط بها من عادات وتقاليد وقيم اجتماعية ونظم سياسية واقتصادية. وعلى ضوء ذلك فان العوامل المؤثرة في عملية اتخاذ القرار هي :
- العوامل الإنسانية:
إن هذه العوامل ناتجة عن كون عملية اختيار البدائل المتاحة ما هي إلا ناتج لتفاعل إنساني تتفاعل فيه عدة عوامل منطقية و غير منطقية، موضوعية وشخصية، إن العوامل الإنسانية قد تكون نابعة من شخص المدير أو من سلوك مساعديه ومستشاريه أو من المرؤوسين وغيرهم ممن يمسهم القرار.
- العوامل التنظيمية:(21)
بالإضافة إلى العوامل الإنسانية التي تؤثر على اتخاذ القرار هناك أيضا العوامل التنظيمية والمتمثلة في القوى الكامنة في الموقف الإداري، الاتصالات الإدارية، التفويض واللامركزية الإدارية ونطاق التمكن.
- العوامل البيئية:
هناك مجموعة من العوامل و القيود التي تؤثر في فعالية القرارات الصادرة عن الظروف البيئية المحيطة بالقرار أهمها
طبيعة النظام السياسي والاقتصادي السائد في الدولة.(22)
انسجام القرار مع الصالح العام.
النصوص التشريعية.
التقدم التكنولوجي.
خاتمة :
بما ان المؤسسة الاقتصادية تسعى جاهدة إلى تحقيق التنمية ومسايرة التطورات العالمية خاصة في ظل العولمة التي تتطلب منها الاندماج الكامل في حصولها على المعلومات والبيانات الكافية بناء على معطيات بنك المعلومات لأجل اتخاذ قراراتها السليمة ، لذا يتطلب لمتخذي القرارات أن يواكبوا التغيرات في جمع البيانات الرياضية التي تحتاج الى مجموعة من المتغيرات كالإحصاء الذي يتطلب بدوره نماذج تعتمد على بحوث العمليات والبرمجة مع الأخذ بعين الاعتبار الإعلام الآلي ، وهذا من اجل تكوين وتسيير المعرفة للوصول لاتخاذ القرار السليم .
لنظام المعلومات الإدارية دور كبير وفعال في مختلف المؤسسات وذلك نظرا للأهمية البالغة التي يكتسيها، باعتباره يسعى إلى ربط النظم الفرعية للمنظمة مع بعضها البعض وذلك بجعلها في نظام موحد ومتكامل، وهذا بغرض مراقبة تدفق البيانات والمعلومات بين تلك الأنظمة بشكل دقيق، إضافة إلى التنسيق بين مختلف الأنشطة، وبالتالي ربط هذا النظام بالهدف العام المحدد والمسطر من طرف المنظمة من أجل تحقيقه وذلك من خلال المساعدة والمساندة في عمليات صنع القرار عبر جميع المستويات التنظيمية، وتنفيذ أهدافها الإستراتيجية .
التفـكـــــــير
مجموعة العمليات العقلية الراقية التي يقوم بها الإنسان مستهدفاً حل مشكلة ما أو تفسير موقف غامض .
التفكير عملية ذهنية يتفاعل فيها الإدراك الحِسّي مع الخبرة والذكاء لتحقيق هدف ، ويحصل بدوافع وفي غياب الموانع .
حيث يتكون الإدراك الحسي من الإحساس بالواقع والانتباه إليه ؛ أما الخبرة فهي ما اكتسبه الإنسان من معلومات عن الواقع ، ومعايشته له، وما اكتسبه من أدوات التفكير وأساليبه ؛ وأما الذكاء فهو عبارة عن القدرات الذهنية الأساسية التي يتمتع بها الناس بدرجات متفاوتة . ويحتاج التفكير إلى دافع يدفعه ، ولا بد من إزالة العقبات التي تصده وتجنب الوقوع في أخطائه بنفسية مؤهلة ومهيأة للقيام به .
مهارة التفكير تحتاج إلى:
1. التعلُّم لاكتسابها بالتمرين .
2. التطوير والتحسين المستمر في الأداء .
3. الممارسة والصبر على الأخطاء أثناء التعلم .
أنماط التفكير :
أنماط التفكير
1. التفكير البديهي (الطبيعي)
2. التفكير العاطفي ( الوجداني)
3. التفكير العلمي
4. التفكير الابتكاري
التفكير البديهي (الطبيعي)
وأحيانا يطلق عليه التفكير المبدئي، الأولي، الخام، حيث لا توجد مسارات صناعية للتدخل في أنماط التفكير الأولية.
وتتسم خصائص التفكير البديهي بما يلي:
1. التكرار.
2. التعميم والتحيّز.
3. عدم التفكير في الجزئيات والتفكير في العموميات.
4. الخيال الفطري والأحلام.
5. معرض للخطأ.
6. يحدث بالتداعي الحر للخواطر .
التفكير العاطفي
وأحيانا يطلق عليه التفكير الوجداني أو الهوائي، و يقصد به فهم أو تفسير الأمور أو اتخاذ القرارات وفقا لما يفضله الفرد أو يرتاح إليه أو يرغبه أو يألفه.
وتتسم خصائص التفكير العاطفي بما يلي:
1. السطحية.
2. التسرع.
3. التبسيط.
4. الاستيعاب الاختياري.
5. حسم المواقف على طريقة أبيض وأسود أو صح – خطأ .
(3) التفكير الاستدلالي ( العلمي ) وهو نوعان :
(أ) الاستقراء :
حيث يصل الفرد فيه الى قاعدة عامة أو تعميم من حالات خاصة فهو انتقال من الخاص الى العام.
(ب) الاستنبـــــــاط :
هو عملية عقلية تطبق قاعدة عامة أو تعميم على الحالات الخاصة فهو انتقال من العام إلى الخاص.
(4) التفكير الإبداعي :
نوع من التفكير يكشف عن علاقات جديدة ويحقق حلولاً جديدة لمشكلات ويبتكر طرقاً وتصميمات جديدة.
تعريف الإبداع :
الإبداع في اللغة هو الاختراع والابتكار على غير مثال سابق. وبصورة أوضح هو إنتاج شيء جديدٍ لم يكن موجوداً من قبل على هذه الصورة.
وقد عرفت الموسوعة البريطانية الإبداع على أنه القدرة على إيجاد حلول لمشكلة أو أداة جديدة أو أثر فني أو أسلوب جديد.
كما أنه لا يمكننا إلا أن نبرز التعريفات المشهورة للإبداع وذلك حسب تعريف العالم (جوان) gowan:
الإبداع مزيج من القدرات والاستعدادات والخصائص الشخصية التي إذا وجدت بيئة مناسبة يمكن أن ترقى بالعمليات العقلية لتؤدي إلى نتائج أصلية ومفيدة للفرد أو الشركة أو المجتمع أو العامل.
كما أن العالم تورانس torance قد عرف الإبداع فقال الإبداع هو عملية وعي بمواطن الضعف وعدم الانسجام والنقص بالمعلومات والتنبوء بالمشكلات والبحث عن حلول، وإضافة فرضيات واختبارها، وصياغتها وتعديلها باستخدام المعطيات الجديدة للوصول إلى نتائج جيدة لتقدم للآخرين.
كما أن هنالك العديد من التعريفات تتفق جميعاً مع فكرة الخروج عن التقليدي والمعتاد في التفكير والسلوك وفي إنتاج وإبتكار الأفكار الجديدة.
نذكر منها.
الإبداع عملية تثمر ناتجاً جديداً وغير عادي يتقبله المجتمع لفائدته.
الإبداع هو التميز في العمل أو الإنجاز بصورة تشكل إضافة إلى الموجود بطريقة تعطي قيمة أو فائدة إضافية.
معظم الباحثون النفسيون يرون أن الإبداع هو الوحدة المتكاملة لمجموعة العوامل الذاتية (العقلية المركبة والنفسية) والموضوعية التي تقود إلى تحقيق أنتاج جديد وأصيل وذو قيمة من قبل الفرد أو الجماعة.
إن العملية الإبداعية ليست منفصلة عن السمات العقلية والنفسية مثل الدافعية والمزاج والطبع والإستعداد والذكاء ومرونة التفكير.. والمبدع ليس شخصاً ذو إختلاف نوعي عن غيره، بل يمكن النظر إليه بصفته فرداً يختلف عن غيره بمقدار إنتظام وظائفه العقلية والنفسية بصورة تجعله قادراً على إبداع الجديد وتنميته ، وكذلك في مقدار الأثر الذي يتركه هذا الإنتظام على شخصية المبدع وبنائه النفسي والوجداني، أي مدى إندماج المبدع في تجربته الإبداعية (العلمية أو الفنية) وإندماج خصائصه الشخصية بعمله الإبداعي.
القدرات العقلية والإبداع: هناك شبه اتفاق بين الباحثين على أنه من أجل تحقيق نتائج إبداعية عالية لا بد من حد أدنى من الذكاء الذي يختلف من مجال لآخر من مجالات النشاط الإبداعي، وعندما يتجاوز الذكاء حداً معيناً فإنه ليس من الضروري أن يؤدي إلى نمو الإبداع
السمات الشخصية والمزاجية للمبدع:
إن القدرات العقلية وحدها ليست كافية للإبداع ومن الواضح أن هناك خصائص أخرى للشخصية تتدخل لتوليدِ إبداعٍ ما. والمبدعون في مجمل النشاطات العلمية أو الفنية أو السياسية يتشابهون في خصائصهم الشخصية بدرجة تتجاوز ذلك التشابه الموجود بين كل مبدع وزملائه الآخرين في نفس مجال النشاط، فمثلاً ووفقاً لوجهة النظر هذه فإن الأخوة العقلية والإنفعالية بين مايكل أنجلو وجاليليو وحتى مع يوليوس قيصر هي أكبر من تلك الأخوة الموجودة بينه وبين أي فنان من الدرجة الثالثة، إذاً لا بد أن هناك سمات وخصائص طبع ومزاج تلعب دوراً مهماً في الإبداع والتي هي في الحقيقة لا تبتعد عن الصفات الفكرية والعقلية السابقة.
ومن أهم السمات المزاجية للأشخاص المبدعون:
الدافعية القوية والطاقة العالية الجسمية والعقلية التي تدفعهم إلى المثابرة في العمل والميل إلى سعة الإطلاع والرغبة في المعرفة وتجميع المعلومات. وقد أظهرت الأبحاث أن 90% من الشخصيات المبدعة المشهورة تتميز بدرجة عالية من حب الاستطلاع الذي لا يكف عن طرح التساؤلات، وتنوع الإهتمامات ، ودافعية المبدعين تنطلق من الداخل لأسباب ذاتية فلا يكون هدفها المكانة أو اللقب الإجتماعي بقدر ما يكون الهدف الرغبة في البحث والمعرفة وإعطاء الأفكار الجديدة.
وهناك سمة أخرى للشخصية المبدعة وهي عامة لديهم وهي العمل الجاد، ، يقول توماس أديسون "إن العبقرية هي 1% إلهام و99% عرق جبين".
ومن السمات الشخصية أيضاً للمبدعين الاندماج في التجربة الإبداعية بشكل كامل في الحياة فتبدو خصائصهم الشخصية على علاقة وثيقة بعملهم.
أما السمات السلبية في الشخصية التي تعيق وتكبح النشاط الإبداعي فهي كثيرة مثل: عدم القدرة على اتخاذ القرار، التردد، الجبن والخجل، النقد المفرط للذات وعدم الثقة بالنفس الخوف من النقد والجمود وأخيراً الابتذال.
مقومات التفكير الإبداعي :
(1) الصحة النفسية للمبدع : يرى علماء النفس التربويون أن المبدع شخصية تمتلك مجموعة من القدرات الظاهرة والسمات الباطنة المنعكسة على السلوك منها:
- التفاؤل: وهي النظرة الطيبة للأمور، فالتفكير الإبداعي يحتاج إلى هذه الكلمة الطيبة ليندفع بحماس وحكمة نحو الهدف المراد تحقيقه، مع إيمانه اليقيني بالقضاء والقدر خيره وشره.
- المرونة في التفكير: وهي القدرة على التكيف السريع مع المواقف والمشاكل الطارئة، وذلك بأن يمتلك المبدع سيلاً كبيرًا من الأفكار المتنوعة، ويساعده في ذلك طلاقته في التعبير عن هذه الأفكار وتصويرها واقعيًا، فيستطيع تصنيع الحلو من الليمون الحامض .
- الإحساس بالمشكلات والإدراك الدقيق للثغرات وقراءة ما بين السطور: ويتمثل في الإحساس المرهف للتعرف على المشكلات العادية التي تصبح مع مرور الأيام همًا ثقيلاً يصعب إزالته وعلاجه، فتدرك تمامًا نواحي القصور في الأفكار الشائعة، وينظر بعين ثالثة للأمور.
- التجديد: ويرى المبدع أنه نسيج مختلف من الخبرات والقدرات فلا يقبل بتكرار الحلول ، فلا يرضى بتكرار نفسه ولا تكرار أفكار غيره، مثل ما ذكر عن أديسون أنه كرر تجربة المصباح الكهربائي1800 مرة لم يكرر إحداها مرتين.
(2) حب التنظيم : وهذه إحدى المقومات المهمة للوصول إلى الإبداع في تنظيم التفكير والوقت والأولويات والأهداف ، فلا يطغى شيء على شيء من الأهداف، فمنهجية التفكير لديه واضحة ودقيقة، فنجد أعماله لوحة رسام رائعة في ترتيب الألوان وتناغم الشخوص.
(3) البيئة الواعية: وتتمثل البيئة الواعية في عدة أمور:
-التغلب على العادات: فالعادات هي في الأصل إستجابات نمطية متكررة وغير إبداعية لعمل شيء بالطريقة نفسها والظروف نفسها؛ كالأكل والشرب والنوم والإستيقاظ، لكن هناك الكثير من العادات التي تحتاج إلى تغيير في نمطيتها وتطويرها بشكل إبداعي.
فالمبدع لا يتملكه الخوف من النقد لينكفئ على نفسه ويطوي أفكاره، فمادام أن العمل على صواب، فلا يخاف المبدع لومة لائم، ولا داعي لإضاعة الوقت في التفكير في هذا النقد أو الرد عليه ، بل يدير ظهره لَهُ.
(4) تسخير الإمكانات المتاحة : فالمبدع يستفيد من تجارب الآخرين ومجهوداتهم الخيرة سواء بالقراءة أو المشاورة أو المحاكاة، ويبني عليها أفكاره ولو كانت مجرد فكرة صغيرة، ولا تكون الظروف التي حوله عائقًا يمنعه من الانطلاق نحو الهدف.
صناعة الإبداع:
أي صناعة حيوية تقوم على عدة معادلات تفاعلية، وتكون بنسب قياسية متوازنة ، مع وجود العوامل المساعدة ، ويمكن تفسير معادلة الإبداع بما يلي:
نفسية متفائلة + تفكير منظم + هدف واضح+ بيئة واعية = إبداع
مميزات التفكير الإبداعي
تجنب التتابعية المنطقية.
توفير بدائل عديدة لحل المشكلة.
تجنب عملية المفاضلة والإختيار.
البعد عن النمط التقليدي الفكري.
تعديل الإنتباه إلى مسار فكري جديد.
• خصائص التفكير الإبداعي
الحرص على الجديد من الأفكار والآراء والمفاهيم والتجارب والوسائل.
البحث عن البدائل لكل أمر والإستعداد لممارسة الجديد منها.
الإستعداد لبذل بعض الوقت والجهد للبحث عن الأفكار والبدائل الجديدة، ومحاولة تطوير الأفكار الجديدة أو الغريبة،
الإستعداد لتحمل المخاطر وإستكشاف الجديد .
الثقة بالنفس والتخلص من الروح الإنهزامية.
الإستقلالية في الرأي والموقف .
تنمية روح المبادرة والمبادأة في التعامل مع القضايا والأمور كلها.
خصائص المبدعون
خصائص المبدعين التطورية
1 ـ غالباً ما يكون المبدع هو المولود الأول للأسرة.
2 ـ قد يكون عانى من فقدان أحد الوالدين.
3 ـ أجواءه الأسرية غنية بالخبرات والتنوع.
4 ـ يستمتع بالشهرة ويثابر على العمل.
5 ـ يقدم مبادرات تدل على نبوغه المبكر.
6 ـ يفضل التعلم على صحبة الناس وينكب على المطالعة.
7 ـ يتعرض لتجارب وخبرات متنوعة من سن مبكرة.
8 ـ يحب الدراسة والنجاح.
9 ـ يقيم علاقات مميزة مع مجموعات ضيقة.
10ـ يتأثر بالقدوة.
11 ـ يتمتع بإنتاج ضخم.
الخصائص المنطقية
1 ـ الانضباط الذاتي والاستقلالية وكراهية السلطة.
2 ـ مقاومة الضغوط الاجتماعية.
3 ـ الانتباه للتفاصيل.
4 ـ تحمل الغموض والقلق.
5 ـ حب المغامرة والإثارة.
6 ـ تفضيل المسائل المعقدة.
7 ـ امتلاك قاعدة معرفة كبيرة.
8 ـ القُدرة على التفكير المتشعب.
9 ـ الحاجة للإسترخاء.
10 ـ الحاجة لمجتمع وبيئة داعمة.
11 ـ عدم تحمل الملل والروتين.
12 ـ حسن الفهم والاستيعاب.
الخصائص الحدسية للمبدع
1 ـ الانفتاح بغير حدود.
2 ـ الرومانسية.
3 ـ الحساسية الزائدة.
4 ـ الحماس والتسرع.
5 ـ الإحساس المتزامن بالألوان والأصوات والروائح.
6 ـ تقديم أفكار جديدة لحل المشكلة.
7 ـ التفاعل مع الأفكار الجديدة والأصيلة.
8 ـ القدرة على تحرير الأفكار والتعبير عنها.
9 ـ القدرة على مقاومة الاتهام بالشذوذ وغرابة الأفكار.
الخصائص العاطفية للمبدع:
1 ـ كفوء في التعبير عن نفسه.
2 ـ يدرك الأشياء بطريقة خاصة.
3 ـ ينجذب إلى المواقف المجهولة والمحيرة.
4 ـ له قدرة خاصة على حل الصراعات الداخلية والتناقضات الثنائية.
5 ـ له قدرة على دمج العناصر المتفرقة.
6 ـ يتقبل ذاته جيداً ولا يعبأ برأي الآخرين عنه.
7 ـ يتحمل المواقف المربكة.
8 ـ له القدرة على التركيز.
9 ـ لا يكبت مشاعره ويعبر عن مواقفه جيداً.
10 ـ يتحلى بالشجاعة لمخالفة العادات والمسلمات.
11 ـ سريع البديهة.
12 ـ يشعر مع الآخرين ويتوحد معهم بسرعة.
الخصائص الحسية للمبدع
1 ـ منفتح على الأفكار والخبرات الجديدة.
2 ـ يضبط نفسه ويتحكم بذاته.
3 ـ عنده قدرة على التلاعب بالعناصر والمفاهيم.
4 ـ عنده اهتمام بالعالم الخارجي والداخلي.
5 ـ لا يستعجل النهايات.
6 ـ يتقبل الصراعات والتوتر.
7 ـ عنده قيم نظرية وجمالية مرتفعة.
8 ـ عنده أداء حاذق للفنون التقليدية
متطلبات التفكير الإبداعي
(1) طلاقة التفكير Ideational Fluency
إنتاج أكبر عدد من الأفكار التي تعنى بمطلب معين فى وقت محدد. والطلاقة تتضمن الجانب الكمي في الإبداع ، وتتميز الأفكار المبدعة بملائمتها لمقتضيات البيئة الواقعية، وبالتالي يجب أن تستبعد الأفكار العشوائية الصادرة عن عدم معرفة أو جهل كالخرافات وعليه كلما كان المتعلم قادرا على إنتاج عدد من الأفكار أو الإجابات في وحدة الزمن، توفرت فيه الطلاقة أكثر.
وتقاس الطلاقة بأساليب مختلفة منها على سبيل المثال:
- سرعة التفكير بإعطاء كلمات في نسق محدد، كأن تبدأ أو تنتهي بحرف أو مقطع معين ( هراء .. جراء.. ) أو التصنيف السريع للكلمات في فئات خاصة. ( كره .. ملعب.. حكم ......).
- تصنيف الأفكار بمتطلبات معينة،كالقدرة على ذكر أكبر عدد ممكن من أسماء الحيوانات الصحراوية أو المائية، أو أكبر قدر من الاستعمالات للجريدة، أو الحجر، أو العلب الفارغة......الخ.
- القدرة على إعطاء كلمات ترتبط بكلمة معينة،كأن يذكر المتعلم أكبر عدد ممكن من التداعيات لكلمة نار أو سمكة، أو سيف، أو مدرسة....الخ.
- القدرة على وضع الكلمات في أكبر قدر ممكن من الجمل والعبارات ذات المعنى.
(2) المرونة فى التفكير Flexibility
تتضمن المرونة الجانب النوعي في الإبداع، ويقصد بالمرونة تنوع الأفكار التي يأتي بها المبدع وبالتالي تشير المرونة إلى درجة السهولة التي يغير بها الشخص موقفا ما أو وجهة نظر عقلية معينة.
ومن أشكال المرونة، المرونة التكيفية، المرونة التلقائية، ومرونة إعادة التعريف أو التخلي عن مفهوم أو علاقة قديمة لمعالجة مشكلة جديدة، ومن الأمثلة عليها: أكتب مقالا قصيرا لا يحتوي على أي فعل ماضي، فكر في جميع الطرق التي يمكن أن تصممها لوزن الأشياء الخفيفة جدا.
فالفرد على سبيل المثال، الذي يقف عند فكرة معينة أو يتصلب فيها، يعتبر أقل قدرة على الإبداع من فرد مرن التفكير قادر على التغيير حين يكون ذلك ضروريا.
فمثلا : ما هي الاستخدامات الممكنة للكأس. المعنى المباشر المرتبط بالكأس هو شرب الماء. ولكن باستخدام قدرة المرونة يمكننا أن نستخدم الكأس ليكون زهرية، أو ليكون تحفة فنية بعد تلوينه من الخارج ... وهكذا.
(3)الأصالة فى التفكير Originality
الأصالة تعني أن يكون المعنى أو الإستخدام أو الوظيفة أصلية لم يسبق لأحد أن فكر فيها.
وتشير الأصالة إلى قدرة المتعلم على إنتاج أفكار أصيله، أي قليلة التكرار بالمفهوم الإحصائي داخل المجموعة التي ينتمي إليها المتعلم، أي كلما قلت درجة شيوع الفكرة زادت درجة أصالتها، ولذلك يوصف المتعلم المبدع بأنه الذي يستطيع أن يبتعد عن المألوف أو الشائع من الأفكار.
تختلف الأصالة عن عاملي الطلاقة والمرونة فيما يلي:
- الأصالة لا تشير إلى كمية الأفكار الإبداعية التي يعطيها الفرد، بل تعتمد على قيمة ونوعية وجدية تلك الأفكار، وهذا ما يميز الأصالة عن الطلاقة.
- الأصالة لا تشير إلى نفور المتعلم من تكرار تصوراته أو أفكاره هو شخصيا كما في المرونة، بل تشير إلى النفور من تكرار ما يفعله الآخرون، وهذا ما يميزها عن المرونة، وعليه يمكن قياس الأصالة عن طريق:
أ- كمية الاستجابات غير المألوفة والتي تعتبر أفكارا مقبولة لمشاكل محدده مثيرة.
ب- اختيار عناوين القصص القصيرة المركزة في موقف مكثف قد يكون دراميا أو فكاهيا، ويطلب من المتعلم أن يذكر لها عناوين طريفة أو غريبة بقدر ما يستطيع في وقت محدد، مع احتمال استبدال القصة بصورة أو شكل.
رابعا: التفاصيل(لإكمال)
يقصد بالتفاصيل (الإكمال أو التوسيع) البناء على أساس من المعلومات المعطاة لتكملة(بناء) من نواحيه المختلفة حتى يصير أكثر تفصيلا أو العمل على امتداده في اتجاهات جديدة. أو هو قدرة المتعلم على تقديم إضافات جديدة لفكرة معينة، كما يمكنه أن يتناول فكرة بسيطة أو رسما أو مخططا بسيطا لموضوع ما ثم يقوم بتوسيعه ورسم خطواته التي تؤدي إلى كونه عمليا.
نظريات الإبداع
لقد حاول الإنسان فهم ظاهرة الإبداع ولكنه لم يستطع الوصول إلى مفهوم واضح حتى أخضع هذا المفهوم للبحث والتجارب وقد تنوعت النظريات التي تسعى إلى تفسير الأعمال الإبداعية وسنعرض أهم النظريات والتي لا تزال تتفاعل مع مجتمعنا في العصر الراهن.
النظرية العبقرية
وتفترض هذه النظرية أن الأعمال الإبداعية تظهر فجاء في لحظات إيحاء بغض النظر عما أنجز سابقاً وبمعزل عن التجارب والخبرات المتوفرة عند المبدع. وبالتالي فإن المبدع حسب هذه النظرية لديه القدرة على تجاوز حدود المعرفة الحالية وإنتاج ما هو جديد بخطوة واحدة وكأنها حالة خاصة ظهرت فجاءة ولم يرتكز على أي من بيئته وتجاربه ومعرفته السابقة.
نظرية التحليل النفسي
وهذه النظرية مصدرها فرويد.
وترتكز على أن الصراعات الداخلية للفرد والتي ظلت مكبوتة تولد عنده الإبداع في مرحلة معينة وكأنه تفجير للمشاعر والأحاسيس والغرائز، وكأنه يحاول إشباع غرائزه بجر هذا الإبداع
نظرية القياس النفسي
وتعتبر هذه النظرية امتداداً لحركة القياس النفسي، والتي بدأت مع العالم الفرنسي (ألفرد بينيه)(binet) في تطوير أول اختبار لقياس الذكاء.
وترتكز على قياس الذكاء وعلى وجود علاقة بين السلوك والذكاء والإبداع.
وعلى أن الإبداع شأنه شأن الذكاء يجب أن يخضع للبحث التجريبي والقياس وهو موجود لدى كل الأفراد وبنسب متفاوتة وبالتالي فإنه يمكن قياسه وتحديده.
نظرية حل المشكلة والإبداع
وتفترض هذه النظرية أن العملية الإبداعية هي عملية إيجاد حل إبداعي لمشكلة غير عادية.
نظرية أسبورن osborn
اعتقد أسبورن أن أفضل طريقة للتوصل إلى حلول ناجحة وهو توليد أكبر عدد من البدائل المحتملة وتقييمها واحدة بعد الأخرى، وقد اعتمد هذا الأسلوب في إجراء دراسة مكثفة حول طبيعة العملية الإبداعية وتعليم الإبداع وهذا انعكس بصورة إيجابية على تطوير برامج تربوية بهدف تقوية الإبداع لدى المتعلمين. وكان يعتقد أن تفعيل القدرة على التخيل هي المفتاح لعملية الحل الإبداعي لأي مشكلة.
ومن الجدير ذكره أن المشكلة التي نتحدث عنها هي الأسلوب المتبع لحل يكمن بتراتب هذه الخطوات.
1 ـ إيجاد المشكلة.
2 ـ إيجاد الحقائق.
3 ـ إيجاد الأفكار.
4 ـ إيجاد الحل.
5 ـ قبول الحل
كيف تكون مبدعا: :
أولا : حدد الموضوع الذي ترغب في التفكير فيه تفكيرا إبداعيا
ثانيا : اختر مجموعة من الكلمات، ويفضل أن تكون أسماء، بشكل عشوائي. مع ملاحظة أن لا تختار هذه الكلمات بناء على موضوع التفكير. ويمكن أن تستعين بقاموس في اختيار الكلمات. كلما كانت الكلمات أكثر عشوائية وبعيدة عن موضوع التفكير كلما ازدادت احتمالية توليد أفكار إبداعية.
ثالثا : ابدا بالعمل على أيجاد علاقة بين الكلمة الأولى وموضوع التفكير واسأل نفسك كيف يمكن أن نولد فكرة بالربط بين هذه الكلمة وموضوع التفكير.
لعل مغزى التسمية، التقارب العشوائي ، اتضح الآن. فكلمة التقارب وضعت لأننا نعمل على التقريب بين معنى الكلمة وفحوى موضوع التفكير، وكلمة العشوائي لأننا اخترنا الكلمات بشكل عشوائي. والركيزتين الأساسيتين لنجاح التقنية أن تكون الكلمات عشوائية وأن نتوصل إلى إيجاد علاقة بينها وبين موضوع التفكير. لاحظ أنه لا يلزم أن نولد فكرة من كل كلمة. كما أن بعض الكلمات يمكن أن تولد أكثر من فكرة.
معوقات التفكير الإبداعي
الخوف من الفشل، والخوف من النقد.
عدم الثقة بالنفس، (كأن يقول أحدهم : إن طاقتي محدودة، أو لا يمكن أن أغيّر الواقع، أو لا أستطيع مقاومة التيار، أو أنا أطيع الأوامر وحسب).
الإعتياد و الألفة.
الخوف من المجهول أو من الجديد.
التأثر بالبيئة الجامدة و المعتقدات ” اللي تعرفه ... ، من خرج من داره.... ” .
المناخ المشحون بالتوتر، والتخوف، والإستبداد الفكري .
الرغبة في التقليد ، والمحاكاة للنماذج السابقة.
الانشغال بالأمور الروتينية ( المواعيد- الحسابات النمطية).
الاكتفاء بالتعليم العادي دون محاولة التطوير والإستمرار فيه.
عدم وضوح الأهداف المستقبلية القريبة والبعيدة.
القناعة السلبية بالرضا بالواقع.
التشاؤم.
الإتكالية على الآخرين في تحقيق الهدف.
طرق وأساليب لتصبح أكثر إبداعاً
• مارس رياضة المشي في الصباح الباكر وتأمل الطبيعة من حولك.
• خصص خمس دقائق للتخيل صباح ومساء كل يوم.
• ناقش شخصاً آخر حول فكرة تستحسنها قبل أن تجربها.
• تخيل نفسك رئيس لمجلس إدارة لمدة يوم واحد.
• إستخدم الرسومات والأشكال التوضيحية بدل الكتابة في عرض المعلومات.
• قبل أن تقرر أي شيء، قم بإعداد الخيارات المتاحة.
• جرب واختبر الأشياء وشجع على التجربة.
• تبادل عملك مع زميل آخر ليوم واحد فقط.
• ارسم صوراً وأشكالاً فكاهية أثناء التفكير.
• فكر بحل مكلف لمشكلة ما ثم حاول تحديد إيجابيات ذلك الحل.
• قدم أفكاراً واطرح حلولاً بعيدة المنال.
• تعلم رياضة جديدة حتى إن لم تمارسها.
• اشترك في مجلة في غير تخصصك ولم يسبق لك قراءتها.
• غير طريقك من وإلى العمل.
• قم بعمل السكرتير بنفسك، واعطه إجازة إجبارية!
• قم بترتيب غرفتك، وغسل ملابسك وكيها لوحدك.
• غير من ترتيب الأثاث في مكتبك أو غرفتك.
• احلم وتصور النجاح دائماً.
• قم بخطوات صغيرة في كل عمل، ولا تكتفي بالكلام والأماني.
• أكثر من السؤال.
• قل لا أعرف.
• إذا كنت لا تعمل شيء، ففكر بعمل شيء إبداعي تملء به وقت فراغك.
• ألعب لعبة ماذا لو ..؟
• انتبه إلى الأفكار الصغيرة.
• غير ما تعودت عليه.
• احرص أن يكون في أي عمل تعمله شيء من الإبداع.
• تعلم والعب ألعاب الذكاء والتفكير.
• اقرأ قصص ومواقف عن الإبداع والمبدعين.
• خصص دفتر لكتابة الأفكار ودون فيه الأفكار الإبداعية مهما كانت هذه الأفكار صغيرة.
• افترض أن كل شيء ممكن.
كيف ننمي الإبداع
لتنمية الفكر المبدع يجب القيام بست خطوات بسرعة لكسر الأنماط العاطفية السلبية التي تحد من قدرة الإنسان على التفكير المبدع.
الخطوة الأولى :
أن تحدد ما تشعر به فعلا، وفي الحقيقة أن الناس في كثير من الأحيان يشعرون بأنهم مثقلون بالأعباء إلى الدرجة التي لا يعرفون فيها حقيقة وماهية شعورهم، وأن كل ما يعرفونه هو أن كل أنواع العواطف والمشاعر السلبية تهاجمهم، والحقيقة أن هذا الشعور غير دقيق على الإطلاق، والمطلوب هو تحديد الشعور الفعلي الذي يشعر به الإنسان تحديدا دقيقا، وهذا التحديد يمكنه أن يخفف من هذه المشاعر أكثر وأكثر مما يسهل التعرف والتغلب عليها.
الخطوة الثانية:
أن تعرف عواطفك ومشاعرك الحقيقية وتفهمها وتستثمر ذلك الشعور بالتفهم لكل عواطفك، ويلزم ذلك الصدق مع النفس والصدق مع المشاعر، ففكرة أن أي شئ تشعر به هو شعور خطأ هي طريقة من شأنها أن تدمر تواصلك الصادق مع نفسك، وكذلك مع الأخريين، وعليك أن تشعر بالامتنان لأن هناك جزءا من عقلك يرسل إليك إشارة مساندة ودعوة كي تقوم أنت بجهد يستهدف تغيير إدراكك الحسي لسمة ما من سمات حياتك أو أفعالك، وثق يا صديقي أن كل العواطف التي تنتابك إنما هدفها مساندتك في إحداث تغيير إيجابي في مشاعرك وسلوكياتك.
الخطوة الثالثة:
أن تتعامل مع المشاعر السلبية ذاتها واستبدلها بأخرى إيجابية،فإذا شعرت بمشاعر سلبية تجاه الآخرين فعليك أن تستطلع ما يمكن أن تسببه لك هذه العاطفة،وما الذي تحتاجه لعمله لتحسين الأمور: فإذا كنت مثلا تشعر بالوحدة فعليك أن تلجأ للحب كشعور بديل للوحدة وأن شعورك بالوحدة يعطيك رسالة بأن عليك اتخاذ إجراء ما وأن تمد يدك كي تتواصل مع الناس.
الخطوة الرابعة:
أن تزيد من تسلحك بالثقة بالنفس وبالقدرة على التغيير، وثق أن بإمكانك التعامل مع أي عاطفة سلبية وأن الطريق الأسرع والأقوى للتعامل مع أي عاطفة هي أن تتذكر أن هناك وقتا شعرت خلاله بعاطفة مشابهة و أنك نجحت في التعامل معها في الماضي بنجاح وعليك أن تراجع ما يمكنك أن تفعله لتغيير ذلك الشعور.
الخطوة الخامسة:
أن تتأكد أن بإمكانك معالجة أي مشاعر سلبية تجاه الآخرين أو تجاه نفسك ليس الآن فقط، بل في المستقبل أيضا، والطريق إلى ذلك هو وضع خطة، وأن تتمرن على معالجة المشاعر السلبية وأن تستبدل بها مشاعر إيجابية بطريقة ابتكاريه مبدعة، وان تعمل على تبديل إدراكك الحسي وأن تتواصل إلى طرق تمكنك من تغيير سبل التواصل مع مشاعرك أو احتياجاتك السلبية، وأن تجد طرقا تمكنك من تغيير السلوكيات والأفعال التي كنت تتخذها إزاء هذه العواطف السلبية.
الخطوة السادسة:
هي القيام بالتغيير والتأكد أنك قمت فعلا بتغيير سلوكياتك ومشاعرك التقليدية إلى أخرى إبداعيه، وذلك بعد أن انتهيت من الخطوات الخمس السابقة والتي قمت خلالها بتحديد ماهية مشاعرك وسلوكياتك السلبية التي لا بد من تغييرها، وتفهمتها وتعرفت عليها بدلا من مقاومتها، ومارست قدراتك على الاستطلاع ومعرفة معانيها الفعلية والدروس المستفادة منها، وتعلمت منها كيف يمكنك تغيير تلك السلوكيات والمشاعر وتغيير حياتك رأسا على عقب مستخدما الفكر المبدع والاستراتيجيات الناجحة للتغيير.
وثق أنك قادر على التغيير ولا تحصر نفسك داخل العواطف التي تسيطر عليك بل سيطر أنت على عواطفك ومشاعرك وسلوكياتك بدلا من أن تسيطر هي عليك وتتحكم فيك.
ويمكن التدريب على التفكير الإبداعي عن طريق:
• تمثيل الأدوار:
قم بتحديد شخصية معينة تتفق مع قدراتك وميولك في قصة قرأتها أو شخصية تاريخية، واترك لنفسك الحرية في التعبير عن آرائك وأفكارك حول هذه الشخصية . وهذه الطريقة تُكسبك مهارة التفكير الناقد والقراءة الناقدة، كما تكسبك مهارة التعبير الحر.
• حصر الصفات أو ذكر الصفات:
وتهدف إلى التدريب على تعديل الأشياء وتطويرها والخروج بإنتاج جديد، ومثال ذلك أن تأخذ صندوقًا قديمًا وتفكر في طريق الإستفادة منه بشكل جديد، مع إضافة بعض التعديلات عليه ليناسب وظيفته الجديدة.
• طريقة القوائم:
غيِّر بعض عناصر في صورة ما أو شكل ما بطريقة لا تنسجم مع الصورة في بعض ملابسها أو ألوانها مثلاً، ثم اسأل ما الألوان أو الملابس التي تقترحها لتحقيق التناسق لهذه الصورة.
طرق توليد الأفكار
• حدد هدفاً واضحاً لإبداعك وتفكيرك.
• التفكير بالمقلوب، أي إقلب ما تراه في حياتك حتى تأتي بفكرة جديدة، مثال: الطلاب يذهبون إلى المدرسة، عندما تعكسه تقول: المدرسة تأتي إلى الطلاب، وهذا ما حدث من خلال الدراسة بالإنترنت والمراسلة وغيرها.
• الدمج، أي دمج عنصرين أو أكثر للحصول على إبداع جديد، مثال: سيارة + قارب = مركبة برمائية، وتم تطبيق هذه الفكرة!
• الحذف، احذف جزء أو خطوة واحدة من جهاز أو نظام إداري، فقد يكون هذا الجزء لا فائدة له.
• الإبداع بالأحلام، تخيل أنك أصبحت مديراً لوزارة التعليم مثلاً، مالذي ستفعله؟ أو تخيل أننا نعيش تحت الماء، كيف ستكون حياتنا؟
• المثيرات العشوائية، قم بزيارة محل للعب الأطفال، أو سافر لبلاد لم تزرها من قبل، أو امشي في مكان لم تراه من قبل، ولا تنسى أن تحمل معك دفتر ملاحظات وقلم لكي تسجل أي فكرة أو خاطرة تخطر على ذهنك.
• الإبداع بالتنقل، أي تحويل ونقل فكرة تبدو غير صحيحة أو معقولة إلى فكر جديدة ومعقولة.
• زاوية نظر أخرى، انظر إلى المشكلة أو الإبداع أو المسألة من طرف ثاني أو ثالث، ولا تحصر رؤيتك بمجال نظرك فقط.
• ماذا لو؟، قل لنفسك: ماذا لو حدث كذا وكذا .. ستكون النتيجة .....
• كيف يمكن؟ استخدم هذا السؤال لإيجاد العديد من البدائل والإجابات.
• استخدامات أخرى، هل تستطيع أن توجد 20 استخدام آخر للقلم غير الكتابة والرسم؟ جرب هذه الطريقة وبالتأكيد ستحصل على أفكار مفيدة.
• طور باستمرار، لا تتوقف عن التطوير والتعديل في أي شيء.
الإبداع ومخ الإنسان
من إبداعات الخالق سبحانه وتعالى خلقه للمخ، ذلك الجهاز المعقد العجيب، فما هو هذا المخ؟ وما علاقته بالعملية الإبداعية؟ وما هي أقسامه؟ ثم ما هي طبيعته؟
نتيجة لأبحاث العلماء المختصين اتضح أن مخ الإنسان منقسم إلى قسمين متساويين، مخ أيمن ومخ أيسر، كلا المخين يتحكم في الحركات وغيرها التي يقوم بها الإنسان بصورة عكسية، بمعنى أن المخ الأيمن مسئول عن الأعضاء (من يد ورجل) في الجهة اليسرى من الإنسان، والعكس صحيح فالمخ الأيسر مسئول عن الأعضاء الموجودة في الجهة اليمنى.
ونلاحظ هذه الظاهرة جليا فيمن يصاب برأسه نتيجة حادث سيارة، فإذا كانت الإصابة (على سبيل المثال) في الجزء الأيمن من الجبهة وتأثرت خلايا الدماغ، فإن النتيجة ضعف ملحوظ لحركات اليد والرجل اليسرى.
يقوم المخ الأيسر بترتيب وإعداد الأعمال التالية: المنطق، القوائم، الكلمات، الأرقام، الترتيب، التحليل. بينما يقوم المخ الأيمن بترتيب وإعداد الأعمال التالية: الخيال، الألوان، أحلام اليقظة، الأبعاد، الألحان، والأصوات.
ما هي العلامات المميزة لمن يستخدمون النصف الأيمن من الدماغ ومن يستخدمون النصف الأيسر من الدماغ؟
خصائص من يستخدمون النصف الأيمن خصائص من يستخدمون النصف الأيسر
يفضلون الشرح العملي المرئي يفضلون الشرح اللفظي اللغوي
يستخدمون الصور العقلية يستخدمون اللغة والتركيز.
يعالجون المعلومات بطريقة كلية يعالجون المعلومات بالتتالي
ينتجون الأفكار بالحدس. ينتجون الأفكار بالمنطق.
يفضلون الأعمال التي تحتاج إلى تفكير مجرد يفضلون الأعمال التي تتطلب تفكيرا محسوسا.
ينشغلون في أكثر من عمل في وقت واحد يركزون على عمل واحد دائما.
يفضلون أنشطة التأليف والتركيب يفضلون النشاطات التي تتطلب البحث والتنقيب.
يستطيعون الارتجال بسهولة. يفضلون الأعمال المنظمة المرتبة
يفضلون الخبرات الحرة غير المحددة. يفضلون الخبرات المحدودة.
يفضلون الأفكار العامة يفضلون التفاصيل
يواجهون المشكلات دون جدية يواجهون المشكلات بجدية
الإبداع
لقد شغل مفهوم الإبداع العديد من الباحثين على مر العصور, وصار استخدام كلمة إبداع شائعاً كثيراً من قبل كافة المختصين وغير المختصين، مع أن أكثرهم لا يملك تفسيراً واضحاً لمعنى الإبداع.
ولمحاولة تحديد مفهوم الإبداع لا بد من طرح العديد من الأسئلة التي توضح المهفوم لكافة الطبقات ومن هذه الأسئلة.
1 ـ هل الإبداع قدرة عقلية وذهنية يمتلكها كل البشر وإن كان بتفاوت كالذكاء وسرعة البديهة.
2 ـ هل هنالك علاقة بين الذكاء والإبداع والموهبة؟
3 ـ هل يمكن قياس الإبداع وتحديده وتعليمه والتدرب عليه.
4 ـ ما هي المعايير لوضع عملٍ ما ضمن مجالات الإبداع؟ وهل هناك أصلاً معايير لتحديد أي عمل إذا كان إبداعاً أم لا؟
5 ـ كيف يمكن الحصول على أفكار إبداعية وكيف يمكن إبراز ذلك؟
6 ـ كيف نستفيد من العوامل الشخصية والوراثية والبيئية والاجتماعية لتطوير الإبداع.
7 ـ هل يمكننا أن نعمم قواعد معينة يمكن أن تطبق في مجالات الحياة وتعتبر إبداعاً؟
ـ إن هذه التساؤلات وغيرها الكثير تعبر عن مدى اتساع مفهوم الإبداع ومدى غموضه، ومدى صعوبة إجابات واضحة وشافية لهذه التساؤلات.
ولكن مع كل هذا الغموض إلا أننا يمكننا أن نتوصل إلى الكثير من الحقائق وذلك بعد مرور تجارب كثيرة قام بها باحثون عالميون.
تعريف الإبداع (لغة):
الإبداع في اللغة هو الاختراع والابتكار على غير مثال سابق. وبصورة أوضح هو إنتاج شيء جديدٍ لم يكن موجوداً من قبل على هذه الصورة.
وقد عرفت الموسوعة البريطانية الإبداع على أنه القدرة على إيجاد حلول لمشكلة أو أداة جديدة أو أثر فني أو أسلوب جديد.
كما أنه لا يمكننا إلا أن نبرز التعريفات المشهورة للإبداع وذلك حسب تعريف العالم (جوان) gowan:
الإبداع مزيج من القدرات والاستعدادات والخصائص الشخصية التي إذا وجدت بيئة مناسبة يمكن أن ترقى بالعمليات العقلية لتؤدي إلى نتائج أصلية ومفيدة للفرد أو الشركة أو المجتمع أو العامل.
كما أن العالم تورانس torance قد عرف الإبداع فقال الإبداع هو عملية وعي بمواطن الضعف وعدم الانسجام والنقص بالمعلومات والتنبوء بالمشكلات والبحث عن حلول، وإضافة فرضيات واختبارها، وصياغتها وتعديلها باستخدام المعطيات الجديدة للوصول إلى نتائج جيدة لتقدم للآخرين.
كما أن هنالك العديد من التعريفات نذكر منها.
* الإبداع عملية تثمر ناتجاً جديداً وغير عادي يتقبله المجتمع لفائدته.
* الإبداع هو التميز في العمل أو الإنجاز بصورة تشكل إضافة إلى الموجود بطريقة تعطي قيمة أو فائدة إضافية.
معايير الإبداع:
في البداية لا بد من التأكيد على حقيقة أن المصدر الأساسي لمصادر الإبداع هي الدراسات التي تناولت الأشخاص الذين برزوا قديماً وحديثاً وكان لهم تأثير كبير في هذه المسيرة، وهنا يبرز سؤالان.
1 ـ من هم هؤلاء الأشخاص الذين اعتبروا مبدعين؟
2 ـ ما هي المعايير التي تبعث لاعتبارهم مبدعين؟
المعيار الأول
أ ـ الشهرة التاريخية: أشهر معيار اعتمد لتصنيف المبدعين هي الشهرة التي اكتسبها المبدع عبر السنين وظل نتاج أعماله يحظى بالاعتراف والتقدير من المثقفين والمختصين والناس وأمثال ذلك ابن سينا أينشتاين ـ نيوتن الخوارزمي، ابن خلدون وغيرهم الكثير.
ومن غير المحتمل أن يثير أحد شكوكاً حول أي من هؤلاء لأن إبداعاتهم لم تفقد رونقها وقيمتها على مرِّ السنين، وأصحاب الشهرة هؤلاء لا نستطيع إخفاء إبداعهم ولو أغفلنا العديد من جوانب شخصياتهم سواء أكانت سلبية أو إيجابية وأكبر دليل على إبداعهم صمود إبداعاتهم أمام اختبار التاريخ.
ب ـ المعيار الثاني: المصادر والمطبوعات:
ويقصد هنا الموسوعات والمعاجم وكتب التراجم وكتب التاريخ والتي تبرز حياة شخص عبر تأريخه وذكر الأعمال التي قام بها، ولعل من أقدم من ألّف في هذا المجال - galton جالتون بكتابة المشهور (العبقرية الموروثة).
جـ ـ المعيار الثالث: أحكام الجزاء:
وهذا المعيار له أهمية خاصة حيث أن الباحث أو الخبير تكون عنده علاقة مع المبدع موضوع الدراسة، بحيث أنه يرى نتاجه ومدى فاعليته وتمييزه عن النتاجات الأخرى في المجال نفسه.
وهنا يقوم الباحث أو الخبير بوضع عدة أساليب لاختيار المبدع.
ومن هذه الأشكال:
1 ـ ترتيب المرشحين في قائمة تبرز درجة إسهام كل واحد في مدى تقدمه العلمي ويراد ترتيبهم من الأعلى إلى الأدنى وكلٌّ في مجال تخصصه.
2 ـ وضع عناوين رئيسية لمواصفات كل واحد على حدة وتعبئة نموذج يبرز أصالة التفكير ـ المرونة ـ التخطيط ـ الدقة ـ الرقابة ـ وغيرها.
3 ـ ترشيح عدد من الأشخاص وهم الأكثر إبداعاً في مجالهم.
د ـ المعيار الرابع: غزارة الإنتاج:
ويقصد بها عدد الدراسات أو المؤلفات أو المنشورات أو براءات الاختراع أو البحوث التي أنجزها بمفرده أو مع آخرين.
وتؤخذ نوعية الإنتاجات بعين الاعتبار إضافة إلى الكم.
وهنا سلبية لا بد من ذكرها وهي أن الإنتاجات إذا كانت مؤلفات أو نظريات أو منشورات فإنه يصعب فعلياً معرفة عدد المساهمين في العمل وإذا كانت اختراعاً فإنه ينبغي الاكتفاء ببراءة الاختراع حيث أن العديد من الاختراعات لا تبرز مواصفاتها خوفاً من المنافسة وينبغي الاكتفاء بالمعايير التي يضعها وكتب تسجيل براءة الاختراع.
هـ ـ المعيار الخامس: مستوى الأداء على اختبارات الإبداع:
تستخدم الاختبارات النفسية من قبل باحثي علماء النفس والتربويين المعنيين بموضوع اختبارات الإبداع بصورة واسعة.
وأن الأشخاص الذين يتم اختيارهم كمبدعين هم الحاصلون على درجات عالية في هذه الاختيارات.
وهذه الاختبارات تعطي قياساً موضوعياً يسجل عملية التمييز بين الأفراد حسب أدائهم، ولكنه قياس يقتصر على الخصائص العقلية والمصرفية وليس له علاقة بالخصائص الشخصية والاجتماعية. وأيضاً من سلبيات هذا المعيار أنه هنالك العديد ممن حصلوا على درجات عالية باختباراتهم ولم يحققوا أي إنجاز أو إبداع يذكر، وأيضاً لا تزال قدرة التبوء لهذه الاختبارات موضع شك لدى العديد من الباحثين.
و ـ المعيار السادس: الملاحظة المباشرة:
يتميز هذا المعيار بالرؤية المباشرة والتجارب الحية التي يمكن على أثرها معرفة الإبداع وتمييزه. وهذا المعيار يعتبر من أهم معايير الإبداع حيث أن النتيجة تظهر أمامك مباشرة. ويمكنك لمس حركة الإبداع ويعتبر هذا هو الأسلوب الوحيد الذي يتيح فرصة التعرف على الإطار المرجعي الداخلي للفرد في مقابل الأساليب الأخرى التي تعتمد أساساً على أطر مرجعية خارجية كتقديرات الخبراء أو المحكمين، وقد يساعد في التعريف على أفراد يرون أنفسهم مبدعين بينما لا يراهم الآخرون كذلك.
صفات المبدع:
يتصف المبدعون عموماً بعدد من الخصائص الشخصية والتي تولد دوافع الإبداع وتنبغي الإشارة إلى أنه ليس من الضروري توفر كل صفات المبدع في شخص واحد ولا سيما أننا ارتأينا أن نقوم بتجميع كل صفات المبدع التي توصل إليها الباحثون، علماً أن العديد من الباحثين وضعوا صفات ولم يضعوا الأخرى، ولكن رأينا أن وضعها كلها أفضل.
1 ـ الثقة بالنفس لدرجة الأنانية والتمركز حول الذات ولو على حساب الآخرين.
2 ـ اليقظة والوعي والإحاطة بما يدور حوله.
3 ـ الاجتهاد والانهماك الزائد بالعمل.
4 ـ الانهماك المفرط بالعمل.
5 ـ عدم الاهتمام بالحياة الاجتماعية والحيويات الشخصية واعتبارها مضيعة للوقت.
6 ـ عدم التمسك بالأعراف والأتيكيت وقواعد السلوك والتصرف بطريقة غير تقليدية.
7 ـ الميل للعزلة ومواجهة الصعوبات في التعامل مع الآخرين.
8 ـ المزج بين الطفولة والرشد في الأفكار والسلوك.
9 ـ التعبير عن العواطف بصراحة وبقوة بصورة مباشرة وغير مباشرة.
10 ـ معاناة حالة من الكآبة والتوتر بين الحين والآخر.
11 ـ مقاومة الضغوط الخارجية والقيود المفروضة وحب التحرر.
12 ـ حب الاستطلاع والمساءلة.
13 ـ حب التعلم والانفتاح على الخبرات الجديدة.
14 ـ الانتماء للعمل والاندماج فيه.
15 ـ التركيز على المهمات وعدم التشتت.
16 ـ القدرة على التنظيم الذاتي.
17 ـ التأثير بالآخرين.
18 ـ التأمل والانسحاب من المواقف الميؤوس منها.
19 ـ الميل للتلاعب بالأفكار.
20 ـ تقدير الأصالة والإبداع.
21 ـ الحدس وسرعة البديهة.
22 ـ الأمانة والشجاعة والحرص على الإقدام والمثابرة.
23 ـ التعاطف مع الآخرين.
24 ـ القدرة على جذب الجماهير.
25 ـ الحاجة للدعم والثناء.
26 ـ البحث عن التشويق والإثارة.
27 ـ تجنب العلاقات مع الآخرين وعدم الاقتراب كثيراً من الرفاق.
28 ـ المعاناة من شدة التوتر والانفعال.
29 ـ الانشغال الذهني والتخطيط والتبصر بالأمور.
30 ـ الاعتماد على الذات بدرجة كبيرة.
خصائص المبدعين:
خصائص المبدعين التطورية:
1 ـ غالباً ما يكون المبدع هو المولود الأول للأسرة.
2 ـ قد يكون عانى من فقدان أحد الوالدين.
3 ـ أجواءه الأسرية غنية بالخبرات والتنوع.
4 ـ يستمتع بالشهرة ويثابر على العمل.
5 ـ يقدم مبادرات تدل على نبوغه المبكر.
6 ـ يفضل التعلم على صحبة الناس وينكب على المطالعة.
7 ـ يتعرض لتجارب وخبرات متنوعة من سن مبكرة.
8 ـ يحب الدراسة والنجاح.
9 ـ يقيم علاقات مميزة مع مجموعات ضيقة.
10ـ يتأثر بالقدوة.
11 ـ يتمتع بإنتاج ضخم.
الخصائص المنطقية:
1 ـ الانضباط الذاتي والاستقلالية وكراهية السلطة.
2 ـ مقاومة الضغوط الاجتماعية.
3 ـ الانتباه للتفاصيل.
4 ـ تحمل الغموض والقلق.
5 ـ حب المغامرة والإثارة.
6 ـ تفضيل المسائل المعقدة.
7 ـ امتلاك قاعدة معرفة كبيرة.
8 ـ القُدرة على التفكير المتشعب.
9 ـ الحاجة للإسترخاء.
10 ـ الحاجة لمجتمع وبيئة داعمة.
11 ـ عدم تحمل الملل والروتين.
12 ـ حسن الفهم والاستيعاب.
الخصائص الحدسية للمبدع :
1 ـ الانفتاح بغير حدود.
2 ـ الرومانسية.
3 ـ الحساسية الزائدة.
4 ـ الحماس والتسرع.
5 ـ الإحساس المتزامن بالألوان والأصوات والروائح.
6 ـ تقديم أفكار جديدة لحل المشكلة.
7 ـ التفاعل مع الأفكار الجديدة والأصيلة.
8 ـ القدرة على تحرير الأفكار والتعبير عنها.
9 ـ القدرة على مقاومة الاتهام بالشذوذ وغرابة الأفكار.
الخصائص العاطفية للمبدع:
1 ـ كفوء في التعبير عن نفسه.
2 ـ يدرك الأشياء بطريقة خاصة.
3 ـ ينجذب إلى المواقف المجهولة والمحيرة.
4 ـ له قدرة خاصة على حل الصراعات الداخلية والتناقضات الثنائية.
5 ـ له قدرة على دمج العناصر المتفرقة.
6 ـ يتقبل ذاته جيداً ولا يعبأ برأي الآخرين عنه.
7 ـ يتحمل المواقف المربكة.
8 ـ له القدرة على التركيز.
9 ـ لا يكبت مشاعره ويعبر عن مواقفه جيداً.
10 ـ يتحلى بالشجاعة لمخالفة العادات والمسلمات.
11 ـ سريع البديهة.
12 ـ يشعر مع الآخرين ويتوحد معهم بسرعة.
الخصائص الحسية للمبدع:
1 ـ منفتح على الأفكار والخبرات الجديدة.
2 ـ يضبط نفسه ويتحكم بذاته.
3 ـ عنده قدرة على التلاعب بالعناصر والمفاهيم.
4 ـ عنده اهتمام بالعالم الخارجي والداخلي.
5 ـ لا يستعجل النهايات.
6 ـ يتقبل الصراعات والتوتر.
7 ـ عنده قيم نظرية وجمالية مرتفعة.
8 ـ عنده أداء حاذق للفنون التقليدية.
النظرية العبقرية:
وتفترض هذه النظرية أن الأعمال الإبداعية تظهر فجاء في لحظات إيحاء بغض النظر عما أنجز سابقاً وبمعزل عن التجارب والخبرات المتوفرة عند المبدع. وبالتالي فإن المبدع حسب هذه النظرية لديه القدرة على تجاوز حدود المعرفة الحالية وإنتاج ما هو جديد بخطوة واحدة وكأنها حالة خاصة ظهرت فجاءة ولم يرتكز على أي من بيئته وتجاربه ومعرفته السابقة.
نظرية التحليل النفسي:
وهذه النظرية مصدرها فرويد.
وترتكز على أن الصراعات الداخلية للفرد والتي ظلت مكبوتة تولد عنده الإبداع في مرحلة معينة وكأنه تفجير للمشاعر والأحاسيس والغرائز، وكأنه يحاول إشباع غرائزه بجر هذا الإبداع.
نظرية القياس النفسي:
وتعتبر هذه النظرية امتداداً لحركة القياس النفسي، والتي بدأت مع العالم الفرنسي (ألفرد بينيه)(binet) في تطوير أول اختبار لقياس الذكاء.
وترتكز على قياس الذكاء وعلى وجود علاقة بين السلوك والذكاء والإبداع.
وعلى أن الإبداع شأنه شأن الذكاء يجب أن يخضع للبحث التجريبي والقياس وهو موجود لدى كل الأفراد وبنسب متفاوتة وبالتالي فإنه يمكن قياسه وتحديده.
نظرية حل المشكلة والإبداع:
وتفترض هذه النظرية أن العملية الإبداعية هي عملية إيجاد حل إبداعي لمشكلة غير عادية.
نظرية أسبورن osborn:
اعتقد أسبورن أن أفضل طريقة للتوصل إلى حلول ناجحة وهو توليد أكبر عدد من البدائل المحتملة وتقييمها واحدة بعد الأخرى، وقد اعتمد هذا الأسلوب في إجراء دراسة مكثفة حول طبيعة العملية الإبداعية وتعليم الإبداع وهذا انعكس بصورة إيجابية على تطوير برامج تربوية بهدف تقوية الإبداع لدى المتعلمين. وكان يعتقد أن تفعيل القدرة على التخيل هي المفتاح لعملية الحل الإبداعي لأي مشكلة.
ومن الجدير ذكره أن المشكلة التي نتحدث عنها هي الأسلوب المتبع لحل يكمن بتراتب هذه الخطوات.
1 ـ إيجاد المشكلة.
2 ـ إيجاد الحقائق.
3 ـ إيجاد الأفكار.
4 ـ إيجاد الحل.
5 ـ قبول الحل.
مهارات حل المشكلات و اتخاذ القرارات
تعريف المشكلة :
المشكلة هي حالة من التباين أو الاختلاف بين واقع حالي أو مستقبلي، وهدف نسعى إلى تحقيقه. وعادة ما يكون هناك عقبات بين الواقع والمستهدف، كما أن العقبات قد تكون معلومة أو مجهولة .
الأسلوب العلمي لتحليل المشكلات
1- إدراك المشكلة
ظهور أعراض مرضية يلفت النظر إلى وجود خلل في يستوجب التحليل وسرعة الدراسة . أي أن آلية تحليل وحل المشكلات تبدأ بناء على ظهور مظاهر خلل يستوجب الانتباه.
أن تعريف المشكلة هو وجود انحراف عما هو مخطط . ومثلما تدرك الأم بوجود مشكلة لطفلها عند ظهور أعراض مرضية له مثل ارتفاع درجة الحرارة ،كذلك يدرك الفرد أن بوادر مشكلة معينة ستلوح في الأفق فتبدأ بتحليلها والتعامل معها .
وأهمية الخطوة الأولى تكمن في أن عدم الاهتمام بالأعراض و بالتالي عدم إدراك المشكلة قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة تتمثل في عدم قدرة الإدارة على التعامل مع المشكلات المحيطة لأنها لم تستعد لها جيدا .
2- تعريف المشكلة
علاج والتعامل مع الأعراض لا يؤدي إلى الشفاء التام ، لذا يجب أولا التعرف على هوية المشكلة ، أي سبب الأعراض .
والأسلوب العلمي لذلك هو تشخيص المشكلة بتتبع أسبابها و ظروف حدوثها و معدل تكررها وصولا إلي الأسباب الحقيقية التي أدت لظهور الأعراض المرضية. ومن هذا المنطلق يمكن تحديد المشكلة الحقيقية تحديدا دقيقا ، فعلى سبيل المثال فمشكلة تكرر تغيب تلميذ عن المدرسة أو الجامعة تعالج بشكل أفضل عند معرفة الأسباب التي تجعله لا يحب المدرسة، و مشكلة تبديد الطفل لمصروفه لا تحل بمضاعفة المصروف ولكن بدراسة أسباب هذا الإنفاق.
و يجب في هذه المرحلة تحديد إطار زمني لحل المشكلة و البدء في تنفيذ الحلول .
3- جمع المعلومات الضرورية
في هذه المرحلة يتم جمع جميع البيانات والمعلومات التي قد تساهم في تفهم جوانب المشكلة وإبعادها وفي نفس الوقت تساهم في حلها ولا تقتصر عملية جمع البيانات والمعلومات على مرحلة من المراحل بل تتم في جميع مراحل تحليل وحل المشكلات.
ما هي العناصر الأساسية التي تتكون منها المشكلة ؟
أين تحدث المشكلة ؟
متى تحدث المشكلة ؟
كيف تحدث المشكلة ؟
لماذا تحدث المشكلة بهذه الكيفية وهذا التوقيت ؟
لمن تحدث هذه المشكلة ؟
لماذا تحدث المشكلة لهذا الشخص بالذات ؟
4- تحليل المعلومات
يتم في هذه المرحلة تكامل المعلومات التي جمعها في الخطوة السابقة وذلك لوضعها في إطار متكامل يوضح الموقف بصورة شاملة .
وتحليل المشكلة يتطلب الإجابة على الأسئلة التالية :-
ما هي العناصر التي يمكن والتي لا يمكن التحكم فيها لحل المشكلة ؟
من يمكنه المساعدة في حل تلك المشكلة ؟
ما هي آراء واقتراحات الزملاء والمرؤوسين لحل تلك المشكلة ؟
ما هي آراء واقتراحات الرؤساء لحل تلك المشكلة ؟
ما مدى تأثير وتداعيات تلك المشكلة ؟
5- ضع البدائل الممكنة
تعرف هذه المرحلة بأنها المخزون الابتكاري لعملية حل المشكلات ، حيث أنها تختص بإفراز أكبر عدد للأفكار مما يؤدي إلى تعظيم احتمالات الوصول إلى الحل الأمثل .
حصر جميع البدائل التي نري أنها يمكن أن تحقق الهدف
الابتكار و الإبداع في طرح البدائل
تحليل مبدئي لإمكانية التنفيذ
استبعاد البدائل فقط التي يتم التأكد من عدم قابليتها للتنفيذ
التوصل إلي البدائل القابلة للتنفيذ
6- تقييم البدائل
تهدف هذه المرحلة الي اختيار البديل الأمثل.
مراجعة الهدف من حل المشكلة.
وضع معايير للتقييم.
وضع أولويات و أوزان نسبية للمعايير.
دراسة كل بديل وفقا للمعايير الموضوعة.
التوصل إلي البديل الذي يحقق أفضل النتائج ” البديل الأنسب“.
7- تطبيق البديل الأنسب
الطريق الوحيد لمعرفة درجة فعالية البديل والمحك الوحيد له هو وضعه موضع التنفيذ الفعلي.
ويشمل التطبيق كل التعديلات الضرورية من إعادة التخطيط والتنظيم وكذلك كل الإجراءات والمتغيرات التنفيذية .
وللتطبيق الفعال يجب وجود خطة تنفيذية تفصيلية لتنفيذ دقائق العمل بفاعلية .
والخطة التنفيذية يجب أن تشمل ما يلي :
تحديد مراحل التنفيذ والخطوات في كل مرحلة بالتوالي .
تحديد توقيتات تنفيذ الخطوات والحلول عن طريق Milestone Chart
تحديد من سيقوم بتنفيذ كل خطوة من الخطوات .
تحديد من سيراقب على التنفيذ .
8- تقييم النتائج
تعتمد مرحلة التنفيذ على المعلومات المرتدة عن التنفيذ في الجوانب التالية ؟ هل أنتج البديل المخرجات المطلوبة في التوقيتات المتوقعة و بالكيف المطلوب؟
وتمتد عملية التقييم لتشمل الجوانب التالية :
درجة تحقيق الأهداف.
التقييم الذاتي للأداء
التداعيات الغير متوقعة لتنفيذ البدائل .
بعد تجميع هذه العوامل للوصول إلى رؤية شاملة لتقييم البديل و في حالة وجود تقييم سلبي ، يتم الرجوع إلى الخطوة الأولى .
حل المشكلات بطريقة إبداعية
لا تخلو الحياة من مشكلات والناس يتفاوتون في التعامل مع هذه المشكلات . فمن الناس من يتعامل مع هذه المشكلات بكفاءة واقتدار . ومنهم من يقوده قراره الخاطئ إلى نتائج لا يحمد عقباها . لذلك كان من الضروري التعرف على استراتيجية حل المشكلات بطريقة إبداعية وهي عملية يتمكن من خلالها الفرد التعامل مع أي مشكلة من مشاكل الحياة وهذا الأسلوب ليس قاصراً على فئة معينة بل كل فرد منا قادر على حل مشكلاته بكفاءة عالية ونجاح باهر إ ذا أحسن التعامل معها .
تعريف الاستراتيجية والمراحل الأساسية لها :
هي عملية تفكيرية مركبة ومنظمة ذات مراحل وخطوات محددة تهدف إلى مساعدتك للوصول إلى أفضل الحلول والأفكار لمشكلة ما ويمكن تقسيم هذه الإستراتيجية إلى ثلاث مراحل أساسية :
1- مرحلة فهم المشكلة .
2- مرحلة إيجاد الحلول والأفكار.
3- مرحلة التحضير لتطبيق الحل .
وخلال الثلاث مراحل توجد ست خطوات مختلفة كل خطوة تتضمن عمليتين هما :
(التفكير التباعدي – التفكير التقاربي ) .
خطوات حل المشكلات بطريقة إبداعية :
تتضمن استراتيجية حل المشكلات ست خطوات أساسية وهي :
1- خطوة الإحساس بالمشكلة .
2- خطوة جمع المعلومات .
3- خطوة تحديد وصياغة المشكلة .
4- خطوة إيجاد الحلول والأفكار.
5- خطوة تطوير الحل .
6- خطوة بناء قبول ا لحل .
المشكلة المراد حلها:
..........................................................................................................................................................................
الخطوة الأولى : الإحساس بالمشكلة :
وهي عملية يتم من خلالها التعرف على مجال المشكلة وأبعادها واتجاهاتها ( بناء فهم عام لمحيط المشكلة ) . وفي هذه الخطوة وكل خطوة سيتم استخدام التفكير التباعدي ( توليد أكبر عدد ممكن من الأفكار وذلك بالنظر للمشكلة من جميع الزوايا ) .
ومن الأسئلة المساعدة ما يلي :
1- ماالذي تريد إنجازه ؟ 2- ماالذي يزعجك ؟ 3- ماالذي يسرك ؟ 4- ماالذي ترغب فيه ؟ 5- ماالذي يزيد من دافعيتك ؟ مع ضرورة الصياغة الإيجابية للأفكار .
وكذلك يتم استخدام التفكير التقاربي (دمج عدد من الأفكار للحصول على أفكار مميزة وإبداعية بطرق موضوعية ) ومن الأسئلة المساعدة:
1- أي المشكلات أكثر أهمية ؟ 2- ما هي أولوياتنا ؟ 4- ماهي أهدافي الأساسية ؟ 5- ماهي الأشياء التي أريد تحسينها ؟
التفكير التباعدي (توليد أكبر عدد ممكن من الأفكار )
الخطوة الثانية : جمع المعلومات
تهدف هذه الخطوة إلى تحديد أهم العوامل والمؤثرات في المشكلة ( تصوير عام لأبعاد المشكلة ومن الأسئلة المساعدة استخدام أدوات الاستفهام المختلفة ( من – ماذا – متى – أين – لماذا – كيف ) والتي تسمى بالأسئلة الصحفية الستة وإجابات الأسئلة هي معلومات عن المشكلة التي نعالجها . ومن الأسئلة المساعدة ما يلي :
1- من المسئول ؟ 2- ماذا تتوقع ؟ 3- كيف حصلت المشكلة ؟ 4- متى حصلت المشكلة ؟
وكذلك يستخدم في هذه الخطوة التفكير التقاربي وذلك لمعرفة أبرز المعلومات التي تؤثر في المشكلة ومن الأسئلة المساعدة ما يلي :
1- ما هو جوهر المشكلة ؟ 2- أي المعلومات التي يمكن دمجها ؟ 3- ما المسائل الحرجة في هذه المشكلة ؟
الخطوة الثالثة : تحديد وصياغة المشكلة
تهدف هذه الخطوة إلى تعريف المشكلة في جملة محددة مما يساعد في التوصل إلى أفضل الحلول الممكنة مع ضرورة مراعاة الخصائص التالية :
1- أن تكون الصياغة بطريقة إيجابية وفي صيغة سؤال .
2- أن تكون محفزة للتفكير وبعيدة عن القيود والشروط .
3- أن تكون مفتوحة النهاية ومختصرة وتساعد على توليد الأفكار.
4- أن تتضمن فعل إجرائي وهدف مثلاً :
أ- بأي الطرق يمكن توفير بيئة مائية دائمة . ب ـ كيف يمكن للمجموعة الحصول على دعم للبرنامج .
5- أن توجه اهتمام الجميع وليس الأفراد .
وكذلك نستعمل التفكير التقاربي لتحديد الصياغة التي نريد أن نركز جهدنا عليها والتي تعكس القضية الرئيسية للمشكلة . ومن الأسئلة المساعدة على ذلك ما يلي :
1- أي الصياغات مناسبة لإثارة الحلول التي نريدها ؟ 2- أي الصياغات مفتوحة النهاية وغير محددة بشروط ؟ 3- هل هذه الصياغة تعكس القضية الرئيسة في المشكلة ؟
الخطوة الرابعة : إيجاد الحلول والأفكار .
تهدف هذه الخطوة إلى إيجاد العديد من الأفكار والحلول المختلفة والمتنوعة وغير العادية للمشكلة .
ابدأ بالتفكير التباعدي لإيجاد العديد من الأفكار والحلول ومما يعين على ذلك :
أ- العصف الذهني ”حرية التفكير من أجل توليد أكبر عدد من الأفكار“ .
ب- طريقة العلاقات والروابط القسرية : وذلك بعرض صور واستنتاج الأفكار التي تقترحها الصورة . أو اختيار كلمات عشوائية ومحاولة استنباط بعض الأفكار المناسبة من خلال هذه الكلمات .
وكذلك نستخدم التفكير التقاربي للتعرف على الأفكار المثيرة والواعدة في حل المشكلة ومما يعين على ذلك
أ- إيجاد علاقات المهمة (أي هذه الخيارات رائع- جذاب – ذا قيمة عالية - ...........)
ب- تحديد الإيجابيات والسلبيات والعناصر الفريدة ( مهارة معالجة الأفكار )
الخطوة الخامسة : خطوة تطوير الحل.
تهدف هذه الخطوة إلى تطوير وتحسين الأفكار والحلول.
لكي تتناسب مع الهدف والمخرجات المأمولة لحل المشكلة
مستخدمين التفكير التباعدي باستخدام الخطوات التالية :
1- تنظيم الاحتمالات المختلفة ودمج الحلول الواعدة .
2- تحديد الإيجابيات والسلبيات .
3- تقييم الحلول المختلفة .
وكذلك نستخدم التفكير التقاربي وذلك بالاستعانه بمصفوفة المعايير ( مصفوفة التقييم ) حيث نسرد المعايير المناسبة للهدف في صف ثم نكتب الحلول الواعدة في قائمة مرتبه ثم نقيم هذه الحلول بناءً على معيار تلو الآخر حتى نحصل على أفضل الحلول الواعدة .
الحلول الواعدة أبرز المعايير
المجموع القرار
الوقت الإمكانيات الأصالة القبول المكان استخدم أجل عدل
التفكير التقاربي
الخطوة السادسة : خطوة بناء قبول الحل.
وتهدف هذه الخطوة إلى معرفة مكانة الحل المقترح في عيون الآخرين
مستخدمين التفكير التباعدي وذلك بتحديد مصادر الدعم ومصادر
الرفض باستخدام أدوات الاستفهام المختلفة مثال :
س1- من الأشخاص الداعمين ؟ س2- من الأشخاص الرافضين ؟
س3- أين المكان المناسب لتطبيق الحل ؟ س4- أين أسوء مكان لتطبيق الحل ؟
( مصادر الدعم )
من ؟
ماذا ؟ متى ؟
أين ؟
لماذا ؟ كيف ؟
( مصادر الرفض )
من ؟
ماذا ؟ متى ؟
أين ؟
لماذا ؟ كيف ؟
وكذلك نستخدم التفكير التقاربي وذلك لتحديد أهم الداعمين وكيفية تفعيل دورهم و تحديد أهم الرافضين ودراسة أفضل الطرق للتصدي لهم مع رسم خطة لتنفيذ الحل وتحديد جدول زمني للتنفيذ، والأشخاص المتابعين للحل .
أهم الداعمين :
أهم الرافضين :
كيفية تفعيل دورهم :
كيفية التصدي لهم :
تابع خطوة بناء قبول الحل .
( خطوات تنفيذ الحل ) :
( الجدول الزمني للتنفيذ ) :
الإجراء تاريخ الإنجاز
مصفوفة المعايير ( التقييم )
نستخدم مصفوفة المعايير ( مصفوفة التقييم ) في مرحلة تطبيق المعايير حيث نسرد المعايير المناسبة للهدف في صف ثم نكتب الحلول الواعدة في قائمة مرتبه ثم نقيم هذه الحلول بناءً على معيار تلو الآخر حتى نحصل على أفضل الحلول الواعدة .
الحلول الواعدة أبرز المعايير
المجموع القرار
الوقت الإمكانيات الأصالة القبول المكان استخدم أجل عدل
تنمية التفكير الإبداعي
نظرية تريز
مقدمة :-
حظي الإبداع باهتمام كبير من قبل رجال الفكر والسياسة والاقتصاد والتربية وغيرها من المجالات، نظرا للدور الحاسم الذي يلعبه في نشوء الحضارات وتقدم الأمم، وإذا كانت المنافسة الشديدة وسرعة التغير وتنامي التحديات، هي السمات البارزة للعالم المعاصر، فإن الإبداع المصدر الطبيعي الذي لا ينضب لمواجهة التحديات التي لا تكاد تقف عند حد معين هذه الأيام.
وفي وسط الكم الهائل من المشكلات التي يشهدها العالم المعاصر في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها من المجالات التي بدأت تنفجر بشكل هائل منذ بداية القرن العشرين وبلغت أوجها في نهايته ، أصبح الإبداع ضرورة حتمية للتمكن من الوصول إلى حلول إبداعية للمشكلات غير المألوفة التي بدأت بالانتشار والظهور في هذا العالم الذي يعتبر التغير سمته الرئيسية.
وقد شهد العالم منذ منتصف القرن الماضي اهتماما متزايدا بموضوع الإبداع، غير أن كثيرا من جوانب هذا الاهتمام ركز على الجانب النظر لهذا الموضوع، وذلك بالرغم من ظهور العديد من برامج تدريب الإبداع التي طورها نخبة من كبار المشتغلين بهذا الموضوع، ومع ذلك فمازالت الحاجة ماسة لتطوير المزيد من البرامج التدريب، ومن هنا فقد جاءت هذه الدورة التدريبية للمساهمة في تجسير الهوة بين النظرية والتطبيق العملي، ومن خلال توفير منهجية جديدة لتنمية التفكير الإبداعي استنادا إلى نظرية تريز التي بدأت تتطور هذه الأيام بسرعة كبيرة.
الإطار النظري:
يستند هذا البرنامج إلى نظرية الحل الابتكاري للمشكلات المعروفة باسم نظرية تريز ( TRIZ ) اختصارا لما عرفت به هذه النظرية في اللغة الروسية، وقد ولدت هذه النظرية على يد هنري التشلر من خلال الدراسة المكثفة لمئات الآلاف من براءات الاختراع، حيث توصل إلى أن هناك أربعين استراتيجية لتنمية القدرة على حل المشكلات، أطلق عليها اسم المبادئ الإبداعية، وبالرغم من أن هذه النظرية قد نشأت أصلا في المجالات الهندسية والتكنولوجية، إلا أنها سرعان ما انتقلت للتطبيق في مختلف جوانب النشاط الإنساني، وأصبحت معروفة في أكثر من (28) دولة في العالم، ويتم تدريسها في أكثر من (42) جامعة، ولها مئات المواقع على شبكة الإنترنت.
مدخل إلى التفكير الإبداعي
تعريف الإبداع / التفكير الإبداعي
يرى فيلدهوزن أن التفكير الإبداعي نشاط معرفي، يتضمن تطويرا واستخداما لقاعدة ضخمة من المعرفة ومهارات التفكير، واتخاذ القرارات وضبط العمليات فوق المعرفية.
في حين يرى هاورد جاردنر أن المبدع هو ذلك الفرد الذي يتمكن بشكل منتظم من حل المشكلات وتطوير النتاجات ،أو طرح التساؤلات الجديدة في مجال معين.
أما جيلفورد الذي قدم نظرية البناء العقلي في الإبداع، فيرى أن الإبداع سمات استعدادية ذات علاقة منطقية واضحة بمجال الإبداع كالطلاقة والمرونة والأصالة والإفاضة والحساسية للمشكلات.
ويرى جروان أن التفكير الإبداعي نشاط عقلي مركب وهادف توجهه رغبة قوية في البحث عن حلول أو التوصل إلى نواتج أصلية لم تكن معروفة سابقا، ويتميز هذا التفكير بالشمولية والتعقيد لأنه ينطوي على عناصر معروفية وانفعالية وأخلاقية متداخلة تشكل حالة ذهنية فريدة.
نظرية تريز
نشأة نظرية تريز
ولدت نظرية تريز في الاتحاد السوفييتي سابقا، وعرفت باسم نظرية الحل الإبتكاري للمشكلات، وهي تقنية ذات قاعدة معرفية تتضمن مجموعة غنية من الطرائق لحل المشكلات. وتنبع قوة النظرية من اعتمادها على التطور الناجح للنظم وقدرتها على تجاوز العوائق النفسية، وتعميم طرائق استخدمت في حل عدد كبير من المشكلات، وتتمتع هذه النظرية بقدرة كبيرة على تحليل المنتجات ووظائف العمليات من أجل الاستخدام الأفضل للمصادر المتاحة وتحديد أفضل الطرف لتطورها.
وتنسب هذه النظرية إلى العالم الروسي هنري التشار ( Altshuller ) الذي ولد في روسيا عام (1926) ، وبدأ العمل في هذه النظرية عام ( 1946) وتمكن من تأليف (14) كتابا حول نظرية تريز، فضلا عن العديد من الأوراق البحثية التي تضمنت كثيرا من الموضوعات في مجال الاختراعات الإبداعية .
في الأربعينات من القرن العشرين وجد "التشلر " نفسه يعمل مستشارا في البحرية الروسية في دائرة توثيق الاختراعات ، وفي محاولة منه لإشباع فضوله والإجابة عن الكثير من التساؤلات التي بدأت تراوده، نظر " التشلر " حوله في هذا الكم الهائل من المعلومات حول الأفكار الإبداعية المستخدمة في حل المشكلات، وحدد لنفسه مهمة تتمثل في معرفة الكيفية التي استخدمت في حل هذه المشكلات.
وقد تم تقسيم التاريخ التطويري في هذه النظرية إلى مرحلتين رئيسيتين :
1 . مرحلة تريز التقليدية Classical TRIZ
وقد امتدت هذه المرحلة منذ عام (1946) حيث بدأ " التشلر " دراساته وأبحاثه على هذه النظرية، وحتى عام (1985) حيث أوقف دراساته وأبحاثه في المجالات التكنولوجية معتقدا أن هذه المرحلة قد انتهت ولابد من الانتقال إلى مرحلة جديدة يتم التركيز فيها على استخدام النظرية في المجالات غير التكنولوجية.
2. مرحلة تريز المعاصرة Contemporary TRIZ
تم تقسيم هذه المرحلة إلى مرحلتين فرعيتين هما : المرحلة الفرعية الأولى وامتدت في الفترة بين عام (1985) وحتى مطلع العقد الأخير من القرن الماضي، والمرحلة الفرعية الثانية هي المرحلة التي انتقلت فيها النظرية إلى العالم الغربي منذ بداية التسعينات وحتى الآن.
ماهية نظرية تريز
يرى سيمون سافر انسكي ( Savernsky ) أن تريز منهجية منتظمة ذات توجه إنساني تستند إلى قاعدة معرفية، تهدف إلى حل المشكلات بطريقة إبداعية. وتشير المنهجية المنتظمة في هذا التعريف إلى وجود نماذج عامة من النظم والعمليات ضمن الإطار العام للتحليل الخاص بهذه النظرية، وإلى وجود إجراءات محددة لحل المشكلات، وأدوات يتم بناؤها لتوفير الاستخدام الفاعل في حل المشكلات الجديدة، ويبين هذا التعريف أيضا التوجه الإنساني لهذه النظرية، حيث أن الإنسان هو هدف هذه النظرية.
وتستند هذه النظرية إلى قاعدة معرفية، لأن المعرفة المتعلقة بالأدوات العامة لحل المشكلات مشتقة من عدد كبير من براءات الاختراع، وتستخدم هذه النظرية مخزونا معرفيا ضخما من المبادئ التي تم التوصل إليها في العلوم الهندسية والطبيعية وغيرها من المجالات التقنية والتكنولوجية، كما أن هذه النظرية تستخدم المعرفة المتراكمة حول المجال الذي توجد فيه المشكلة.
الافتراضات الأساسية في نظرية تريز
تم تطوير نظرية تريز من قبل " التشلر " وتلاميذه خلال العقود الخمسة الماضية عن طريق تحليل مكثف لقاعدة ضخمة من براءات الاختراع في المجالات الهندسية والتكنولوجية المختلفة، توصلوا من خلالها إلى أن جميع النظم التقنية تتطور وفق نماذج موضوعية يمكن التنبؤ بها، وتطورت أساسيات هذه النظرية بإدراك " التشلر " أن الأعمال الإبداعية عبر المجالات المختلفة قد استخدمت نفس المبادئ الإبداعية الأساسية.
وتشير الدراسات البحثية التي قام بها المهتمون بنظرية تريز ، إلى أن عملية التطور التكنولوجي ليست مجموعة من الأحداث العشوائية، وإنما هي عملية منظمة تسير وفق قواعد محددة، وتمثل هذه النظرية مجموعة من النماذج والمسارات التي تبين اتجاهات تطور النظم التكنولوجية التي تم الكشف عنها بهدف تعميم استخدامها في النظم الهندسية وغيرها من المجالات الأخرى المختلفة.
وتستخدم " تريز " عدة أدوات لجعل الإبداع عملية منهجية منظمة، إذ أن وجهة النظر التي تعتقد أن الإبداع عملية تحدث عشوائيا لم تعد قائمة، ويرى أنصار هذه النظرية أن تريز تقوم على ثلاثة افتراضات أساسية هي :
1. الحل المثالي النهائي هو النتيجة المرغوب في تحقيقها والوصول إليها.
2. تلعب التناقضات دورا أساسيا في حل المشكلات بطريقة إبداعية.
3. الإبداع عملية منهجية منتظمة تسير وفق سلسلة محددة من الخطوات.
المفاهيم الأساسية في نظرية تريز وأدواتها
نظرا لأهمية المفاهيم الأساسية التي اشتملت عليها هذه النظرية فإن توضيحها بهدف تيسير عملية استيعابها، يعتبر من البني الأساسية التي لابد من توافرها لفهم النظرية والتعرف على أدواتها وآلية استخدامها في حل المشكلات، ومن بين هذه المفاهيم وأكثرها أهمية:
المبادئ الإبداعية Inventive principles
أدرك التشلر من خلال قاعدة البيانات الضخمة التي قام بدراستها وتحليلها أن هناك عددا صغيرا من المبادئ التي تتكرر عبر العديد من المجالات المختلفة، وبعد دراسة عميقة لهذه النماذج تبين أن هناك أربعين مبدأ إبداعيا استخدمت مرارا وتكرارا في الوصول إلى حلول إبداعية للمشكلات، وتتمثل المهارة في استخدام هذه المبادئ في القدرة على تعميم المشكلة لتحديد المبدأ المناسب للاستخدام .
وبالرغم من أن هذه المبادئ قد اكتشفت من خلال تحليل براءات الاختراع في المجالات الهندسية والتقنية إلا أنه تبين بعد ذلك أن هذه المبادئ يمكن استخدامها ليس فقط في المجالات التقنية، ولكن أيضا في المجالات غير التقنية كالإدارة والأعمال والتربية والعلاقات الاجتماعية وغيرها، وقد أشارت جميع الأمثلة المرجعية التي استخدمت وتم توثيقها أن هذه المبادئ أساسية وذات طبيعة عالمية، وأنها أدوات قوية للاستخدام في مختلف جوانب النشاط الإنساني.
التناقضات Contradictions
تستند نظرية تريز إلى مفهومين أساسيين هما التناقض والمثالية، وكما هو معروف فإن التناقض هو القانون الأساسي في الجدلية المادية، والإبداع عملية يتم من خلالها مشكلة بطريقة غير مسبوقة، ويتطلب حل المشكلة بطريقة إبداعية تحسين إحدى خصائص النظام دون التأثير سلبا على خصائص أخرى في النظام نفسه، وإذا ظهر تناقض فمن الضروري إزالة العناصر التي تسبب ذلك، وتعتبر التناقضات نتيجة حتمية لتطور النظم، فخلال عملية التطور التي تحدث في نظام معين، تتفاوت درجة هذا التطور بين الخصائص المختلفة، وتظهر الحاجة إلى تطوير بعض هذه الخصائص بدرجات متفاوتة، الأمر التي يترتب عليه تحسين في بعض الخصائص على حساب خصائص أخرى، وهكذا تستمر عملية التطور باستمرار وجود التناقضات المختلفة وإيجاد الحلول المناسبة للتخلص من هذه التناقضات.
ويظهر التناقض عندما تؤدي محاولة حل إحدى المشكلات في النظام أو بعض أجزائه إلى خلق مشكلة أو مشكلات أخرى. ويحدث هذا التناقض عندما يترتب على العمل نفسه وظائف أو آثار مفيدة وأخرى ضارة في الوقت نفسه.
النتاج المثالي النهائي Ideal Final Result
تعتبر المثالية ركنا أساسيا في نظرية تريز، وبينت نتائج الدراسات التي قام بها التشلر ورفاقه أن النظم التقنية تسعى في تطورها للوصول نحو المثالية، التي تشير إلى أن تكون جميع خصائص النظام في أفضل حالاتها وتعمل في الوقت نفسه على التخلص من جميع الجوانب السلبية.
ويعتبر الحل المثالي من أقوى المفاهيم التي تتضمنها النظرية، إذ أن قبوله كهدف يجعل الفرد الذي يقوم بحل المشكلة ملتزما بالسير في أفضل مسارات حل هذه المشكلة، ومن المهم ملاحظة أن الحل المثالي النهائي لا يعني بالضرورة عدم الواقعية، ففي كثير من الحالات يمكن تحقيق النتاج المثالي النهائي، وعلى أي حال فإن النتاج المثالي النهائي أداة نفسية توجه الفرد نحو استخدام الأدوات التقنية وتساعد صياغته في النظر إلى القيود الموجودة في الموقف المشكل.
وتقود صياغة النتاج النهائي المثالي في غالب الأحيان إلى تحسين عملية الاتصال مما يؤدي إلى تجريب طرائق جديدة، وعلى أقل تقدير فإنها تحدد بشكل واضح الحدود المتاحة للحل. وتعتبر صياغة النتاج النهائي المثالي من أهم المتغيرات إثارة للدافعية لحل المشكلة بمستوى إبداعي رفيع، إذ أن النتاج المثالي النهائي يعمل كهدف يوجه عملية حل المشكلة، ويحول بين المبدع وبين الابتعاد عن المسار المناسب للحل .
مصفوفة التناقضات Contradictions Matrix
تعتبر مصفوفة التناقضات من أكثر أدوات نظرية تريز أهمية وفاعلية وقد بدأت فكرة تطوير هذه المصفوفة من خلال عملية التحليل الضخمة التي قام بها " التشلر" لبراءات الاختراع في المجالات الهندسية والتقنية. وقد تمكن "التشلر " من تحديد (39) خاصية شكلت مع المبادئ الإبداعية الأربعين جوهر مصفوفة التناقضات .
ومن خلال مصفوفة التناقضات تفتح منهجية " تريز " قاعدة براءات الاختراع في العالم لتحديد المبادئ التي يمكن أن تقدم حلولا ممكنة، إذ أن بناء المشكلة على شكل تناقض يسمح بوضع المشكلة موضع البحث في مكانها المناسب في مصفوفة التناقضات.
منهجية نظرية تريز في حل المشكلات
قبل الاستطراد في تفصيل منهجية " تريز " في حل المشكلات لابد من الإشارة إلى أن هناك نوعين من المشكلات التي يواجهها الناس عادة : النوع الأول يتضمن مشكلات يوجد لها بشكل عام حلول معروفة، والنوع الثاني يتضمن مشكلات لا توجد لها حلول معروفة. أما المشكلات التي يوجد لها حلول معروفة فيمكن الحصول عليها بالرجوع إلى المؤلفات المتخصصة والدوريات العملية والخبراء والمختصين، ويتبع خل هذه المشكلات عادة نموذجا عاما يظهر في الشكل التالي:
أما النوع الثاني من المشكلات فيتضمن المشكلات التي لا توجد لها حلول معروفة وتتضمن متطلبات متناقصة. وقد كان التشلر مهتما بتلك المشكلات التي تتطلب حلولا إبداعية، والتي حددها بالمشكلات التي لا يوجد لها حلولا معروفة، أو أن لها حلولا معروفة ولكن يترتب عليها مشكلات أخرى، ولاحظ "التشلر" أن هذه المشكلات يمكن ترميزها وتصنيفها وحلها بطريقة منتظمة، وسعى لاشتقاق المعرفة من الأعمال الإبداعية الناجحة وقام بتصنيفها في نماذج يمكن استخدامها في كافة مجالات النشاط الإنساني.
ولتطوير نظرية الحل المشكلات بطريقة إبداعية وضع " التشلر " نظما لتصنيف هذه المشكلات وحدد لكل منها مبدأ أو أكثر لحلها، وبذلك فإن عملية حل المشكلات بطريقة إبداعية تتبع الإجراءات الواردة في الشكل التالي :
4. المبادئ الإبداعية المستخدمة في البرنامج التدريبي
تتضمن الدورة التدريبية الأساسية في نظرية تريز ( 16 ) مبدأ يتم اختبارها من بين المبادئ الأربعين التي تقدمها نظرية تريز، والتي تعتبر بمثابة استراتيجيات رئيسية في تنمية التفكير الإبداعي، وهذه المبادئ هي :
1- مبدأ التقسيم / التجزئة.
2- مبدأ النوعية الموقعية.
3- مبدأ القوة الموازنة.
4- مبدأ الربط / الدمج.
5- مبدأ العمومية / الشمولية.
6- مبدأ الفصل / الاستخلاص.
7- مبدأ الإجراءات التمهيدية المضادة.
8- مبدأ القلب/ العكس.
9- مبدأ الدينامية / المرونة.
10- مبدأ العمل الفتري.
11- مبدأ المواجهة المسبقة للاختلالات.
12- مبدأ تحويل الضار إلى نافع.
13- مبدأ الخدمة الذاتية.
14- مبدأ تغيير اللون.
15- مبدأ التمدد الحراري.
16- مبدأ التغذية الراجعة.
5
المفاهيم الأساسية في نظرية تريز وأدواتها :
أولا : المبادئ الابتكارية ( Inventive Principles )
1. مبدأ التقسيم / التجزئة Segmentation
يمكن استخدام هذا المبدأ في حل المشكلات عن طريق تقسيم النظام إلى عدة أجزاء يكون كل منها مستقلا عن الآخر، أو عن طريق تصميم هذا النظام بحيث يكون قابلا للتقسيم يمكن فكه وتركيبه، أما إن كان النظام مقسما على نحو مسبق فيمكن زيادة درجة تقسيمه أو تجزئته إلى أن يصبح حل المشكلة أمرا ممكنا.
2. مبدأ الفصل / الاستخلاص Seperattion ( Taking out, Exrrachion )
يتم حل المشكلات باستخدام هذا المبدأ عن طريق تحديد المكونات التي تعمل على نحو جيد والعمل على استبقائها، وتحديد المكونات أو الأجزاء الضارة أو تلك التي لا تعمل جيدا لفصلها والتخلص منها.
3. مبدأ النوعية المكانية Local Quality
يشير هذا المبدأ إلى حل المشكلات التي يواجهها النظام عن طريق تحسين نوعية الأداء في كل جزء أو موقع من أجزاء هذا النظام، وذلك من خلال تغيير البيئة المنتظمة للنظام نفسه أو بيئته الخارجية بحيث تصبح غير منتظمة، وكذلك عن طريق جعل كل جزء في النظام يعمل في أفضل الظروف التي توفر له ذلك، وأخيرا عن طريق الاستفادة من كل جزء في النظام بجعله قادرا على أداء وظيفة جديدة أو عدة وظائف أخرى مفيدة، وبذلك يتم تحقيق الاستفادة القصوى من الخاصية المكانية لأجزاء النظام.
4. مبدأ اللاتماثل / اللاتناسق Asymmetny
يستخدم هذا المبدأ في حل المشكلات التي يمكن أن تنشأ عن الاتساق أو التماثل، عن طريق تغيير حالة التماثل أو الاتساق في النظام إلى حالة عدم تماثيل أو اتساق، أما إذا كان الشيء أو النظام أصلا في حالة لا تماثل أو اتساق، فيمكن حل المشكلة عن طريق زيادة درجة اللاتماثل/ أو اللاتساق.
5. مبدأ الربط / الدمج Combinig / Merging
يتضمن هذا المبدأ الربط المكاني أو / الزماني بين الأنظمة التي تؤدي عمليات متشابهة أو متجاورة، ويعبر هذا المبدأ عن جمع الأشياء أو المكونات المتشابهة أو المتماثلة التي تؤدي وظائف وعمليات بحيث تكون متقاربة أو متجاورة من حيث المكان، وتجميع أو ضم هذه الأشياء أو الأجزاء أو المكونات كذلك بحيث تؤدي عملياتها ووظائفها في أوقات زمنية متقاربة.
6. مبدأ العمومية / الشمولية Universality
ويتضمن هذا المبدأ جعل النظام قادرا على أداة عدة وظائف أو مهمات، أو جعل كل جزء من أجزاء النظام قادرا على القيام بأكبر عدد ممكن من الوظائف، وبذلك تقل الحاجة لوجود أنظمة أخرى.
7. مبدأ التعشيش ( الاحتواء أو التداخل ) Nesting
ويشير هذا المبدأ إلى إمكانية حل المشكلات عن طريق احتواء شيء في شيء آخر، وهذا بدوره يمكن احتواؤه في شيء ثالث وهكذا. أو عن طريق تمرير شيء معين في تجويف شيء آخر.
8. مبدأ الوزن المضاد ( القوة الموازنة ) Counter – Weight
ويتم حل المشكلات باستخدام هذا المبدأ عن طريق تعويض وزن شيء أو قوته، عن طريق ربط هذا الشيء أو دمجه بنظام آخر يزوده بالقدرة على رفع هذا الشيء أو دفعه أو تقويته .
9. مبدأ الإجراءات التمهيدية المضادة Preliminary anti-action
ويستخدم هذا المبدأ في حل المشكلات عندما يكون من الضروري القيام بعمل له آثار إيجابية مفيدة وأخرى سلبية ضارة، حيث يصبح مهما في هذه الحالة القيام بإجراءات مضادة لضبط الآثار الضارة. وإذا تبين أن نظاما معينا يمكن أن يعاني من توترات أو اختلالات في بعض جوانبه، فلابد من توفير الإجراءات المضادة لاحتواء هذا التوتر.
10. مبدأ الإجراءات التمهيدية ( القبلية ) Preliminary action
ويشير هذا المبدأ إلى القيام بتنفيذ التغييرات المطلوبة في النظام جزئيا أو كليا قبل ظهور الحاجة فعليا لذلك، وترتيب الأشياء مسبقا بحيث يمكن استخدامها من أكثر المواقف ملاءمة لتجنب الهدر في الوقت الذي يمكن أن يحدث بسبب عدم وجود هذه الأشياء في المكان المناسب.
11. مبدأ المواجهة المسبقة للاختلالات Cushion in advance
ويتضمن هذا المبدأ تعويض الانخفاض النسبي في موثوقية نظام معين، عن طريق اتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي لهذه المشكلات قبل وقوعها.
12. مبدأ التساوي في الجهد ( تقليل التباين ) Equipotentiality
يستخدم هذا المبدأ في حل المشكلات عن طريق التقليل ما أمكن في إجراء التغييرات في محيط العمل أو بيئته الخارجية أو ظروفه أو شروطه، ويتضمن ذلك أيضا إجراء تغييرات محدودة في المركز، حيث يتم تغيير الشروط الفاعلة لمنع الحاجة إلى رفع أو خفض الأنظمة في مجال معين.
13. مبدأ القلب أو العكس Inversion
ويتضمن هذا المبدأ استخدام إجراءات معاكسة لتلك المستخدمة عادة في حل المشكلة، فإن كانت الأشياء أو الأجزاء ثابتة نجعلها متحركة، وإن كانت متحركة تصبح ثابتة، أي أننا نواجه الموقف المشكل عن طريق قلب العمليات أو الإجراءات المستخدمة رأسا على عقب.
14. مبدأ التكوير ( الانحناء ) Spheroidality ( Curvature )
ويتم استخدام هذا المبدأ في حل المشكلات عن طريق استبدال الأجزاء الخطية أو السطوح المنبسطة بأخرى منحنية، واستبدال الأشكال المكعبة بأشكال كروية، واستخدام البكرات والأسطوانات والكرات الحلزونية، وأخيرا استبدال الحركة الخطية بحركة دورانية والاستفادة من قوة الطرد المركزي.
15. مبدأ الدينامية ( المرونة ) Dynamics
يتضمن هذا المبدأ تصميم الشيء أو خصائصه وبينته الخارجية أو العلميات التي يقوم بها بحيث يمكن تغييرها لإيجاد أفضل ظروف العمل، وتقسيم الشيء إلى أجزاء بحيث يكون كل منها قادرا على الحركة، وجعل الأشياء أو العمليات الجامدة غير المرنة قابلة للتعديل أو الحركة.
16. مبدأ الأعمال الجزئية أو المبالغ فيها ( المفرطة ) Partial Excessive
عندما يكون من الصعوبة بمكان الحصول على أثر مرغوب بنسبة 100% فإنه يمكن إنجاز أكثر أو أقل من ذلك من أجل تبسيط المشكلة وحلها بطريقة معقولة.
17. مبدأ البعد الآخر Another Dimension
ويمكن حل المشكلات باستخدام هذا المبدأ عن طريق تحويل الحركة التي يسير بها الجسم في خط مستقيم إلى حركة في مجال ذي بعدين أو ثلاثة، واستخدام أشياء مكونة من عدة طبقات بدلا من استخدام أشياء من طبقة واحدة، وأخيرا إمالة الشيء إلى جانبه وعدم الاكتفاء باستخدام الأشياء في نفس الاتجاه فقط.
18. الاهتزاز ( التردد ) الميكانيكي Mechanical Vibration
يستخدم هذا المبدأ في حل المشكلات عن طريق جعل الأشياء أو النظم تتمتع بخاصية الاهتزاز أو التذبذب ( الارتجاج) ، وإذا كانت هذه الأشياء أو النظم تتمتع بهذه الخاصية مسبقا فيمكن زيادة درجة التذبذب أو الاهتزاز إلى مستوى " فوق الصوتي " .
19. العمل الفتري ( الدوري ) Periodic action
يتضمن هذا المبدأ استخدام طريقة العمل الفتري أو المتقطع بدلا من لعمل المستمر، وإذا كان العمل دوريا أو فتريا متقطعا على نحو مسبق، فإنه يتم تغيير مقدار العمل المتقطع أو نسبة تكراره. وأخيرا يمكن الاستفادة من فترات التوقف أو الانقطاع عن العمل في أداء أعمال أخرى.
20. استمرار العمل المفيد Continuity of Useful action
ويتضمن هذا المبدأ جعل جميع أجزاء الشيء أو النظام تعمل بشكل متواصل ودون توقف بكامل قدراتها وطاقاتها الإنتاجية، والعمل في الوقت نفسه على التخلص من الحركات أو الأنظمة الفرعية المتداخلة وغير اللازمة التي تعمل بدرجة محدودة أو لا تعمل على نحو مطلق.
21. مبدأ القفز أو الاندفاع السريع Skipping
ويتضمن هذا المبدأ تنفيذ العمليات أو المراحل المحددة بسرعة كبيرة جدا، إضافة إلى القيام بإصلاح العمليات المؤذية أو الضارة التي تنطوي على مخاطر بسرعة كبيرة أيضا.
22. تحويل الضار إلى نافع Blessing in Disguise
يتضمن هذا المبدأ استخدام العناصر أو الآثار الضارة في البيئة للحصول على آثار إيجابية، والتخلص من العناصر الضارة عن طريق إضافتها إلى عناصر ضارة أخرى ، وفي بعض الأحيان يمكن زيادة الضرر أو الآثار الناجمة عنه إلى أن تصبح مفيدة.
23. مبدأ التغذية الراجعة Feedback
يتضمن هذا المبدأ تقديم التغذية الراجعة لتحسين العمليات أو الإجراءات ، وإذا كانت التغذية الراجعة متوافرة أصلا فيمكن تغيير مقدارها أو أثرها.
24. مبدأ الوسيط ( الوساطة ) Intermediary
ويتضمن هذا المبدأ استخدام نظام أو عملية وسيطة لإنجاز العمل، أو دمج أحد الأشياء أو الأنظمة بشكل مؤقت مع آخر لتحقيق هدف معين شريطة التمكن من إعادة الشيء أو النظام بسهولة إلى ما كان عليه قبل عملية الدمج.
25. مبدأ الخدمة الذاتية Self-Service
ويتضمن هذا المبدأ جعل النظام قادرا على خدمة ذاته من خلال القيام بوظائف مساعدة، واستخدام المصادر المهدورة ومخلفات المواد والطاقة. ويمكن استخدام هذا المبدأ في حل المشكلات من خلال تصميم النظام أو تطويرها بحيث تكون قادرة على تنفيذ عمليات الصيانة والمساندة الضرورية، لمساعدة هذه النظام على الاستمرار في اعمل، فضلا عن قدرتها على الإفادة من مخلفات المواد ومصادر الطاقة والمواد المختلفة التي يمكن أن تنجم عن تشغيل النظام، واستمرارها في تحقيق مزايا إضافية ترفع من كفاية النظام وقدرته على تحقيق أهدافه.
26. النسخ Copying
ويشير هذا المبدأ إلى إمكانية حل المشكلات باستخدام نسخة بسيطة ورخيصة بدلا من استخدام أشياء ثمينة ومعقدة وهشة قابلة للكسر، واستبدال الشيء بصورة عنه بحيث يمكن تصغير الحجم أو تكبيره حسب مقتضيات الموقف.
27. مبدأ استخدام البدائل الرخيصة Use Cheap Replacement Events
ويشير هذا المبدأ إلى استخدام الأشياء رخيصة الثمن التي تستخدم لفترات زمنية قصيرة نسبيا بدلا من استخدام تلك الأشياء غالية الثمن التي يمكن أن تستخدم لفترات زمنية أطول نسبيا.
28. مبدأ استبدال النظم الميكانيكية Replacement of Mechanical System
ويتضمن هذا المبدأ استبدال الوسائل الميكانيكية بأخرى حسية ( سمعية، بصرية، ذوقية، أو شمية)، واستخدام المجالات الكهربائية والمغناطيسية والكهرومغناطيسية للتفاعل مع الأحدث أو الأشياء، والانتقال من المجالات الثابتة إلى تلك المتحركة ومن المجالات غير المنظمة إلى تلك المنظمة.
29. مبدأ استخدام البناء الهوائي أو الهيدروليكي Use apneumatic or hydraulic construction
ويتضمن هذا المبدأ استبدال الحالة الصلبة من الجسم بالحالة السائلة أو الغازية. إن هذه الأجزاء بإمكانها استخدام الهواء أو الماء لانتفاخها، أو استخدام وسائل هيدروستاتيكية .
30. مبدأ الأغشية المرنة والرقيقة Flexible Shells and thin Flims
يتضمن هذا المبدأ استخدام القشور المرنة والأغشية الرقيقة بدلا من استخدام البنى ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى فصل النظام عن محيطه الخارجي باستخدام القشور والأغشية الرقيقة.
31. مبدأ المواد النفاذة ( المسامية ) Porous Materials
ويمكن حل المشكلات باستخدام هذا المبدأ عن طريق جعل الشيء نفاذا أو عن طريق تزويده بعناصر نفاذه أخرى إضافية، أما إذا كان النظام مساميا أو نفاذا على نحو مسبق فيمكن ملء المسامات بمادة ما.
32. مبدأ تغيير اللون Color Changes
ويتضمن هذا المبدأ تغيير لون الشيء أو تغيير لون بينته الخارجية، إضافة إلى تغيير درجة شفافية الشيء أو درجة شفافية بينته الخارجية .
33. مبدأ التجانس Homogeneity
ويشير هذا المبدأ إلى جعل الأشياء تتفاعل مع شيء آخر من نفس المادة ( أو مادة لها نفس الخصائص).
34. مبدأ النبذ وتجديد الحياة Discarding and recovering
ويتضمن هذا المبدأ العمل على التخلص من الأشياء أو النظم الرئيسة أو الفرعية التي انتهت من القيام بدورها أو تعديل هذه الأشياء أثناء القيام بالعمليات المسندة إليها، كما يمكن أن يتضمن هذا المبدأ المحافظة على الأشياء المستنفذة التي أتمت مهمتها وإعادتها للاستفادة منها مرة أخرى.
35. مبدأ تغيير الخصائص Parameters changes
ويتضمن هذا المبدأ تغيير الحالة المادية للشيء أو النظام إلى غازية أو سائلة أو صلبة، وتغيير درجة التركيز أو التماسك، وتغيير درجة المرونة، وأخيرا تغيير درجة الحرارة.
36. مبدأ الانتقال من مرحلة إلى أخرى Phase transitions
ويشير هذا المبدأ إلى الاستفادة من الظواهر التي تحدث أثناء الانتقال أو التحول من حالة إلى أخرى أو من مرحلة إلى أخرى، وكما هو الحال في التغير في الحجم، وفقدان الحرارة أو اكتسابها، وما إلى ذلك من ظواهر.
37. التمدد الحراري Thermal expansion
ويشير هذا المبدأ إلى خاصية تمدد المواد بالحرارة أو تقلصها بالبرودة، بالإضافة إلى استخدام مواد متنوعة بمعاملات تمدد حراري مختلفة.
38. المؤكسدات القوية Strong Oxidant
ويتضمن هذا المبدأ حل المشكلات عن طريق استبدال الهواء العادي بهواء معزز بالأكسجين، واستبدال الهواء الغني بالأكسجين النقي، وعن طريق تعويض الهواء أو الأكسجين للإشعاعات المؤينة، واستخدام الأكسجين المؤين، وأخيرا استبدال الأكسجين المؤين بالأوزون.
39. الجو الخامل Inert atmosphere
ويستخدم هذا المبدأ في حل المشكلات عن طريق استبدال البيئة العادية بأخرى خاملة، وعن طريق إضافة أجزاء محايدة أو إضافات خاملة للشيء.
40. مبدأ المواد المركبة Composite materials
ويتم حل المشكلات باستخدام هذا المبدأ عن طريق استبدال المواد المتماثلة بمواد مركبة.
تطبيقات على استراتيجيات تريز
1. التقسيم / التجزئة
- القيام بإدارة المدرسة في المواقع الفعلية ( لا مركزية / تقسيم العملية ).
- تقديم برامج منفصلة لتلبية احتياجات فئات الطلبة.
- استخدام أسلوب تحليل المهمات في التخطيط للتدريس.
- تقسيم طلبة الصف إلى فرق عمل أثناء التدريس.
- تشكيل لجان مختلفة في المدرسة لإنجاز المهمات المختلفة.
- تقسيم الأهداف المؤسسة التربوية إلى رئيسية وثانوية.
- تقسيم مهمات المدرسة إلى مهمة / عاجلة / غير مهمة / غير عاجلة.
- تطوير معايير فردية لتقييم أداء المعلمين والطلبة.
2. الاستبعاد ، الفصل ، الأخذ / الاستخلاص .
- استخلاص المهارات الرئيسة في عمل المعلم وتركيز برامج التدريب عليها.
- توفير إشراف اكلينيكي للمعلمين الذين بحاجة إلى مزيد من التطوير.
- تخصيص البرامج العلاجية للطلبة الذين يعانون من ضعف.
- استبعاد البرامج التدريبية / الوحدات المقررة التي لم تثبت فاعليتها.
- إزالة عوائق التعلم المادية والنفسية من غرفة الصف.
- تحليل البيانات / استخلاص المفيد/ استبعاد غير المفيد لاتخاذ القرارات.
- إجراء اختبارات منفصلة للطلبة الذين يعتقدون أنهم أتموا المقررات.
- فصل / استبعاد الطلبة المشكلين عن مجموعة الطلبة الرئيسية.
5. الربط / الدمج
- التعاقد مع أنصاف المهنيين لمساعدة المعلمين في تلبية الاحتياجات المتنوعة للطلبة.
- الاندماج في تخطيط فرق العمل فيما يتعلق بالتعليم والتعلم.
- توظيف نظام الغرف متعددة الأغراض / دمج عدة وظائف في نفس الغرفة.
- في المدرسة أو الجماعة / يكون مكتب المدير / مساعد المدير / السكرتير / المسجل متقاربة.
- تشجيع التعاون والتداخل والتواصل بين المعلمين وأولياء الأمور.
- تنظيم مجموعات بحث لدراسة الآثار، الممارسات ونتائج التحصيل وتطبيق المناهج.
- الربط بين الخبرات المستندة إلى المهارات وأنشطة جمع التبرعات ( ربط الإنجاز بالعوائد).
- استخدام عمل الفريق لتعظيم خبرة الطلبة والمتعلمين.
- التنسيق بين المكتبة ومصادر التعلم ( المكان والزمان ).
- توفير فرص التعلم بالتلمذة والأقران والتعاون.
- توفير أجهزة حاسوب في غرف الصفوف.
6. الشمولية / العمومية
- تعيين معلمين بتخصصات مزدوجة أو ثلاثة أو أكثر ( قدرة على تدريب عدة مواد ).
- كسر الحواجز بين الدوائر التعليمية المختلفة / في المدرسة / في المنطقة / في الدوائر ككل.
- إيجاد فرق عمل تقوم بوظائف عامة متبادلة ومتداخلة.
- استخدام البيانات التي يتم الحصول عليها للاستمرار في بناء الخطط لتطوير المدرسة.
- استخدام علامات الاختبار للإحصاءات المنتظمة بالإضافة إلى تقييم الطلبة.
- تأسيس فرق عمل متعددة ومتداخلة لتطوير الاختبارات المقننة.
- تطوير اختبارات على مستوى الصف الواحد في مختلف مناطق الدولة.
- تطوير نظام متعدد الأدوات والمصادر لتقنين التوقعات من الطلبة في الأداء والسلوك.
- استخدام نظام المهمات المتوازنة والخبرات لتتناسب مع المعايير التي تضعها الوزارة ودائرة/ مديرة/ قسم الاختبارات.
- استخدام عناصر درسية عامة في تخطيط وتنفيذ الموقف التعليمي.
7. الاحتواء / التوسيد المبطن
- كتابة المنهاج في المرحلة من الروضة حتى نهاية الثانوية بشكل متكامل وليس حسب الصف أو المستوى الدراسي، وضمان وجود قائمة غير متشابهة من الخبرات التعليمية والتعلمية.
- وضع ( CDs ) داخل الكتب المقررة.
- دمج المعايير التربوية على مستوى المدرسة، المنطقة أو الدولة.
- دمج مواقف مثيرة لمهارات التفكير العليا والإبداع في المواقف الصيفية ( تداخل).
- العمل في داخل إدارة المدرسة يجب أن لا يكون بمعزل عما يجري في غرفة الصف.
- توفير قنوات اتصال تسمح بالتواصل المباشر من خلال القنوات الرسمية وغير الرسمية.
- توفير مدارس للتطور المهني والتدريب بأسلوب التلمذة ( شيء يمر في شيء).
- إيجاد علاقات تنظيمية ذات معنى بين المعلمين وأولياء الأمور .
18. الاهتزاز الميكانيكي ( التذبذب )
- استخدام التقارير الفترية لوصف أداء الطلبة.
- إعادة تعيين المعلمين لتدريس مستويات صفية مختلفة.
- إعادة تنظيم المقاعد الصفية في الصفوف.
- استخدام قائمة من التوقعات في التدريس.
- استخدام التعلم التعاوني، النشرات، المحطات ، ومراكز التعلم ( التواصل المتكرر عبر وسائط متعددة " نشرات وتقارير وأخبار وإعلانات ، ... ).
- الاستفادة من مستشارين خارجيين للعمل بتناغم مع إدارة المدرسة.
- تنسيق البرامج لتجنب النزاعات والحمل الزائد .
- استخدام تشكيلة من أساليب إثارة الدافعية.
22. تحويل الضار إلى نافع ( ربّ ضارة نافعة )
- الاستفادة من شكوى وتذمر الوالدين والطلبة في تطوير الأداء.
- استخدام أسلوب إعادة التصحيح السريع للأخطاء أثناء تأدية الاختبارات.
- إيجاد نظام يتيح للطلبة مراجعة أعمالهم لتحسين العلامات التي حصلوا عليها.
- استبدال الخوف من التغيير عن طريق تعويض الخوف من المنافسة.
- بالرغم من ارتفاع أسعار الخبراء والمستشارين ( ضرر ) إلا أن الفائدة تكون كبيرة.
32. تغيير اللون
- تغيير درجة التنوع في غرفة الصف بين الطلبة.
- استخدام ألوان مختلفة الدافعية للتعلم وتقوية الروح المعنوية.
- تطوير الشراكة مع المجتمع وقطاع الأعمال للتعزيز التنوع الثقافي في الصف.
- استخدام أثر الإضاءة لتغيير الحالة المزاجية في غرفة الصف.
- استخدام القبعات الست لديبونو في تنمية التفكير الجاد عند الطلبة.
- تطوير التعديلات السلوكية والبيئية لتلبية احتياجات تحدي الطلبة.
34. النبذ وتجديد الحياة
- القضاء على التكرار الزائد في المؤسسة والتخلص من الأنشطة أو البرامج أو الحصص غير المفيدة.
- تغيير الأنشطة التدريسية للمحافظة على إثارة اهتمام الطلبة.
- تطوير أنشطة وتقويمات بين فترة وأخرى لزيارة الفهم وتثبيته.
- تنفيذ برامج تطوير دورية.
- تشجيع عملية المشاركة في بناء الخطط الدراسية ومراجعتها.
35. تغيير الخصائص
- إيجاد ثقافة تنظيمية تعزز التغيير.
- تغيير أو الانتقال بالمهمات الورقية بحيث تصبح على نظم الكمبيوتر والإنترنت ( Online ).
- التركيز على التخصصات بحيث تصبح أكثر كفاءة وقدرة على التنافس.
- تغيير بنية فرق العمل بين حين وآخر.
- تغيير طول الحصة واليوم الدراسي والسنة الدراسية لتلبية الاحتياجات.
- إدماج العاملين في تشكيل محتوى وظروف احتياجات التعلم الفردية.
- توفير منحى التعلم الفردي لفئات الطلبة المختلفة.
- إثارة الدافعية للتعلم عن طريق تزويد الطلبة بشهادات ودرجات فخرية.
- توفير تصاميم بديلة للغرف الصفية.
- تغيير الحالة المناخية في الصف والانتقال بها إلى الدفء والقبول والتفهم.
مشكلات مختارة
الموقف المشكل :
الاختناقات المرورية
تعاني المدن الكبرى في كثير من دول العالم من مشكلات حادة تعيق حركة المرور في شوارعها التي لا تستطيع استيعاب الزيادة الكبرى في أعداد السيارات ووسائل النقل الأخرى، وقد كان من أبرز نتائج مشكلة المرور في هذه المدن زيادة حدة الاختناقات المرورية، التي تؤدي إلى ضياع وقت المواطنين في أثناء تنقلاتهم نتيجة ازدحام الشوارع، الأمر الذي ترتب عليه حدوث مشكلات عديدة للموظفين وغيرهم من المواطنين، ومنها صعوبة الوصول إلى الأماكن التي يعملون فيها في الوقت المناسب.
الموقف الشكل :
تلوث البيئة
تشهد كثير من دول العالم تزايدا في أعداد السكان يشكل ضغطا على الموارد المتاحة، فيؤدي إلى الإخلال في توازن عناصر البيئة الأساسية، وهي الهواء والماء والتربة، وذلك بسبب سوء استخدام الإنسان لهذه المصادر. أما أبرز أنواع التلوث فهي :
- تلوث الهواء الناتج من وسائل المواصلات والمصانع ومحطات توليد الكهرباء وغيرها.
- تلوث مياه البحار والأنهار والمياه الجوفية نتيجة لكثير من العوامل كتسرب النفط ومخلفات الصرف الصحي المستخدمة في المنازل وبعض المصانع.
- تلوث التربة بالمخلفات الصلبة كالزجاجات الفارغة العلب المعدنية وبقايا البناء والمواد البلاستيكية.
- التلوث الصوتي وينتج من ضجيج السيارات ووسائل النقل الأخرى وآلات الحفر وأعمال البناء والصناعة.
الموقف المشكل :
البطالة في أوساط خريجي الجامعات
حظي التعليم الجامعي في معظم دول العالم بإقبال شديد على التعليم بتخصصاته المختلفة، مما أدى إلى التحاق أعداد كبيرة من خريجي مرحلة التعليم الثانوية بالجامعات المختلفة، سواء كانت هذه الجامعات حكومية أم خاصة. وقد عانى العالم العربي كغيره من بعض دول العالم من هذه الظاهرة، لاسيما وأن الإقبال على هذه الجامعات لم يكن في كثير من الأحيان مخططا أو مدروسا، الأمر الذي أدى إلى إقبال شديد على تخصصات دون غيرها، وقد ترتب على ذلك تضخم سوق العمل بأعداد كبيرة من حملة الشهادات الجامعية الذين لم تتوافر لديهم فرص عمل تستوعبهم.
الموقف المشكل :
انحسار رقعة الأراضي الزراعية
يتحل قطاع الزراعة موقعا محوريا في البنية الاقتصادية للدول المتقدمة والنامية على حد سواء، ويعتبر التقدم الزراعي نقطة البداية في تقدم الأمم وتفوقها الصناعي والتجاري وتحقيق الأمن الغذائي واستقلال القرار السياسي، والمحافظة على بيئة صحية نقية للمواطنين وإتاحة فرص أفضل للعيش بسلام واطمئنان على هذا الكوكب. إلا أن أسبابا كثيرة جعلت رقعة الأراضي الزراعية تبدأ تدريجيا بالانحسار، ولعل من إبرازها الزيادة الكبيرة في أعداد السكان، وما يترتب عليها من توسع عمراني لمواجهة احتياجات النمو السكاني المتزايدة.
الموقف المشكل :
المديونية
شهدت كثير من دول العالم نموا متزايدا في أعداد السكان خلال العقود الأخيرة، رافقه زيادة في الطلب على الخدمات العامة، وتطور في وظائف الدولة لتشمل المحافظة على الأمن الداخلي ومواجهة التحديات والمخاطر الخارجية، وفضلا عن تطور دور الدولة الاجتماعي واتساع نطاق مسؤولياتها ليشمل تحسين مستوى التعليم والصحة وما إلى ذلك. وقد ترتب على ذلك زيادة حجم الإنفاق في كثير من دول العالم الفقيرة والنامية على حجم إيراداتها, وتدريجيا وجدت كثير من دول العالم نفسها مضطرة لتمويل نفقاتها الجارية والرأسمالية عن طريق القروض. إلى أن أصبحت كثير من هذه الدول غير قادرة على تسديد الديون المتراكمة عليها عاما بعد عام.
الموقف المشكل :
هجرة العقول العربية
يعاني الوطن العربي سنويا من استنزاف خطير في موارده البشرية، يتمثل في هجرة نخبة من أبنائه إلى أمريكا وأوروبا وغيرها من دول العالم، رغبة منهم في الحصول على فرص للعمل والتعليم، والتمتع بأجواء الحرية والديمقراطية التي تنعم بها هذه الدول. وبالرغم من أن هؤلاء المهاجرين يتبوؤن أفضل المراكز في المؤسسات التي يعملون فيها، فتتاح لهم الفرص لاكتساب أحدث الخبرات في مجالات تخصصهم، إلا أن أوطانهم هي بأمس الحاجة إليهم تظل محرومة من هذه الخبرات.
الموقف المشكل :
هدر الطاقة الكهربائية
يشهد العالم زيادة كبيرة في استهلاك الطاقة الكهربائية نتيجة لتطور أنماط استهلاك هذه الطاقة، ونظرا لارتفاع أسعار إنتاج هذه الطاقة التي تعتمد على النفط كمصدر رئيس، فإن فاتورة الطاقة الكهربائية في الدول الغنية والفقيرة على حد سواء باتت تشكل عينا اقتصاديا كبيرا تسعى الدول جاهدة لخفضه، وذلك من خلال ترشيد استهلاك الطاقة والحد ما أمكن من هدر الطاقة الكهربائية.
الموقف المشكل :
الأمية في الوطن العربي
عانى الوطن العربي خلال فترات زمنية طويلة من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية كثيرة، أثرت بشكل سلبي في الواقع الثقافي والتعليمي في معظم أقطار الوطن العربي، وقد نتج عن ذلك حرمان عدد كبير من أبناء الوطن العربي من فرص الحصول على التعليم، وبذا انتشرت الأمية في كثير من الأقطار، وباتت نسبتها تشكل خطرا كبيرا على مستقبل التنمية فيها.
الموقف المشكل :
العجز المائي في الوطن العربي
يعاني الوطن العربي من عجز مائي بسبب شح الموارد المائية الدائمة التي تغني مخزونة من المياه، ويسبب اعتماد الثروة المائية في الوطن العربي على مياه الأمطار التي تشهد تذبذبا في كمياتها من عام إلى آخر، ونظرا للزيادة الكبيرة التي يشهدها الوطن العربي في النمو السكاني وتطور أنماط استهلاك المياه، فإن كثيرا من الدول العربية قد أصبحت مهددة بحدوث مشكلات خطيرة في مجال الحصول على احتياجاتها من الماء.
الموقف المشكل :
عمالة أطفال الشوارع
تكتظ كثير من شوارع العواصم أو المدن الكبرى بأعداد كبيرة من الأطفال المتشردين في الشوارع يمارسون التسول عند الإشارات الضوئية أو مناطق التسوق أو غيرها، أو يقومون بأعمال بسيطة لا تحتاج إلى تأهيل مهني كغسيل السيارات أو مسح الأحذية أو بيع بعض السكاكر، وأطفال الشوارع من إفرازات النظم الاجتماعية والاقتصادية السائدة التي تؤدي بالطلبة إلى ترك مقاعد الدراسة، والتوجه إلى الشوارع للحصول على فرص عمل سهلة ومجزية نسبيا للطلبة.
الموقف المشكل :
الحصار الاقتصادي
يعتبر الحصار الاقتصادي من الوسائل التي استخدمت منذ قديم الزمان لغرض السيطرة وكسر الإرادة وبموجب هذه الاستراتيجية تمنع الدول التي تقع تحت الحصار من حرية التصرف في مواردها وثرواتها، وتسد عليها المنافذ كافة للاستيراد والتصدير، وتخضع لرقابة حثيثة لضمان تنفيذ الحصار وإيقاع أكبر قدر ممكن من الضرر بالدول المحاصرة.
الموقف المشكل :
جمود الحياة المدرسية
يعتبر جمود الحياة المدرسية ونمطيتها من المشكلات التي تواجه الطلبة والمعلمين على حد سواء، الأمر الذي يؤدي إلى جعل الحياة المدرسية بيئة مملة ومنفرة لا تشوق الطلبة ولا تشجعهم على الاستمرار في التعلم، وللتخلص من ذلك يبذل المهتمون بالتربية والتعليم جهودا كبيرة لجعل الحياة المدرسية أكثر حيوية، غير أن الأنظمة والتعليمات والموروث الثقافي يحول دون ذلك في كثير من الأحيان.
الموقف المشكل :
حوادث السير
تنوعت وسائل المواصلات في الحياة المعاصرة، واحتلت فيها السيارات مكانة بارزة، وتزايد استخدامها بشكل مطرد، وبالرغم من ذلك فإنها أصبحت تشكل سببا رئيسا للوفيات والإعاقات والإصابات التي يتعرض لها كثير من الناس في مختلف دول العالم، فضلا عن الخسائر المادية الفادحة التي تنجم عن ذلك. ولذلك فإن مشكلة حوادث السيارات من التحديات التي تبذل حكومات العالم بمؤسساتها المختلفة جهودا كبيرة للحد من خطورتها.
الموقف المشكل :
اندلاع الحرائق في المرافق المختلفة
عرفت الحرائق منذ أمد بعيد ، غير أن الحياة المعاصرة شهدت ازديادا كبيرا في اندلاع الحرائق بسبب تغير أنماط الحياة وتطور مصادر توليد الطاقة كالكهرباء والنفط والغاز وما إلى ذلك. وفي معظم الأحيان تزداد هذه الحرائق خطورة وتصعب السيطرة عليها مما يؤدي إلى وقوع خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
الموقف المشكل:
مشكلة الفقر في الوطن العربي
يعاني الوطن العربي كغيره من مناطق العالم من انتشار ظاهرة الفقر بين مواطنيه نتيجة للأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي مرت بها المنطقة العربية خلال العقود الماضية، ونجم عن ذلك وقوع نسبة كبيرة من مواطني الدول العربية تحت مستوى خط الفقر. وتسعى الدول العربية الأكثر معاناة من انتشار هذه الظاهرة إلى الخروج بشعوبها من هذه الأزمة الخانقة، نظرا لآثارها السلبية على الاستقرار السياسي والاجتماعي والتطور الاقتصادي.
مثال على استعمال مصفوفة التناقض: عند تصميم العبوات المعدنية للمياه الغازية، اسطوانية الشكل وتصنع من الألمنيوم، يراعى أن تكون كمية المعدن المستعمل في تشكيل جدران العبوة أقل ما يمكن، ولكن بنفس الوقت يجب أن تكون العبوة قادرة على تحمل قوى الضغط الناجمة عن رص عدة عبوات فوق بعضها البعض إضافة إلى القوى الأخرى التي قد تتعرض لها العبوة، إذن نحن نحتاج إلى إنقاص سماكة جدار العبوة قدر الإمكان.
مهارة الإدارة بالأفكار
تولد الأفكار في لحظات خاطفة وقد تتلاشى من مخيلتك إلى الأبد ما لم تسارع بتدوينها ، قد تظهر الأفكار المثمرة في أغرب الأوقات ولن تبزغ هذه الأفكار دائما وأنت تعالج المشكلة المتعلقة بها، ولكن قد تواتيك ومضة من الاستبصار في الوقت الذي تكون فيه مشغولا بأعمال أخرى أو مشتركا في محادثة أو منصتا إلى محاضرة آو قائما بالتدريس أو عاكفا على قراءة كتاب أو مسترخيا بالمنزل ، وحتى لو بدت هذه الفكرة لحظة ورودها واضحة تماما أو مهمة للغاية بحيث يستحيل نسيانها فهناك دائما احتمال أن تضيع منك فيما بعد .
لذلك حينما تنبن في عقلك نواة لفكرة احفظها مباشرة كتابة للاستفادة منها في المستقبل ، فالاحتفاظ بمذكراتك منظمة أبان البحث يستثير التفكير الناقد ويؤدي إلى اكتشاف أفكار جديدة .
مقدمة
الإدارة بالأفكار أسلوب إداري جديد لإنجاز الأعمال المطلوبة في المؤسسات الخاصة والعامة ، وفي الواقع أن تجربة الإدارة بالأفكار يمكنك من خلالها تحقيق عدة فوائد :
الأولى : نسبة إنجاز للأعمال كبيرة جدا مقارنة بالأسلوب القديم نسبة لا تقل عن 100% إلى 200%
الثانية : تفاعل جيد مع من تتعامل معهم في عملك اليومي
الثالثة : اكتشاف طرق جديدة في تبسيط الأعمال الإدارية اليومية مما يحقق السرعة في الإنجاز
الرابعة : استغلال الوقت بما هو نافع ومفيد للمؤسسة التي تعمل بها
الخامسة : الاستمتاع بالعمل الإداري اليومي من كثرة ملاحقة الأعمال المراد إنجازها
كيف تتكون الفكرة الجديدة
الأفكار التي تحمل التجديد والابتكار وحل المشاكل في العمل الإداري كثيرة ، تمر علينا هكذا كالبرق الخاطف فنأنس بها .... ولكن .... حالما تنقضي الثواني التي بزعت فيها هذه الفكرة ننساها في خضم أعمال الحياة اليومية ، ثم تبرز في يوم آخر أو في نفس اليوم فكرة أخرى جديدة..... ثم تذوب كما ذابت أختها .
ترى لو عمدنا إلى تسجيل هذه الأفكار وتنفيذها الن يكون ذلك أحد الطرق السريعة لتغير الواقع الذي نعيشه .
يقول دلين " تولد الأفكار في لحظات خاطفة وقد تتلاشى من مخيلتك إلى الأبد ما لم تسارع بتدوينها ، قد تظهر الأفكار المثمرة في أغرب الأوقات ولن تبزغ هذه الأفكار دائما وأنت تعالج المشكلة المتعلقة بها، ولكن قد تواتيك ومضة من الاستبصار في الوقت الذي تكون فيه مشغولا بأعمال أخرى أو مشتركا في محادثة أو منصتا إلى محاضرة أو قائما بالتدريس أو عاكفا على قراءة كتاب أو مسترخيا بالمنزل ، وحتى لو بدت هذه الفكرة لحظة ورودها واضحة تماما أو مهمة للغاية بحيث يستحيل نسيانها فهناك دائما احتمال أن تضيع منك فيما بعد .
لذلك حينما تنبن في عقلك نواة لفكرة احفظها مباشرة كتابة للاستفادة منها في المستقبل ، فالاحتفاظ بمذكراتك منظمة أبان البحث يستثير التفكير الناقد ويؤدي إلى اكتشاف أفكار جديدة "
تنفيذ الفكرة
يوضح الشكل " 1 " مراحل تنفيذ الفكرة الجديدة ، فهي أولا ترد في ذهن الإنسان ، ومن ثم إما أن تدون في ورقة أو في مذكرة وهذا سبب أساسي لحياتها ونشاطها ، و أما ألا تدون وهنا نحكم عليها بالزوال وعدم الاستمرارية .
ومن خلال تدوين الفكرة تأتي المرحلة التالية وهي مراجعتها مع النفس أكثر من مرة مما يعطي للنفس الفرصة للحكم عليها ، فهي أما أن تكون جيدة أو غير جيدة ، وبفرض أن الفكرة جيدة فهي تحتاج أيضا إلى مشورة الآخرين ، والنتيجة أما أن يحكم الآخرين بعدم جديتها وعدم صلاحيتها أو أنها فكرة جيدة مما يؤدي بالتالي إلى تنفيذها واخراجها إلى حيز الوجود.
الشكل " 1 "
مراحل تنفيذ الفكرة الجديدة
توليد الأفكار الجديدة
أولا : احرص على الساعات الأولى من النهار :
اجعل الساعات الأولى من عملك اليومي مخصص للتفكير في تطوير المؤسسة ... بمعنى آخر لا تنشغل في هذه الساعات بأعمال بالإمكان عملها في الساعات الأخيرة من العمل أو في وسط العمل .
ثانيا :اجتماعات مبكرة :
لتكن اجتماعاتك مع مرؤسيك أو مستشاريك في الساعات الأولى من العمل .
ثالثا : اقضي على قواطع التفكير :
ومن أهمها الهاتف ، والمراجعين ، الزوار وذلك من خلال تخصيص وقت معين يخلو الإنسان بنفسه في العمل للتفكير والتخطيط
رابعا : رتب المعلومات :
أن الفكرة الجديدة تحتاج إلى معلومات متوفرة فاحرص على ترتيب معلوماتك من خلال الأرشفة أو استخدام الحاسب الآلي .
خامسا : دفتر الجيب :
يستفاد منه في كتابة الأفكار الجديد وترتيبها .
سادسا : المكان المناسب :
للمكان دور مهم في توليد الأفكار ، فالمكان الهادئ يساعد كثيرا على التركيز .
سابعا : أوجد الحافز :
وجود الحافز الدنيوي أو الأخروي له دور في إيقاد الحماس للعمل ومن ثم توليد الأفكار .
ثامنا : الحرص على الطاعات :
الطاعات والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة توجد انشراحا في الصدر مما يؤدي إلى توليد الأفكار الجديدة
الإدارة بالأفكار أسلوب إداري جديد
في عالم الغرب وبالتحديد في السبعينات ظهر أسلوب إداري جديد أسموه الإدارة بالأهداف ، وهي كما عرفها الغمري في كتابه " نظام الإدارة بالأهداف " ( طريقة إدارية يقوم فيها الرئيس والمرؤوس بتحديد الأهداف الوظيفية المسئول عنها المرؤوس والمعايير الموضوعية التي ستستخدم لقياس مدى تحقق تلك الأهداف )
وفي الواقع أن الفكرة تأتى إلى ذهن الإنسان قبل الهدف ، بل أحيانا بسط الهدف بصورة أشمل أوضح مما يؤدي الى نجاح تحقيق الهدف وهو الأمر الذي أوجد هذه الطريقة الجديدة " الإدارة بالأفكار " وهي أسلوب إداري جديد يقضي تجميع هذه الأفكار ومن ثم دراستها وتنفيذ الصالح منها من خلال الخطوات التالية :
عود نفسك اذا خطر على بالك فكرة أن تبادر إلى تسجيلها
اكتب الفكرة كما كما هو في شكل التالي
الفكرة
حدد متى تريد تحقيق الفكرة .
تنفذ الفكرة في يوم .................... الموافق ........./............./.............
ضع لهذه الفكرة رقم
رقم الفكرة
اكتب متى بدأت
بدأ تنفيذ الفكرة في يوم .................... الموافق ........./............./.............
حدد ما هي الإجراءات التي اتخذتها نحو تنفيذ الفكرة
الإجراءات المتخذة 1-
2-
3-
بعد كل إجراء حدد الموعد الذي تحقق فيه العمل
متابعات
هل تود أن ترى ورقة الفكرة
يوميا أو كلز......... يوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق