التفكير الإبداعي ... مفهومه، أنواعه، خصائصه،مكوناته، مراحله والعوامل المؤثرة فيه.ك...دكىلغن
التفكير أرقى سمة يتسم بها الإنسان الذي كرمه سبحانه وتعالى وميزه على غيره من سائر.
الكائنات الحية ولقد حث الله سبحانه وتعالى البشر على التفكير في الكثير من الآيات القرآنية
٧ وكرم العقل والعلم والعلماء وأن الأديان السماوية حثت على التفكير والإسلام أحد هذه الأديان الذي عد التفكير فريضة إسلامية وفريضة التفكير في القرآن تشمل العقل الإنساني بكامل ما احتواه من الوظائف بخصائصها جميعا {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ }الأنعام50
والتفكير والفكر نعمة إلهية وهبها الله لبني البشر دون غيرهم من مخلوقاته وهو يمثل اعقد نوع من أشكال السلوك الإنساني ،جعل الله تعالى الإنسان خليفته في الأرض وميزه بالعقل عن بقية المخلوقات وجعل عقله مدار التوافق وتحمل أعباء المسؤولية. وحثه على النظر في ملكوته بالتفكير وأعمال العقل والتدبير قال تعالى في سورة الرعد: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الرعد3
ويعد التفكير من الظواهر النمائية التي تتطور عبر مراحل العمر المختلفة كما يعد التفكير من أكثر الموضوعات التي تختلف الرؤى وتعدد أبعادها وتشابكها والتي تعكس تعقد العقل البشري وتعقد عملياته ،إن ما يميز الإنسان عن غيره من المخلوقات قدرته على التفكير ، فمن خلال رحلته الطويلة الشّاقة من العصور البدائية إلى عصور الحضارة قد استطاع أن يواجه مشكلات لا حدود لها. هذه المشكلات تزداد صعوبة وتعقيداً بتطور المجتمع وتغيراته السريعة.
إن التقدم الحضاري الذي نلمسه في مختلف جوانب حياتنا المعاصرة إنما يعود إلى تطور ونتاج تفكير أجيال متعاقبة من الجنس البشري (داؤد، 1988).
ويرى الوقفي أن عملية التفكير تمر بمراحل تشبه الدائرة لذا أطلق عليها (الدائرة الفكرية) حيث أن التفكير الإنساني ينجز خمس مهام أو وظائف رئيسة هي: وصف، تفسير، تقرير، تخطيط، تنفيذ. وتظهر هذه الوظائف كما لو أنها متصلة ببعضها البعض، فالفكر يبدأ فعالياته الفكرية بوصف للمعلومة أو المنبه الذي يستقبله الدماغ ويبدأ الإنسان بالتوسع بهذه المعلومة وتفسيرها بأن يضيف لها مما في ذاكرته من خبرات ومعارف لإلقاء المزيد من الأضواء عليها وتبين أسبابها أو التنبؤ بنتائجها، وينتقل الفكر بعد ذلك إلى تقرير ما يجب فعله تجاه هذه المعلومة، فيضع خطة لتنفيذ العمل وتوجيهه، وقد يتخذ قراراً بشأن منبه جديد كما في الشكل، (الوقفي،1998).
ولقد أشار العديد من علماء النفس مثل شيرر Sheerer وجولدشتاين Goldstien إلى أن تفكير الإنسان متنوع وعريض الحدود ويمكن عن طريقة التفكير أن يحدد الفرد نوع التعليم الذي اكتسبه بخبرته من العالم، (فائق، 1966).
ويمثل التفكير نوعاً معقداً من أنواع السلوك البشري، والذي يأتي ترتيبه في أعلى مستويات النشاط العقلي، وأنه عملية معرفية تتميز باستخدام الرموز لتنوب عن الأشياء والأشخاص والحوادث ( عدس وتوفيق، 1998)
ويعد التفكير من حاجات الإنسان الأساسية وله علاقة بالمجتمع حيث يتعين علي الإنسان أن يفكر ويتخذ قرارات سليمة تمكنه من التكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه ومن هنا يعتقد أن قرار تعليم التفكير يعد قراراً سياسياً فالمجتمعات المتقدمة تغرس في أبنائها صفة الثقة بالنفس والاعتماد عليها ، وتؤهلهم لاتخاذ قرارات سليمة وتمنحهم الفرصة الكافية للنظر فيها لذلك فإن حسن إدارة شؤون المجتمع تتطلب إعداد جيل من المفكرين الذين يحسنون تصريف أمور الأفراد علي أسس قوية من الوعي والفهم
ويتطور التفكير عند الأفراد بتأثير عوامل البيئة والوراثة ، وقد استخدم الباحثون أوصافا عديدة للتمييز بين نوع وآخر من أنواع التفكير وربما كان تعدد أوصاف التفكير وتسمياته احد احد الشواهد على مدى اهتمام الباحثين بدراسة التفكير وفك رموزه منذ بدأت المحاولات الجادة لقياس الذكاء بعد منتصف القرن التاسع عشر .
ومما لاشك فيه فان للبيئة أثرا كبيرا على أفراد المجتمع فهي تملي عليهم أنماطا سلوكية معينة ولذا يرى ستيرتبيرغ (Sternberg 1`997) ان بعض الثقافات تؤدي إلى أساليب تفكير معينة دون غيرها وهذا ما أكدته نتائج الدراسات التي قارنت بين أساليب التفكير في أقطار مختلفة إذا أكدت دراسة هونج وسيسكو( Haung and Sisco 1994) تفوق الطلبة الصينيين في أسلوب التفكير العملي على طلبة الأمريكيين كما أكدت دراسة حبيب عام 1995 إلى وجود فروق في أساليب التفكير ترجع لاختلاف البيئة إذا ارتفع مستوى التفكير التحليلي والواقعي لدى الطلاب المصريين بينما ارتفع مستوى التفكير العملي لدى الطلبة الليبيين
كما أوضحت احد الدراسات منها دراسة هاربسون وبرامسون إلى وجود الفروق بين السيطرة النصفية للدماغ وبين أساليب التفكير كما أشارت إلى سيطرة النصف الأيسر من الدماغ إلى استخدام التفكير التحليلي والواقعي اما سيطر النصف الأيمن من الدماغ فقد تؤدي الى استخدام أساليب التفكير التركيبي والمثالي ( حبيب ،1996 )
- مفهوم التفكير :
وتوظف كلمة التفكير Thinking في حديثنا اليومي وعند قراءة كتاب معين إذن فالتفكير بمعناه العام يشمل كل أنواع النشاط العقلي أو السلوك المعرفي الذي يتميز بتوظيف الرموز في معالجة الأشياء والأحداث بدلاً من معالجتها عن طريق النشاط الظاهري المحسوس أو المادي.
وعملية التفكير عملية مستمرة في الدماغ لا تتوقف أو تنتهي طالما أن الفرد في حالة يقظة أو حتى كان مسترخياً إلا أن دماغه في حالة نشاط و عمل دائم فهذا النشاط الدائم يسمى بالتفكير،و يرجع الاهتمام بالتفكير الى عهد بعيد في التاريخ فقد أهتم به الفلاسفة اليونان الأوائل (الجنابي1992). وبدأ الكائن البشري يفكر بظواهر الوجود والوجود الإنساني منذ بداية مسيرته الحضارية عبر العصور غير أن الكثير من الأمور ضايقته وهددت بقاءه ولم تكن واضحة الأسباب والعلل وعلى الرغم من قوة الإرادة إلا أنه أخفق في بلوغ الكثير من الأهداف وهنا انعطف الفكر الإنساني نحو الآفاق الروحية والطقوسية التي تألفت منها الحكمة العقلية، والفلسفية والعاطفية للإنسان ،وقد حاول الفلاسفة أن يصلوا الى ماهية التفكير من خلال تعريفهم للعقل وعدوا العقل أحد الأسباب الثلاثة الموصلة الى العلم، وهي : الحواس السليمة، والخبر الصادق، والعقل. أي أن التفكير نتاج لها (الباليساني1989).
ومن الصعب أن يضع المرء حدا فاصلا دقيقا بين الأسطورة والخرافة فالتفكير الأسطوري تفكير العصور التي لم يكن العلم قد ظهر فيها أما الخرافة فهي في الأغلب التفكير المرتبط بالمعتقدات الدينية الخاطئة ، تباينت وجهات النظر العلماء والباحثين حول تعريف التفكير سوف نستعرض عددا منها :
أ. مفهوم التفكير لغويا
- تعريف لسان العرب لابن منظور.
جاء في لسان العرب لابن منظور "التفكير اسم التفكير" و من العرب من يقول "الفكر، الفكرة، و الفكرى" و يقول الجوهري (التفكير: التأمل و الاسم )
ب. مفهوم التفكير اصطلاحا
- تعريف موسوعة علم النفس (1977).
يعرف التفكير بمفهومه العام: هو (كل نشاط ذهني أو عقلي يختلف عن الإحساس، و الإدراك الحسي أو يتجاوز الاثنين إلى الأفكار المجردة).
او هو البحث عن المعنى سواء أكان هذا المعنى موجودا بالفعل ونحاول العثور عليه والكشف عنه او استخلاص المعنى من أمور لا يبدو فيها المعنى ظاهرا ونحن الذين نستخلصه او نعيد تشكيله من متفرقات موجودة
و بمعناه الضيق: (هو كل سيل أو مجرى من الأفكار تبعثه و تثيره مشكلة أو مسألة قيد الحل، مثلما يشير للنظر إلى الأمور، و تقليبها و تفحصها بقصد التحقق من صحتها أو ضبطها). فالتفكير سيل أو توارد غير منتظم أحيانا من الأفكار و الصور و الذكريات و الانطباعات العالقة في الذهن (رزوق،1977).
- جون ديوي Dewey, 1933
بانه ذلك الإجراء الذي تقدم فيه الحقائق لتمثل حقائق أخرى بطريقة تستقرىء معتقدا ما من طرق معتقدات سابقة عليه
- ديبوتو : Debono 1985
يرى ان التفكير هو العملية التي يمارس الذكاء من خلالها نشاطه على الخبرة أي انه يتضمن القدرة على استخدام الذكاء الموروث وإخراجه الى ارض الواقع .
- اما كوستا Costa
- تعريف معجم علم النفس (1971)
و ورد فيه( ان التفكير هو تغليب النظر في مظاهر الخبرة الماضية داخليا أو سلسلة من الأفكار أو عملية أستثارة فكرة أو افكار ذات طبيعة رمزية و يبدؤها عادة و جود مشكلة و تنتهي باستنتاج أو استقراء (عاقل ،1971).
- باريل Barell
يرى التفكير بمعناها البسيط يمثل سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عند تعرضه لمثير ما بعد استقباله عن طريق إحدى الحواس الخمس
- اما موسوعة علم النفس التربوي
يرى التفكير مفهوم افتراضي يتضمن سيلا او تواردا غير منظم من الأفكار والصور والذكريات والانطباعات العالقة في الذهن
- فينك Vinacke 1952
انه ينشا كاستجابة لموقف مشكل في العالم الخارجي
•- كوستا1985 Costa
بانه المعالجة العقلية للمدخلات الحسية ذلك تشكل الأفكار، و بالتالي قيام الفرد من خلال هذه المعالجة بادراك الأمور و الحكم عليها
•- شانر1961
•- بقوله: هو ذلك النشاط العقلي الداخلي الذي نقوم به كلما جد لدينا سؤال يتطلب اجابة أو مشكلة تحتاج إلى حل أو قرار يجب ان يتخذ
•- روبرت سولسو Robert Solo1988
بأنه (عمليات عقلية معرفية الاستجابات المعلومات الجديدة بعد معالجات معقدة تشمل التخيل و التعليل و إصدار الأحكام، و حل المشكلات
•- مفهوم الإبداع لغويا
الإبداع لغةً ابتداء الشيء او صنعة على غير مثال سابق ، اذ جاء تعبير ( بديع السموات والارض ) في القرآن الكريم في كل من سورتي ، البقرة وسورة الأنعام {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }البقرة117 {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }الأنعام101. وفسرت كلمة " البديع " بالمحدث العجيب . والبديع : مبدع ،
أي ان الله سبحانه وتعالى خالقها ومبدعها ، فهو الذي أنشاها على غير مثال سابق
( ابن منظور ، 1956 ) . وجاء في القاموس المحيط بدعة يبدعه بدعا بدأه وأنشأه واخترعه على غير مثال سابق . ( الفيروز آبادي ، د. ت) .
ويبدو هنالك تقاربا بين مصطلحي ( الإبداع ) و ( الابتكار ) ، حيث جاء معنى الابتكار في مختار الصحاح " ابتكر الشيء ... استولى على باكورته " . " كل من بادر إلى الشيء فقد أبكر إليه " ( الرازي ، 1983 ) . وجاء في المعجم الوسيط ، " ابتكر
الشيء : ابتدعه على غير مسبوق اليه.
في اللغة الانجليزية تشتق كلمة إبداع ( Creativity or Creativeness ) من كلمة الخلق
( Creation ) ، والفعل يخلق ( Create ) أصله اللاتيني ( Creare ) ومعناها يخرج الى الحياة او يصمم او ينشيء او يخترع او يكون سببا . ( عيسى ، 1993 ) .
ويرى كاتينا ( Khatena, 1975 ) ، ان اصل كلمة إبداع ( Creativity ) كما ورد في قاموس ويبستر ( Webester, 1962 ) يعود الى المصطلح اللاتيني " Kere " الذي يعني النمو او سبب النمو . والفعل الانجليزي يبدع ( Create ) يعني يوجد او يصنع او يؤصل ( Originate ) ، ومن يتصف بهذا الوصف يكون مالكا للقدرات الإبداعية .
والاسم ( Creativity ) يشير إلى خاصية الإبداع او القدرة على الخلق .
( العمري ، 1998) .
- مفهوم الإبداع اصطلاحا
لا يوجد تعريف جامع لمفهوم الإبداع ، وقد يرجع سبب ذلك الى ان الإبداع ظاهرة متعددة الجوانب ، وكذلك الى اختلاف وجهات نظر الباحثين للإبداع باختلاف مدارسهم الفكرية ومنطقاتهم النظرية . ( الطيطي ، 2001 ) عرفه كل من :-
•- تعريف هرمز وإبراهيم 1988
استعداد ذهني لدى الفرد هيأته بيئته لان ينتج شيئا جديدا غير معروف سلفا كتلبية متطلبات الواقع الاجتماعي .
- كورت 1998
بانه القدرة على إنتاج الأفكار الأصيلة والحلول باستخدام التخيلات والتصورات مثلما يشير إلى القدرة على اكتشاف ما هو جديد إعطاء معاني للأفكار .
- اوزبل ( Osebel )
يرى ان الإبداع يتطلب ظهور نتيجة فريدة في ضوء
خبرة الشخص السابقة ،
- البرت 1996
•- على انه مجموعة من المهارات المعقدة والتي تتضمن القدرة على العمل باستقلالية والفضولية والتفكير غير التقليدي والانفتاح على الخبرة الجديدة
•- تعاريف التفكير الإبداعي
عرفه كل من :-
- اولسون Olson 1999
بأنه عملية ذهنية يتم فيها توليد الأفكار وتعديل الأفكار من خبرة معرفية سابقة وموجودة لدى الفرد فلا يمكن تكوين حلول جديدة للمشكلات .
- دينكا Dinca 1993
التفكير الإبداعي على انه عملية ذهنية تهدف الى تجميع الحقائق ورؤية المواد والخبرات والمعلومات في ابنية وتراكيب جديدة لاضاءة الحل ( العتوم والآخرون ،2007)
- جيلفورد Guilford , 1959
" انه تفكير في نسق مفتوح يتميز الإنتاج فيه بتنوع الإجابات المنتجة والتي لا تحددها المعلومات المعطاة " . ( الطيطي ، 2001) .
- تورانس Torrance , 1962
" انه عملية يصبح فيها الشخص حساساً للمشكلات ، مع ادراك الثغرات والمعلومات والبحث عن الدلائل للمعرفة ، ووضع الفروض واختبار صحتها ، ثم اجراء التعديل على النتائج " . ( السرور ، 2002 ) .
- كامل 1996
" انه أسلوب فكري يستخدمه الشخص في إنتاج اكبر عدد ممكن من الأفكار
حول مشكلة يتعرض لها ، وتتصف هذه الأفكار بالطلاقة والمرونة والأصالة " .
( محمد ، 2003) .
-هارز Harris, 1998
" انه القدرة على التخيل او اختراع أشياء جديدة عن طريق التوليف بين الأفكار وتعديلها او تغييرها . ( Harris, 1998 ) .
- الشيخلي 2001
" انه نوع من التفكير يهدف الى اكتشاف علاقات وطرائق جديدة وغير مألوفة لحل مشكلة قائمة " . ( الشيخلي ، 2001 ) .
- غانم ( 2004 )
" انه نشاط ذهني متعدد الوجوه يتضمن إنتاجا جديداً وأصيلا وذا قيمة من قبل الأشخاص والجماعات " . ( غانم ، 2004 ) .
- تيرنر Turner 1994
بانه محاولة البحث عن طرق غير مألوفة لحل مشكلة جديدة او قديمة ويتطلب ذلك طلاقة الفكر ومرونته .
- ميدر Meader 1998
هو نمط تفكيري مكون من عنصرين هما التفكير المتقارب الذي يتضمن إنتاج معلومات صحيحة ومحددة تحديد ا مسبقا او متفق عليها حيث تتدنى الحرية في هذا النشاط الذهني اما التفكير التباعدي فهو يستخدم لتوليد وإنتاج واستلهام الأفكار المختلفة والمعلومات الجديدة من معلومات اومشاهدات معطاة أي إنتاج أشياء جديدة اعتمادا على خبراتهم المعرفية
- ليبمان Lipman 1991
على انه من مكونات التفكير عالي الرتبة باعتباره يمثل مهارة تفكير عالية الرتبة ويتطلب مصادر معرفية متعددة في حالة التعامل مع المهمة الصعبة بحيث يكون هناك إمكانية عالية نحو الفشل .
- أنواع التفكير
تشير مراجع التفكير إلى ان هناك أنماط وأنواع وأشكال متعددة من التفكير ومن تصنيفات أشكال التفكير إلى الأشكال الأولية والأشكال المركبة او الأشكال السطحية والعميقة وقد تبين ان العلماء والباحثين يؤكدون على ان للتفكير أنواعا عديدة ، لذا يجب عليهم التمييز بين كل نوع عن الآخر وهذه الخطوة ما هي إلا دليل الاهتمام بدراسته وفك رموزه .
سوف نستعرض بشكل موجز لبعض هذه الأنواع لإعطاء القارئ العزيز فكرة عنها
وهي كما يأتي :
•1- التفكير العلمي : Scientific Thinking
هو نشاط عقلي منظم قائم على العمل والبرهان والتجربة ويستخدمه الإنسان في معالجة مواقف مجبرة واستقصاء المشكلات بمنهجية سليمة منظمة في نطاق مسلمات عقلية واقعية .
هو ذلك النوع من التفكير المنظم الممكن استخدامه في حياتنا اليومية من عمل او غيره او في العلاقات مع العالم المحيط وهو مبني على مجموعة من المبادئ التي يطبقها الفرد وهو ينبثق من المعرفة ويتضمن المنطق وحل المشكلات والتفكير بأحداث الحياة اليومية بشكل منظم وتراكمي وهو تراكمي
وهو تفكير هادف يوصل الفرد الى الفهم وتفسير الظواهر المختلفة والتنبؤ بحدوثها .
أي بمعنى آخر هو عملية ذهنية تعتمد على العلم ونتائجه وعلى العقل والبرهان ويهدف الى فهم الظواهر وتفسيرها والتنبؤ بها أيضا ويهدف الى حل المشكلات وتفسيرها ومعرفة أسبابها عن طريق تحليلها ويقوم على الملاحظة والاستقرار والاستنتاج ويستطيع الكشف عن القوانين التي تتحكم في الظواهر المختلفة ويؤدي إلى ولادة معارف جديدة
2-التفكير الناقد Critical Thinking.
يعتبره البعض تفكيرا شاملا معقولا يعتمد على ما يعتقد به الفرد او يقوم بأدائه ويتضمن قابليات وقدرات ويعتبره البعض استدلالا منطقيا وهو يعتمد على الدقة في ملاحظة الوقائع التي لها علاقات بموضوعات معينة من اجل مناقشتها وتقويمها ومن ثم استخلاص النتائج بطريقة منطقية سليمة والاعتماد على الموضوعية العلمية والابتعاد عن العوامل الذاتية كالأفكار السابقة والعاطفية ويعتبره البعض بانه قرار مدروس بشكل جيد من الفرد لقبول او رفض موقف ما بحيادية تامة .
او هو اتخاذ القرار الجيد المدروس لرفض أو قبول أو تعليق الحكم على شيء ما
3- التفكير الإبداعي أو الأبتكاري Creative Thinking
هو مظهر سلوكي في نشاط الفرد يظهر من خلال تعامله مع أفراد المجتمع ويتسم بالحداثة وعدم النمطية او جمود الفكر مع انتاج يتصف بالجدة ونتكلم بالتفصيل عنها بعد قليل
هو عملية صب عدة عناصر يتم استدعاؤها في قالب جديد يحقق حاجة محددة أو التوصل الى نواتج أصيلة لم تكن معرفة سابقا.
يعني قدرة الإنسان على إبداع ما هو فريد من نوعه أو خارق للعادة الأمر الذي يدفع الإنسان الى ابتكار الجديد.
4-التفكير الخرافي (Superstitious Thinking).
: وهو ربط أفكار الفرد بروابط غير حقيقية فبعض الأفراد يصطنعون أحداث أسبابا لا تبدو مسببة او تحدث صدفة بطريقة عشوائية حيث يقيمون بينها سببية تفتقر الى علاقة مفهومة وهو تطبيق وهمي لترابط المعني عن المشابهة والاتصال يقوم على أمور غير عقلانية وهو يفسر الحوادث بتفسير ترتبط بحقائق واقعية ملموسة بل يعزوها الى أسباب فوق طبيعية وعلى أساس عقلاني غامض يعتمد الخيال غير القابل للتبرير على أساس عقلي .
ويقوم على نسبة او عزو الظواهر الطبيعية إلى أسباب ميتا فيزيقية او علل غير صحيحة
هو تفكير غير علمي لا يعتمد على التجربة والأدلة المنطقية بل يعتمد القصص الخيالية والأساطير وفيه ملجأ الفرد الى أسباب غير طبيعية لتفسير او حل مشكلات طبيعية يعزونها الى علل غير صحيحة او غيبية لا يستطيع تحديدها او التحكم فيها .
5- التفكير الاستدلالي :
يقوم صاحبه على استنتاج صحة حكم معين من أحكام أخرى
يعتمد هذا الأسلوب على المنطق من حيث أن تطبيقه لقواعد عامة صحيحة في البرهنة على صحة القضايا الخاصة ، فنظريات الهندسة تعتبر قواعد عامة صحيحة لأن صحتها تثبت بالبرهان ويعتبر كل تمرين قضية خاصة.وعند استخدام التفكير الاستدلالي يجب ملاحظة أن كل خطوة من خطواته لابد وأن تستند إلى قاعدة صحيحة ، وأي خطوة ليس لها هذا السند لا تعتبر صحيحة
6-التفكير المنطقي: Logical Thinking:
يتضمن هذا النوع من التفكير عمليات ذهنية راقية يكون فيها الفرد حيوياً فاعلاً ويتطلب مخزوناً معرفياً منظماً مدمجاً في بناء الفرد المعرفي كما يتطلب انتباهاً مستمراً لتحقيق الهدف، ويبدأ التفكير المنطقي بخبرات حسية ثم يتطور الى خبرات متدنية التجريد ثم الى خبرات أكثر تجريداً ويسمى هذا النمط من التفكير بتفكير الصندوق الزجاجي .
ويحدث التفكير المنطقي عندما يواجه الفرد مشكلة ما لايجد لها حلا جاهزا أو أسلوب تجريبيا، لانه يمارسه لمحاولة معرفة الأسباب والعلل التي تكمن وراء الأشياء وهو يقوم على أدلة وبراهين نظرية يوصف بأنه تفكير قصدي موجه ويتضمن بذل مجهود فكري كبير .
ويعد التفكير المنطقي النوع الأكثر تعقيداً من بين أنواع التفكير الأخرى إذ يجمع بين التفكير الذي هو عبارة عن نشاط ذهني يستخدمه الفرد كلما جَدَّ لديه سؤال يتطلب إجابة أو مشكلة تحتاج إلى حل أو قرار يجب ان يتخذ، والمنطق (الذي يقصد به علم النفس الواضح) ومن ثم فالتفكير المنطقي هو الذي يمارس عند محاولة تبين الأسباب والعلل التي تكمن وراء الأشياء ومحولة معرفة نتائج ما قد نقوم به من أعمال. ولكنه أكثر من ذلك إذ يعني الحصول على أدلة تؤيد أو تثبت صحة وجهة نظر معينة أو تنفيها
ويؤكد كلوز ماير Klooz mayor على أن استخدام مفهوم التفكير المنطقي The logical Thinking يرتبط بتطور التفكير الإجرائي المجرد أو الشكلي ويصبح الفرد قادراً على تطبيق القواعد المنطقية التي تقوده إلى الإبداع في مجالات مختلفة
أما سولسو 1988 Solso أشار إلى أن التفكير المنطقي يتضمن:
البحث عن الأسباب الكامنة و راء الأشياء و الأحداث.
دراسة نتائج الأعمال قبل أداءها من الفرد.
تحليل المقدمات و تفسيرها ثم توحيدها مع تخفيف الانسجام فيما بينها و اختبار الرموز أللفضية لوصفها، ويعد التفكير المنطقي أحد أشكال التفكير العلمي السليم وله منهاج واحد في أي مادة من مادة العلم لا فرق في ذلك بين علوم طبيعية وعلوم إنسانية فهو محكوم بقواعد وقوانين ومعايير خاصة.كما ان التفكير المنطقي يتأثر بالثقافة التي يعيش ضمنها الفرد
7- التفكير التأملي أو تفكير حل المشكلة
Reflective Thinking or Problem Solving
يعد التفكير التأملي أحد أنماط التفكير التي يلجأ إليها الفرد عندما يواجه موقف أو مشكلة تحتاج إيجاد حل مناسب، إن هذا النوع من التفكير من العمليات العقلية العليا والتي تطرق إليها جون ديوي في كتابه كيف نفكر منذ عام (1910) إذ أكد على أن نماذج التعليم التي تقدم للطلبة سوف تساعدهم على تطوير طرائقهم الخاصة والتأمل عند النظر إلى العالم والقدرة على مواجهة أي موقف مفترض أو حل أية مشكلة تواجههم، وقد استخدم جارلز هابارد (Charles Hubbard, 1920) مفهوم التفكير التأملي عندما ركز على حل المشكلات الاجتماعية، وفي عام 1960 أكد كوردول وفيليب أن التفكير التأملي يجب أن يستخدم كأحد طرائق التعليم
8- التفكير الترابطي
وهو ربط صاحب هذا النوع من التفكير بين المثيرات والاستجابات في المواقف المختلفة التي تواجهه ويأتي هذا النوع من التفكير نتيجة التكرار والمحاولة والتعلم .
9- التفكير الشامل
وهو تفكير موجه يتم فيه توجيه العمليات التفكيرية الى أهداف محددة ويعتمد على الاستنباط والاستقراء لكي يصل الفرد لحل مشكلته
10- التفكير ألاستبصاري
وهو نوع من التفكير يصل فيه الفرد الى حل فجأة وذلك من خلال قيامه بالتفكير بالمشكلة بشكل جاد وإدراك العناصر فيها والعلاقات حتى تأتي مرحلة الاستبصار
11- التفكير عالي الرتبة :Higher Order Thinking
بأنه التفكير الغني بالمفاهيم والذي يتضمن تنظيما ذاتيا لعملية التفكير ويسعى إلى الاستكشاف والتساؤل خلال البحث والدراسة او التعامل مع مواقف الحياة المختلفة
12- التفكير التسلطي
وهو تفكير يحكم على الفورية والتلقائية والنقد والإبداع بالإعدام وقد يرجع سبب تبنيه إلى أساليب التنشئة الاجتماعية الخاطئة وهو تفكير مغلق ويتمسك صاحبه بالأفكار المتطرفة التي يتصف بالجمود والثبات والميل الى القبول المطلق او الرفض المطلق مع مقارنة التغيير وعدم تحمل الغموض او الضغوط النفسية ويمتاز صاحبه بنظرة سطحية للحياة وعدم التشاؤم إزاء المعتقدات وهو معادي للتفكير العلمي ويسود هذا التفكير بين العسكريين كالقول (نفذ ثم
ناقش ) ما انه لا يساعد على التكيف لأنه يخلق الخوف في نفوسهم ويقتل الثقة بالنفس والجرأة والمبادرة .
13- التفكير المساير او التوفيقي
ويتصف صاحبه بالمرونة وعدم الجمود والقدرة على استيعاب ويظهر صاحبه تقبلا لأفكار الآخرين ويغير من أفكاره ليجد طريقا وسيطا يجمع بين طريقته في المعالجة وأسلوب الآخرين فيها وهو يفق الفجوات الذهنية بين الأفراد في القرارات لحل مشكلة ما ويميل إلى ربط أفكار الفرد بأفكار الآخرين الأمر الذي يساعد الفرد على التخلص من الصعوبات التي يواجهها وتبني سياسة الأخذ والعطاء في كل موقف .
14- التفكير التصوري
يعتمد صاحبه على استخدام وسائط رمزية للتفاعل مع العالم الخارجي من اجل تكوين المفاهيم ويرتبط بقدرة الفرد على التفكير المجرد .
15- التفكير ما وراء المعرفي : Meta Cognitive Thinking
ويعد هذا النمط من التفكير من أعلى مستويات التفكير حيث يتطلب من الفرد ان يمارس عمليات التخطيط والمراقبة والتقويم لتفكيره بصورة مستمرة كما يعد من أنماط التفكير الذاتي المتطور والذي يتعلق بمراقبة الفرد لذاته وكيفية استخدامه لتفكيره أي انه التفكير في التفكير .
- خصائص التفكير :
سبقت الإشارة إلي أن التفكير عملية معقدة ، ومستوي التعقيد فيها يعتمد بصورة أساسية علي مستوي الصعوبة أو التجريد في المثير أو المهمة المطلوبة ، فعندما يسأل المرء عن اسمه مثلاً أو عن رقم هاتفه فإنه يجيب بسرعة دون أن يشعر بالحاجة إلي بذل جهد عقلي ، ولكن إذا طلب من نفس الإنسان أن يقدم تصوراً لمجتمع بدون مدارس ، فإنه بلا شك سيجد نفسه أمام مهمة صعبة تتطلب بذل نشاط عقلي أكثر تعقيداً .
- خصائص التفكير الإبداعي
•1- يعكس التفكير الإبداعي ظاهرة متعددة الأوجه والجوانب حيث انه قدرة على الإنتاج الجديد .
•2- يمكن وصفه بجدة إلا ينتصف بالمرونة والطلاقة الفكرية او الأصالة والحساسية للمشكلات
•3- يفصح عن نفسه في شكل إنتاج جديد يمتاز بالتنويع ويتصف بالفائدة والقبول الاجتماعي بشكل عام
- أشار المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين عام 2002 إلى ان التفكير الإبداعي يقوم على عدد من الافتراضات الأساسية الآتية وهي :
1- الإبداع مهارة يمكن لكل فرد لديه الاستعداد ان يتعلمها من خلال مادة تعليمية او تدريبية مثلا موقف نص او درس ........
2- الإبداع ليس حكرا على الطلبة المتفوقين او الأشخاص ذوي الذكاء العالي كما أنها تعتمد على أهداف الفرد وعملياته الذهنية وخبراته وخصائصه الشخصية
3- الإبداع يعني التحرر من الخوف والمنع لذلك فان إيجاد الفرد المبدع يعتمد على الوسط البيئي المناسب والمعلم الجيد
4- الفكرة المبدعة فكرة ضعيفة هشة لا تصمد للنقد في بدايتها واذا أصدرت عليها حكما سريعا فانك ستقتلها
5- الفرد المبدع يفترض ان الآخرين مبدعون . ( العتوم وآخرون ،2007)
- نظريات التفكير الإبداعي
- وجهة النظر الإسلامية في التفكير:
الإسلام روح التفكير لأن نظريته كتاب الله المقروء وهو القرآن وكتاب الله المنظور وهو الكون. وبين الله تعالى بأن التفكير والتذكر يكون لأصحاب العقول فقط
(الباليساني، 1989 ) .
وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تخص التفكير والعقل بصيغ وألفاظ ومعان مختلفة جميعها تدعو العقل إلى النظر والتأمل دعوة صريحة ومباشرة وفيها تضمن لمشتقات العقل ووظائفه، ويخاطب الله سبحانه وتعالى في كتابة العزيز أصحاب العقول بقوله تعالى {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر9
{أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ }الرعد19
{يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ }البقرة269
{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ }آل عمران190
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }ص29
{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ }العنكبوت43
{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الحشر21
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }البقرة164
{إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }يونس24
{وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الرعد3
{يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }النحل11
{بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }النحل44
{ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }النحل69
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21
{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الزمر42
{وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الجاثية13
{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الحشر21
{وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الأعراف176
{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }آل عمران191
وعملية التفكير هي التي توصلنا الى الفهم الصحيح الى العمليات العلمية تحت الاستقصاء من جهة والنظرة العقلية من جهة أخرى بغية فهم حقيقة مكونات الوجود بما فيها الانسان وقد كان للفلاسفة والعلماء العرب إسهام كبير في توجيه العقول الى أهمية الملاحظة الحسية الدقيقة بالنسبة للتفكير السليم فالإسلام لا يتنافى مع العقل ولا مع العلم فهو دين عقل، وفكر، ونظر ولم يحجر على العقل ولا على التفكير بل حث صاحب العقل الى التفكير والتأمل
(عفيفي، 1977).
وكان الاهتمام بالعمليات العقلية بشكل عام والتفكير بشكل خاص ماثلا في التراث العربي فلم يكن الفكر العلمي العربي ناقلا للفكر اليوناني ومقلدا له بل كان على الدوام فكرا نقيا يحتوي الحقيقة ويطلبها إذ تميز هذا الفكر بالتجربة الاستقرائية.
وقد برز عدد كبير من الفلاسفة والعلماء في شتى ميادين المعرفة فأنشئوا علوما صورية واستخدموا مناهج البحث التجريبي والاستقراء والتجارب العلمية ومنهم (ابن خلدون ) الذي أولى عناية فائقة بالرياضيات لأنها تنشط العقل وتعلمه التفكير السليم ويرى أن العقل في تفتح مستمر و جابر بن حيان الذي أعطى الجبر حقه واستخدم التجارب العلمية التي سماها بـ (التدريب) كما ربط الخوارزمي بين الجبر والهندسة وبهذا أنشأ الهندسة التحليلية أما (أبو يوسف بن يعقوب الكندي) يعتبر الرائد ،الأول في إدخال الفلسفة في الإسلام ومن الأوائل الذين اهتموا بالعقل والتفكير ومن مؤلفاته كتاب (العقل) الذي كان له أهمية خاصة في تاريخ علم النفس لدى المسلمين . (السامرائي، 1988)
- الإبداع من وجهة نظر نظرية التحليل النفسي :
يرى فرويد ( Frued ) ان الابداع هو عبارة عن وسيلة دفاعية تدعى الإعلاء
( Sublimation )والذي يرى ان الابداع ينشأ بسبب الصراع النفسي بين المحتويات الغريزية الجنسية والعدوانية ( اللاشعورية ) وبين الحياة الواقعية للمجتمع .
كما ربط الابداع باللعب
اما يونك يعتقد ان العقدة الابداعية تتطور بشكل لا واع في البداية وتستمر في التطور حتى لحظة معينة لتخرج الى الوعي
ويؤكد ادلر ( Adler ) ان الإبداع ينتج بسبب الشعور بالنقص ، لان الشعور بالنقص العضوي يدفع الشخص الى مواجهته وبشجاعة وذلك عن طريق التعويض .
- التفكير الإبداعي من وجهة نظر النظرية السلوكية : -
يرى أصحاب هذه النظرية أن التفكير هو سلوك متعلم يخضع لقوانين ومبادئ التعلم التي تحكم أي سلوك آخر، وترى أن هذا السلوك يدعم ويتم تعميمه على مواقف أخرى استناداً إلى النتائج التي يحصل عليها وكمية التعزيز فهي تنظر إلى التفكير بحل المشكلة على انه استجابة لموقف أو مثير معين، والفرد يستخدم عادات وأنماط معينة من السلوك على شكل هرمي حسب قوة ارتباطها بالموقف وفقاً لمبدأ المحاولة والخطأ الذي جاء به ثورندايك، فالفرد يبدأ باستخدام أنماط سلوكية بسيطة وينتقل بها تدريجياً إلى الأكثر تعقيداً لإيجاد الحل الأنسب مع الكشف عن حلول بديلة وارتباطات جديدة
اما سكنر يرى ان هنالك تفاعل بين عاملي الوراثة والبيئة في حدوث الإبداع ويرى ان التفكير الإبداعي هو ذلك النمط من التفكير الذي يلقى التعزيز الايجابي او الإثابة
مما يؤدي الى إمكانية استمراره .....
ويعد واطسون ( Watson ) من رواد هذه النظرية ، والذي يرى انه يتم التوصل الى الاستجابة الابداعية عن طريق تناول الكلمات او التعبير عنها حتى نصل الى نمط جديد ، إلا ان عناصر التكوين تكون كلها قديمة ( جزء من المخزون السلوكي لدى الشخص ) ،
وما يحدث هو تركيبها في انماط جديدة نتيجة للتغيير المستمر في أنماط المثير .
( الصراف ، 1999 : 22 ) .
- التفكير الإبداعي من وجهة نظر الاتجاه الإنساني
يرى أصحاب هذا الاتجاه منهم ابراهام ماسلو (Maslow) ان الإفراد جميعا لديهم القدرة على الإبداع وان تحقيق هذه القدرة يعتمد على المناخ الاجتماعي الذي يعيشون فيه
ويميز ماسلو بين الشخص المبدع المحقق لذاته والشخص المبدع ذي الموهبة الخاصة فهو يفهم ان الشخص المبدع المحقق لذاته يعيش العالم الحقيقي من الطبيعة أكثر من أولئك الذين يعيشون عالم النظريات والمجردات
اما روجرز ٌRogers يفترض انه لابد من وجود شي يمن ملاحظته أي إنتاج للإبداع ولابد ان يكون هذا الإنتاج أصيلا
فهو يعرف العملية الإبداعية على انها ظهور إنتاج أصيل ينمو من فردية الفرد والمواد والإحداث وظروف الحياة
- التفكير الإبداعي من وجهة نظر نظرية الجشطلت : -
تؤكد هذه النظرية على ان الشخص المبدع لديه حساسية جمالية تمكنه من انتقاء الاختيار الوحيد المطروح من بين عدة اختيارات ، وهذا الاختيار الوحيد يسمى
( Good Gestalt ) . ( صالح ، 1988 ) .
وانطلاقا من تفسير هذه النظرية للإبداع ، فقد توصل علمائها الى مجموعة من القوانين التي تحدد العلاقة بين الكليات والأجزاء ، ومن اهم هذه القوانين ما يأتي : -
1-الامتلاء ( Pragnanz ) : ويعني ان الكل اكبر من مجموع الأجزاء ، وان إدراك الكل سابق لأدراك الأجزاء .
2-القرب ( Proximity ) : ويقصد به ان الأشياء المتقاربة نسبيا تبدو وكأنها مجموعة واحدة .
3-التشابه ( Simitarity ) : ويعني ان الأشياء المتشابهة تظهر وكأنها مجموعة واحدة .
4-المصير الواحد ( Common Fate ) : ويقصد به ان الأشياء المتحركة في حالة واحدة تبدو كأنها مجموعة واحدة .
5-الاستمرارية ( Continuity ) : وتعني ان الأشياء المرتبة لان تأخذ أسلوبا معينا في الاستمرارية تطغى على الأشياء التي يحدث تبدل في اتجاهها .
6-الإغلاق ( Closure ) : ويقصد به ان الأشياء الناقصة توحي على أنها كاملة وتعامل كما لو كانت كاملة فعلا .
- ويرى فرتهايمر ( Wertheimer )
التفكير الإبداعي يبدأ عادة مع مشكلة ما وعلى وجه التحديد تلك التي تمثل جانبا غير مكتمل - ناقصا بشكل او بأخر - وعند صياغة حل للمشكلة ينبغي ان يؤخذ الكل بعين الاعتبار اما الأجزاء فيجب فحصها وتدقيقها ضمن اطار الكل ، ويميز ( فرتهايمر ) بين الحلول القائمة على اساس التعلم ، والحلول التي تاتي صدفة وبين الحل الإبداعي ، والفكرة الإبداعية عند ( فرتهايمر ) هي التي تظهر فجأة على اساس الحدس وفهم المشكلة وليست التي تاتي على اساس السير المنطقي .( روشكا ، 1989 ) .
- التفكير الإبداعي من وجهة نظر النظرية الترابطية : -
تندرج هذه النظرية ضمن المذهب الترابطي . ومن ابرز أنصار هذه النظرية مالتزمان ( Maltzman ) وميدنيك ( Mednick ) ، اللذان يريان في الابداع تنظيما للعناصر المترابطة في تراكيب جديدة متطابقة مع المقتضيات الخاصة ، او تمثيلا لمنفعة ما ، وكلما تكون العناصر الجديدة الداخلة في التركيب اكثر تباعدا يكون الحل اكثر ابداعا .
( روشكا ، 1989 ) .
ويعرف ميدنيك ( Mednick ) الإبداع على انه الوصول إلى تكوينات
جديدة من عناصر ارتباطية تحت شروط معينة ، على ان تكون ذات فائدة .
ويرى ميدنيك ( Mednick ) ان الحل الإبداعي يتم التوصل اليه بثلاثة أساليب هي : -
أ-المصادفة السعيدة ( Serendipity )
وتعني ان العناصر الارتباطية تستثار مقترنة مع بعضها بواسطة مثيرات بيئية تحدث
مصادفة .
ب-التشابه ( Similarity )
ويقصد به ان العناصر الارتباطية تستثار مقترنة مع بعضها نتيجة للتشابه بين هذه العناصر او للتشابه بين المنبهات التي تستثيرها .
جـ-التوسط ( Mediation )
ويعني ان العناصر الارتباطية تستثار مقترنة مع بعضها زمنيا ، عن طريق توسط عناصر آخري معروفة . ويقدم ميدنك ( Mednick ) عرضا للعوامل التي تكمن خلف الفروق الفردية في التفكير الإبداعي ، وهي : -
1-الحاجة الى العناصر الارتباطية .
2-تنظيم الارتباطات .
3-عدد الارتباطات . ( السلطاني ، 1984 ) .
•- التفكير الإبداعي من وجهة نظر النظرية المعرفية : -
تهتم هذه النظرية بالطرق التي تدرك بها الأشياء ، وكل ما يتعلق بالأساليب المعرفية ، ويمثل الإبداع وفقا لوجهة نظر هذه النظرية طرائق الحصول على المعلومات ودمجها من اجل البحث عن الحلول الأكثر كفاءة ، كما يؤكد أصحاب هذا المنحى على أهمية حرية
التفكير والقدرة على التحكم في المعلومات وتشكيلها والإثراء الفكري بالإبداع .
إن الاتجاه المعرفي كان أكثر اقتراباً من طبيعة الإنسان وعملياته الذهنية الحيوية، إذ نظر هذا الاتجاه للإنسان على أنه منظم للموقف والمعرفة ويعالجها ويبني الموقف ويعيد بناءه بهدف استيعابه كما أن هذا الاتجاه يرى أن الأفراد مختلفون في مستوى نشاط وآليات العمل الذهني العاملة والموظفة في الموقف، ومستوى العمل الذهني يتحدد بقضيتين عند اصطحاب الاتجاه المعرفي، هما:
1. طبيعة البنى المعرفية التي طورها الفرد جراء تفاعلاته النشطة في الموقف والخبرات التي حصلت لديه جراء ذلك.
2. مستوى العمليات الذهنية الموظفة في الموقف أو الخبرة والتي تحدد عادةً بخبرة المتعلم واستراتيجياته المتطورة ووحدة الزمن المستخدمة لإدخال الخبرة إلى الذهن،
(قطامي، 2001).
وحسب وجهة النظر المعرفية فان التفكير الإبداعي هو تفكير تظهر فيه حالات سيطرة الوعي والتفاعل الذهني في المواقف الإبداعية وعليه فان الإبداع يتضمن عمليات ذهنية كالانتباه والإدراك والوعي والتنظيم والترميز والوصول في النهاية الى تشكيل او إبداع خبرة جديدة ، اما شنك Schank يرى الإبداع على انه عملية دينامية حيث تبدأ من مرحلة توليد الأفكار الجديدة مما هو معلوم الخبرات السابقة لدى الفرد وان التذكر قدرة ذهنية فاعلة في العملية الإبداعية والتي تتطلب توافر مخزون معرفي من المفاهيم والتعميمات والتفسيرات والإبداع يتكون من عمليتي البحث والتعديل ويرى ان اهم عنصرين في العملية الإبداعية هما
•- القدرة على اكتشاف موضع الخطأ او الخبرة المعروضة
•- القدرة على إثارة الأسئلة الصحيحة فالإبداع ينجم عن الحاجة الملحة لتصحيح الأخطاء وفهم ماهو غير مألوف في العالم المحيط بنا وتفسير القضايا الشاذة عندما يتم تحديد موضع الخطأ ثم تبدا بتفسير ذلك .
تعليم مهارات التفكير يعني تعليم الطلبة بصورة مباشرة وغير مباشرة كيفية تنفيذ مهارات التفكير الواضحة المعالم كالملاحظة والمقارنة والتصنيف والتمييز والتحليل والتركيب ... الخ بصورة مستقلة عن محتوى المادة الدراسية، (غانم، 2004).
هناك ثلاثة مستويات للتعقيد في التفكير من حيث اعتمادها على مستوى الصعوبة والتجريد هي:
المستوى الأول: فوق المعرفي Meta Cognitive ويشمل مهارات التخطيط والمراقبة والتعليم.
المستوى الثاني: المعرفي Cognitive ويشمل التفكير الناقد وحل المشكلات واتخاذ القرارات والتفكير الإبداعي.
المستوى الثالث: ويشمل مهارات التفكير الأساسية كالتصنيف والمقارنة والملاحظة ... الخ.
واستناداً إلى هذه المستويات فان الأفراد يختلفون فيما بينهم في أساليب التفكير والأنماط المعرفية.
ويشير ولبي وجيمس ( Welpy & James ) الى ان العملية الإبداعية تتكون من تحول مرحلي بين مرحلتي الانفتاح والانغلاق ، بينما يشير اوزبورن ( Osborn ) الى ان عملية حل المشكلات تتكون من ثلاثة مراحل هي الكشف عن المشكلة واكتشاف الفكرة والتوصل الى الحل المبدع .
- التفكير الإبداعي من وجهة نظر النظرية العاملية جيلفورد ( Guilford )
وقدم جيلفورد ( Guilford ) تصورا نظريا عن ظاهرة الابداع ، من خلال نظريته عن التكوين العقلي والتي تدعى بنية العقل ( Structure of intellect ) حيث حدد فيها ثلاثة ابعاد للنشاط العقلي عند الشخص ، هي : -
أ-نوع العملية العقلية ( Operations )
ب-نوع المحتوى او المضمون ( Content )
جـ-نوع الناتج او المحصلة ( Prodouct )
ثم قسم جيلفورد هذه الأبعاد الى العمليات العقلية الآتية :
1-المعرفة ( Cognition ):
وتعني تعرف الشخص على مجالات خبراته .
2-التذكر ( Memory ) :
ويقصد به احتفاظ الشخص بخبراته واسترجاعها عند الحاجة .
3-التقويم ( Evaluation ) :
ويعني إصدار الأحكام في ضوء الخبرات السابقة للشخص .
4-الإنتاج ( Production ) :
ويقصد به إعطاء حل لمشكلة تواجه الشخص ، ويقسم الى نوعين هما :
أ-الإنتاج ألتقاربي ( Convergent Production ) :
ويتضمن إنتاج معلومات صحيحة او محددة تحديدا مسبقا متفق عليه .
ب-الإنتاج ألتباعدي ( Divergent Production ) :
ويتضمن إنتاج معلومات متنوعة على ان لا يكون هنالك اتفاق مسبق على محكات الخطأ والصواب . ( السلطاني ، 1984 )
- التفكير الإبداعي من وجهة نظر جان بياجيه .
والتفكير عملية يومية مستمرة مصاحبة للإنسان بشكل دائم وأداء طبيعي يقوم به باستمرار ويشير بياجيه Piaget ان الهدف الرئيس للتربية هو خلق رجال يتمكنون من عمل أشياء جديدة وليس إعادة الأشياء القديمة التي أدتها الأجيال السابقة وتشكيل العقول التي لا تقبل كل شيء يقدم لها من دون تمحيص وتدقيق وتحليل.
ويرى بياجيه ان عملية التفكير تتطلب فهم أو معرفة أربعة مفاهيم رئيسية :
ـ المخططات Schemata انه الفعل البسيط الذي يطوره الفرد خلال عملية نموه الى بناء عقلي معقد (توق وعدس، 1984: 98) ويشير بياجيه الى أن المخططات العقلية تشكل حجر الأساس للتفكير وهي أنظمة مشتقة من الأفعال والأفكار التي تسمح للفرد بتمثل الأشياء والأحداث من حوله ذهنيا لتصبح جزءا من مكوناته. (البيلي وآخرون، 1997).
وتعد المخططات أكثر من سلوك ظاهري فهي البنى التي ينبع منها السلوك وكل مخطط يضم تجمعا كليا لسلسلة من أفعال متميزة ومتناسقة مع جميع المخططات الاخرى (وارد زورث، 1990: 22) ويشير بياجيه الى وجود فروق بين مخططات الصغار والكبار فعند الصغار تكون خارجية مباشرة أما عند الكبار تتم أولا على مستوى عقلي قبل أن تتناول الأشياء مباشرة.
- والتمثل Assimilation : لتمثل Assimilation : هو العملية التي بواسطتها تتوحد عناصر البيئة مع البناء المعرفي للفرد ويعني تطويع البيئة لتتناسب مع وجهات نظر الفرد في الحياة ، ويعني أيضا تقبل معلومات جديدة تدمج ببنائه المعرفي الذي يحدد السكيما (Schemas) أي البناء المعرفي الموجود في الدماغ. أما كيفية حدوث التمثل فهو يحدث عندما يستخدم الناس المخططات الموجودة لديهم لفهم الأحداث والمثيرات المحيطة بهم
(البيلي وآخرون، 1997).
- والمواءمة Accommolation أما عملية المواءمة تعني الإجراءات التي يقوم فيها الدماغ بمزج المعلومات الجديدة بالقديمة أي إعادة تنظيم التراكيب المعرفية الموجودة مسبقا لتناسب المثيرات والخبرات البيئية الجديدة كما أنه يصعب الفصل بين عمليتي التمثل والمواءمة عن بعضها لأنهما تحدثان معا في آن واحد لدى معالجة الأفكار وتشكلان عملية الاحتفاظ والتوازن بين الفرد والبيئة فيكونا تكيف.
أما كانيه (Canee, 1977) فهو يرى أنه عملية عقلية عليا تتضمن قدرات مثل (التنظيم والتحليل والتركيب والاستدعاء) فهو عملية إدراك العلاقة بين موقفين أو أكثر وهنا سوف يكون حل المشكلة مشروط بمعرفة المبادئ والمفاهيم والقدرة على التميز والتعميم وإنه إذا وصل إلى حل للمشكلة ممكن أن يصل إلى درجة الإبداع
- والتوازن أو التعادل Equilibrium تبرز أهمية التوازن عند بياجيه في بنائه المعرفي إذ ينظر الى" الذكاء على أنه أساس في التوازن الذي تسعى اليه كل التراكيب العقلية " . ويشير بياجيه الى أن الموازنة عملية تعادل بين التمثل والمواءمة والتنظيم التي يصفها بالتصرفات المعقدة التي تهدف لتحقيق التوازن وان التغيرات الحقيقية في التفكير تحدث من خلاله
(الأزيرجاوي، 1991)
ويرى بياجيه أن الإنسان ينمي معرفته بالعالم الخارجي من خلال التفاعل بين عوامل النضج الطبيعي وعوامل الخبرة المكتسبة وتنظيم الإنسان هذه المعرفة في تكوينات او بناءات constructs تيسر له التفاعل مع البيئة . وبذلك فان العقل البشري منظومة كبرى مكونة بناءات يخلقها الإنسان ثم يدرك البيئة من خلالها . وهذه البناءات ذات طبيعة مرنة ولذلك فهي قابلة للتعديل والتغيير مع عوامل النضج وعوامل الخبرة المتجددة .
- مكونات الإبداع
ويرى ماكينون ( Mackinnon ان الإبداع يعد ظاهرة متعددة الوجوه أكثر من عده مفهوما نظريا محدد التعريف .
( روشكا ، 1989 ) . ويميز ماكينون بين أربع جوانب او مظاهر أساسية للإبداع ، ويضيف ماكينون انه لا يمكن توضيح مفهوم الابداع الا من خلال الإحاطة الشاملة بالجوانب الأربع الآتية : -
1-الشخص المبدع ( Creative Person ): بخصائصه المعرفية والتطورية
2-الإنتاجية الإبداعية ( Creative product ) : أي ان الإبداع هو ظهور الإنتاج الجديد من خلال التفاعل بين الفرد وما يواجهه من خبرات وه1ا يوصله إلى صورة جديدة
3-العملية الإبداعية ( Creative Process ) : ومراحلها وأنماط التفكير ومعالجة المعلومات
4-الموقف الإبداعي ( Creative Press ) : يقصد به مجموعة الظروف والمواقف المختلفة التي توفرها البيئة للفرد المتعلم والتي تسهل الأداء الإبداعي لديه .
وللتفكير الإبداعي محورين يدور عليهما
- الأول فهو الأصالة :
:
أصالة الفكرة وتميزها وتفردها بسمات خاصة بها عن باقي الأفكار المتاحة
- والثاني فهو الطلاقة :
القدرة على توليد الأفكار والسرعة في التفكير والمرونة في اتخاذ القرارت والوصول للهدف المرجو في هذا الوقت يعتبر التفكير الإبداعي مطلبا ضروريا ً
لمواجهة متطلبات الحياة وتقلباتها المستمرة
يرى جيلفورد ان المكونات الأساسية للإبداع هي كما يأتي :-
1-الطلاقة ( Fluency ) :
يقصد بها القدرة على إنتاج اكبر عدد من الأفكار الإبداعية ، فالشخص المبدع يكون متفوقا من حيث كمية الأفكار التي يقترحها حول موضوع معين في وحدة زمنية ثابتة مقارنة بغيره ، أي انه على درجة عالية من سيولة الأفكار وسهولة توليدها . وهنالك ثلاثة أساليب لقياس الطلاقة هي : -
أ-سرعة التفكير بإعطاء كلمات في نسق واحد .
ب-التصنيف السريع لكلمات في منبهات خاصة .
جـ-القدرة على وضع كلمات في اكبر عدد ممكن من الجمل والعبارات ذات معنى .
2-المرونة ( Flexibility ) :
وهي قدرة الشخص على تغيير حالته الذهنية بتغير الموقف ، أي ان المرونة هي عكس التصلب العقلي ، فالشخص المبدع مطالبا لكي يكون على درجة عالية من المرونة حتى يكون قادرا على تغيير حالته العقلية لكي تناسب الموقف الابداعي ، وهنالك مظهرين للمرونة هما :
أ-المرونة التلقائية : وهي قدرة الشخص على ان يعطي عددا من الاستجابات المنوعة ، والتي لا تنتمي لفئة واحدة او مظهر واحد .
ب-المرونة التكيفية : وهي السلوك الناجح لمواجهة موقف او مشكلة معينة .
3-الأصالة ( Originality ) :
وتعني ان الشخص المبدع ذو تفكير أصيل أي لا يكرر أفكار الآخرين ، حيث تكون أفكاره جديدة وغير متضمنة للأفكار الشائعة . ( السامرائي وآخرون ، 2000 )
- مراحل العملية الإبداعية : -
اختلف الباحثون في تحديد مراحل العملية الإبداعية ، نتيجة لاختلاف الفلسفة التي ينطلقون منها ، والأهداف التي يسعون لتحقيقها ، ففي هذا الصدد ذكر ستاين ( Stein ) ان العملية الإبداعية تمر بثلاث مراحل هي : -
1-مرحلة تكوين الفرضية ( Hypothesis Formation )
تبدأ هذه المرحلة بعد الاستعداد وتنتهي بفكرة ( فرضية ) او خطة جديدة .
2-مرحلة اختبار الفرضية ( Testing Hypothesis )
وتتضمن هذه المرحلة فحص الفكرة او الفرضية واختبارها بدقة .
3-مرحلة التوصل الى النتائج ( Communication of Results )
وفي هذه المرحلة تتم الاستفادة من المعلومات والخبرات في التوصل الى النتائج
( الطليطي ، 2001 )
وفي هذا السياق يرى ( ولاس وماركسبري ) ( Wallas and Marksbery ) ان عملية الإبداع عبارة عن مراحل متباينة ، تتولد إثنائها الأفكار الجديدة ، وهذه المراحل
هي : -
1-مرحلة الإعداد او التحضير ( Preparation )
ويتم فيها تحديد المشكلة ، حيث يتم فحصها من جميع الجوانب ، ويشمل ذلك على تجميع المعلومات والمهارات والخبرات ، عن طريق الذاكرة والقراءات ذات العلاقة . ثم يتم تصنيفها عن طريق ربط عناصر المشكلة مع بعضها ، وهذا يطلق عليه مرحلة التحضير .
2-مرحلة الكمون ( Incubation )
وهي مرحلة تريث وانتظار ، وفيها يتحرر العقل من الشوائب والافكار التي لا صلة لها بالمشكلة ، ويحدث فيها التفكير العميق والمستمر بالمشكلة .
3-مرحلة الإشراق ( Illumination )
وفيها تنبثق شرارة الإبداع ، ويتم فيها ولادة الفكرة الجديدة التي تؤدي الى حل
المشكلة .
4-مرحلة التحقيق ( Verification )
وهي أخر مرحلة من مراحل تطور العملية الإبداعية ، وفيها يختبر
المبدع الفكرة ويعيد النظر فيها ، ثم يجرب الحل ، ويتحقق من نجاحه .
( قطامي وقطامي ، 2001 )
- مستويات الإبداع : -
قسم تايلور ( Taylor , 1959 ) الإبداع الى خمس مستويات هي : -
1-الإبداع التعبيري ( Expressive )
وهو يتمثل في الرسوم التلقائية للأطفال ، ويعد ضروريا لظهور المستويات الأخرى ، ويظهر من خلال التعبير المستقل دون الحاجة الى المهارة او الأصالة او نوعية الإنتاج .
2-الإبداع المنتج ( Productive )
في هذا المستوى يميل الشخص لتقبل النشاط الحر وتحسين أسلوب الأداء في ضوء ضوابط معينة ، مما يؤدي الى ظهور منتجات متكاملة .
3-الإبداع ألابتكاري ( Inventive )
ويتضمن اعمال المكتشفين والمخترعين الذين تظهر عبقريتهم باستخدام المواد والأساليب المبتكرة ، وإدراك العلاقات الجديدة بين الأجزاء التي كانت منفصلة من قبل .
4-الإبداع التجديدي ( Innovative )
ويعتني بتطوير وتحسين أشياء وأساليب كانت موجودة سابقا ، من خلال استخدام المهارات المناسبة لذلك .
5-الإبداع التخيلي او الانبثاقي ( Imaginative or Emergentive )
ويعد أعلى مستويات الإبداع ، ويتحقق عنده ظهور مبدأ او نظرية او مسلمة جديدة
( غانم ، 2004 )
- استراتيجيات تنمية التفكير الإبداعي : -
يرى غالبية التربويين والمختصين بالتربية العلمية الحديثة والأدبيات النفسية الى انه اذا ما أردنا إظهار المخرجات او النواتج الإبداعية لدى الطلبة فلا بد من اقتراح مجموعة من الطرق والاستراتيجيات التي تعمل على تنمية التفكير الإبداعي
وفيما يأتي عرض موجز لبعض منها : -
1-أسلوب الحل المبدع للمشكلات :
يعد أسلوبا إجرائيا مماثلا لخطوات حل المشكلة ، مع التأكيد على الجانب الإبداعي في الحل . ويقوم على مجموعة من الأفكار الرئيسة أهمها ما يأتي : -
أ-تتضمن عملية الحل المبدع لأي مشكلة على ثلاثة عمليات متعاقبة هي :
1-ملاحظة المشكلة والإحاطة بها .
2-معالجة المشكلة ، والتوصل الى الحل .
3-تقييم الأفكار التي تم التوصل اليها .
ب-يعطي السلوك المبدع ناتجا يتصف بالأصالة ، والقيمة العملية او الوظيفية .
جـ-توافر درجة عالية من القدرة على استشفاف المشكلات المحيطة بالفرد .
د-تحديد مختلف جوانب المشكلة في مراحل متعاقبة تشمل : -
1-جمع الحقائق المتصلة بالمشكلة .
2-تحديد المشكلة .
3-التفكير في الحلول المحتملة للمشكلة .
4-اختيار الحل الملائم .
5-اختبار فاعلية الحل .
2- طريقة العصف الذهني ( Brain Storming )
تستخدم هذه الطريقة عندما تفشل الطرق الأخرى في حل مسألة او عندما لا يستطيع الطالب التفكير بمشكلة أخرى مماثلة قام بحلها فيما مضى ، او عندما يعجز عن التفكير بإستراتيجية معينة ليستخدمها في حل المشكلة ، وطريقة العصف الذهني تعني النظر الى المشكلة بطريقة جديدة وخلاقة ، فعندما يواجه الطلبة مشكلات لا يستطيعون حلها ، لابد من تشجيعهم على الانفتاح للإلهام والإبداع والمرونة في التفكير ان تاخذ مجراها في الحل .
- يعرّف كينث هوفر
العصف الذهني بأنه مجموعة من الإجراءات تعني استخدام العقل في دراسة مشكلة وتقديم كل الحلول الممكنة حولها، بجمع كل الأفكار حول هذه المشكلة. ويعرّفه حسين محمد حسنين في كتاب أساليب العصف الذهني، بأنه استجابات وردود أفعال لفظية ( من كلمة أو عدة كلمات )، أو غير لفظية ( كالرسم، أو الكتابة، أو الحركة ) من شخص واحد أو عدة أشخاص ( طلاب، أو متدربين ) لمثيرات مقدمة من مصدر مثير ( معلم، أو مدرب ) لتحقيق هدف أو أكثر ( حل مشكلة، أو تقديم اقتراحات، أو إعداد جدول أعمال ).
ويرى جراشا Grasha1993
ان أسلوب العصف الذهني يقوم على الافتراض القائل انه اذا أتيح للذهن بان يطلق العنان للتفكير في مسالة او قضية ما فان الأفكار تتدفق دونما كابح .
تقوم طريقة العصف الذهني على مجموعة من المبادئ منها
1- تأجيل النقد لأية فكرة او رأي الى مرحلة ما بعد توليد الأفكار .
2- التأكيد على مبدأ كم من الأفكار يرفع ويزيد كيفها ويستند هذا المبدا على افتراض مفاده ان الافكار والحلول الإبداعية للقضايا تاتي بعد عدد من الحلول او الأفكار غبر الجيدة
3- تشجيع الدوران الحر بين الأفراد بخصوص طرح الأفكار
4- محاولة الربط والتطوير للأفكار المعطاة
3- طريقة تالف الأشتات ( Synectics )
ويعد هذا الأسلوب من النماذج التعليمية المتبعة في تحسين التفكير الإبداعي لدى الطلبة
قام بصياغتها العالم جوردن ( Gordon ) ، وتستخدم بشكل فردي او جماعي . وتتضمن نوعين من النشاط هما : -
أ- إستراتيجية جعل الغريب مألوفا .
يحاول الطلبة الربط بين فكرتين معينتين وتحديد اوجه الشبه بينهما
ب- إستراتيجية جعل المألوف غريبا .
ويسير الطالب وفق سلسلة من المتشابهات او المجاز دون محددات منطقية كما ان هناك حرية للخيال والتصور دون تحديد اتجاه معين ويستخدم هذا الأسلوب اذا كان المدرس يستهدف عملية الإيجاد والإبداع الفكرتين .
وتعتمد هذه الطريقة على ربط العناصر المختلفة وغير المناسبة بعضها مع بعض . لذا يكثر فيها استخدام اشكال الاستعارة والمجاز والمشابهة للوصول الى الحل المبدع للمشكلات المختلفة .
4- طريقة التحليل المورفولوجي ( الشكلي ) Morphological Analysis
وهي طريقة تقوم على أساس تحليل المشكلة الى أبعادها الأساسية ، ومن ثم
تحديد الفئات المختلفة التي تنتمي اليها هذه الابعاد ، ثم يقوم الطالب بربط هذه الفئات
بالطرق المحتملة للحل . ومن خلال ذلك يحصل على طرق أخرى جديدة .
5-طريقة تغيير الخواص ( Attribute Listing )
هي طريقة لتوليد الافكار تهدف الى تحسين او تطوير منتج ما ، وكذلك التعرف على الخصائص الاساسية المميزة لهذا المنتج ، وتقوم هذه الطريقة على حساب وحصر الخصائص الاساسية لشيء او موضوع او فكرة ، ثم يتم تغيير كل خاصية على حدة ، لانتاج مجموعة من الافكار والتي يتم تقويمها كل على حدة .
6- إستراتيجية الافتراضات والبحث عن التناقضات من الأفكار:
حيث يتم استخدام جمل من نوع ماذا اذا ماذا لو ونقوم هنا بمحاولة بناء ما يمكن تسميته الاستيعاب لما هو موجود او الفهم المجرد للعالم الطبيعي والنظام الاجتماعي ويحدث اكتساب الفهم بمجرد طرح السؤال ماذا ن اذا ....
7- نموذج سكامبير
يستعمل هذا النموذج في تفعيل التفكير باستخدام اسئلة تطرح حول موضوع معين او ظاهرة معينة ، وهذه الأسئلة تمثل مدخلات النموذج التي يعتمد عليها في إجراء عمليات الاستدلال والاستقراء والاستنباط والتصنيف والتنظيم ، اما المخرجات فتتمثل بإجابات الطلبة ، والتي تستخلص منها الأفكار التي تستخدم في بناء منظومة معرفية متكاملة عن الموضوع المطروح وهي تمثل التفكير الإبداعي . ( غانم ، 2004 ) .
- البرامج العالمية لتعليم التفكير
ومن باب الاهتمام بتنمية وتطوير التفكير الإبداعي فقد عقدت العديد من الندوات والمؤتمرات واستحدثت العديد من البرامج على الصعيد العالمي والعربي والمحلي .
فعلى المستوى العالمي صمم برنامج بوردو
( The purdue creative Thinking program ) في أمريكا على يد مجموعة من الباحثين في جامعة بوردو ، ويهدف هذا البرنامج الى تنمية قدرات التفكير الإبداعي المتمثلة في ( الطلاقة ، المرونة ، والأصالة ) في المرحلة الابتدائية . كما صممت برامج اخرى في أمريكا منها برنامج بارنز ( Parnes creative Thinking program ) ، وكذلك برنامج الكورت ( Cort program ) وتصلح هذه البرامج للتدرب على التفكير الإبداعي في كافة المراحل الدراسية .
وخرجت بعدد من التوصيات منها :
•1- إعادة النظر بالمناهج الدراسية واغنائها بمهارات التفكير الإبداعي .
•2- تبني طرائق تدريس حديثة تساعد في تنمية التفكير الإبداعي .
•3- إجراء المزيد من البحوث على الإبداع ، من قبل أساتذة الجامعة وطلبة ( الماجستير والدكتوراه ) . ( المؤتمر القطري الثاني للعلوم النفسية ) .
إن الغاية الأساسية من وراء برامج تعليم التفكير ليس فقط اكتساب المعرفة العلمية إنما لتساعدهم على خلق إطار مرجعي وطريقة منفردة خاصة بهم لمعرفة الواقع الذي يعيشون فيه.
لذا فقد تعددت برامج تعليم التفكير وانتشرت في جميع أنحاء العالم لتدريس مهارات مختلفة، وقد أجري حصرا لهذه البرامج فكان قسم منها يستخدم مع محتوى المنهج وقسم منها مستقلا عنه ومن هذه البرامج: برنامج المواهب غير المحددة، وبرنامج بيرل لتنمية التفكير الإبداعي، وبرنامج ماثيو لبمان، ونظام تكتيكات التفكير، وبرنامج التأكيد على تطوير عمليات التفكير المجرد، ومشروع التأكيد على التفكير التحليلي، ونموذج التطور أثناء المسير، ومشروع إمباكت لتعلم التفكير في المدارس الابتدائية، وبرنامج بارتز وبرنامج ارفين للتفكير، وبرنامج التفكير المنتج، وبرنامج ألـThink Tinks ، لدي بونو وبرنامج القبعات الست للتفكير.
فيما ياتي نستعرض بعض من البرامج العالمية لتعليم التفكير
برنامج الكورت لتعليم التفكير الإبداعي
The Cort Thinking Program
يعد هذا البرنامج من البرامج الحديثة لتعليم التفكير وقام الدكتور ديبونو، Debono بتصميمه في بداية السبعينات ،(برنامج الكورت للتفكير) الذي يستخدم على نطاق واسع في العالم في التعليم، ولقد صمم هذا البرنامج الذي يتيح للطلبة الخروج التام عن أنماط التفكير التقليدية لرؤية الأشياء بشكل أوسع وأوضح ولتطوير أكثر في حل المشكلات التي تواجههم، فقد عد هذا البرنامج أحد البرامج الحديثة التي غطت كل وجهات النظر وبخاصة المعرفية لكثير من الخبراء والعاملين في الميادين التربوية،
ومن المعتقد أن ديبونو اعتمد في تصنيف برنامجه على نظرية جلفورد للتكوين العقلي إذ أنها التي فسرت كل أنواع التفكير المتعارف عليها وحددت قدراته ومهاراته كالتفكير الإبداعي والتباعدي والتقاريبي والتقويمي أو الناقد، (العباجي، 2002).
يتكون هذا البرنامج من ستة أجزاء كل جزء يحتوي على عشرة دروس يسمى بطاقة عمل للطالب إذ يتطلب كل درس من دروس الكورت أسبوعا لتدريسه والحصة الواحدة تستغرق (35) دقيقة تكمن قوة برنامج الكورت في أهمية تدريب الطلبة على:
1. توسيع الإدراك Expanding Perception.
2. عملية تنظيم المعلومات Organizing Information.
3. حل المشكلات Solving Problems.
4. تقديم الأسئلة Asking Question.
5. تحسين مهارة الكتابة Improving Writing Skills.
6. الثقة بالنفس Becoming Self Confident.
7. توظيف التفكير في اتخاذ القرارات Appling Thinking to Decision
2- برنامج هاميلتون Program Hamition
طور هاميلتون منهاجا مستقلا لتعليم مهارات التفكير العليا وبخاصة مهارات التفكير الابداعي للطلبة البالغين والمعلمين ويهدف الى تطوير عمليات عقلية ذات مستوى عال عندهم واكسابهم عمليات ذهنية مرنة وتخلية في عالم أكثر تقنية ومبني على المعلومات
3- برنامج يبردو لتنمية التفكير الإبداعي
The Purdue Creathve Thinking Program
صمم هذا البرنامج مجموعة من الباحثين في جامعة بيردو بولاية افديانا في الولايات المتحدة الأمريكية ويهدف إلى تنمية القدرات الإبداعية كالطلاقة والمرونة والأصالة والتفاصيل بنوعيها اللفظية والشكلية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية .
ودعم الاتجاهات الايجابية لديهم نحو الإبداع والتفكير الإبداعي ويضم هذا البرنامج (28) درسا مسجلة على أشرطة كاسيت حيث يتعرض التلاميذ خلال هذه الأشرطة إلى معلومات تخص التفكير الإبداعي .
برنامج تورانس للمهارات الأربع
Torrance Program
قام تورانس عام 1988 بصياغة هذا البرنامج التدريبي الذي يحتوي على المهارات الأربع في التفكير الإبداعي الطلاقة والمرونة والأصالة والتفاصيل بحيث يتم تدريب الطلبة عليها باستخدام الأساليب الإبداعية مثل الأسئلة التشعيبية والمفتوحة والعصف الذهني كما يقدم هذا البرنامج فرصا واسعة للتصورات الخيالية حيث يوجه الطالب خياله في البحث عن إيجاد حلول للأسئلة والمواقف المطروحة
برنامج المواهب غير المحدودة
Talents Unlimited Program
قامت كارول شلختر Carol Schlicter مع جماعتها بصياغة هذا البرنامج عام 1971 ويهدف الى تعليم التفكير الخلاق ويرى واضعو هذا البرنامج انه يجب تنمية مهارات الطفل في مجالات التفكير المنتج والتواصل والتنبؤ واتخاذ القرار.
برنامج حل المشكلات الابداعية (CPS )
Creative Problems Solving Program
قام بتطوير هذا البرنامج دونالد تريفنقر Triffinger ويهدف هذا البرنامج الى تعريف المدربين والتربويين بالعديد من الوسائل والأفكار المفيدة التي تسهل عملية حل المشكلات الإبداعية بحيث تصبح هذه العملية أكثر فعالية ومتعة ويتألف هذا البرنامج من ثلاثة عناصر رئيسة وهي :
•- فهم المشكلة
•- خلق توليد الأفكار
•- التخطيط للعمل ويستخدم هذا البرنامج مع الأفراد ومن مستويات عمرية مختلفة تمتد من الطفولة الى شباب
7- برنامج التفكير الإبداعي والتكنولوجيا
Creative Thinking and Technical The
يتكون هذا البرنامج من جزأين ويحتاج الجزء الأول إلى 15 أسبوعا وهذه الفترة مكرسة لتدريب الطلبة على مهارات التفكير الإبداعي من اول برنامج من برامج الكورت الستة والتكيف مع بيئة التعلم ويشتمل برنامج على أدوات بث متصلة بالحاسوب إما الجزء الثاني فعمل الطلبة على مشاريعهم الأصلية وطبق هذا البرنامج منذ عام 1994 في مدرسة ثانوية بإسرائيل بهدف تعزيز التعليم التكنولوجي وتحسين مستوى الطلبة متدني التحصيل .
طريقة قبعات التفكير الستة
Thinking Hats Six
هذه الطريقة مفيدة للتفوق والنجاح في المواقف العملية والشخصية وفي نطاق العمل او المنزل وتقوم هذه الطريقة بتوجيه الشخص الى ان يفكر بطريقة معينة ثم يطلب منه التحول إلى طريقة أخرى أي ان الشخص يمكن ان يلبس ايا من القبعات الست الملونة التي تمثل كل قبعة منها لونا من ألوان التفكير
وتعزى هذه الطريقة إلى الدكتور ادوارد دو بونو Edward de Bono
الذي يعد من الرواد في علم التفكير والتفكير الإبداعي واليكم ملخصا لهذه الطريقة كما وردت في كتاب ادوارد Thinking Hats Six
•- القبعة البيضاء ( التفكير المحايد)
وهي تفكير المعلومات والحقائق والأرقام والإحصاء دون إعطاء ذلك كله صبغة معينة او محاولة استغلالها للانتصار لفكرة او دفع أخرى ويجب ان تكون هذه المعلومات متصلة تماما بالموضوع .
يرمز اللون الأبيض إلى النقاء والسلام , ولذلك فإن هذه القبعة هي قبعة التفكير المحايد , أو قبعة الحقائق المجردة.
•- القبعة الحمراء (التفكير العاطفي)
يرمز اللون الأحمر إلى الحرارة والخطر, ولذلك فإن هذه القبعة هي قبعة التفكير العاطفي, أو قبعة المشاعر والعواطف وهي تعني التعبير عن الانفعالات والمشاعر التي تصب في قالب مشروع العمل المتآول بالدراسة ولا تتضمن مشاعر فردية شخصية
- القبعة السوداء : (التفكير السلبي)
يرمز اللون الأسود إلى الليل والحزن والكآبة , ولذلك فإن هذه القبعة هي قبة التفكير السلبي أو التشاؤمي و المنطق الرافض ، تدل على الحكمة والحذر في التفكير والمضي قدمً لما وراء ألفكره او المشروع ؛ تطرح الحقائق العكسية للموضوع .. وجلب جميع الأفكار السلبية وطرحها على طاولة المناقشة و رؤية مدى تأثيرها على العمل ؛ والتفكير بهذه القبعة يمنعنا من ارتكـاب الأخطـاء . وتعد من أكثر القبعة آمان
- القبعة الصفراء التفكير الإيجابي
يرمز اللون الأصفر إلى الشمس والنور , ولذلك فإن هذه القبعة هي قبعة التفاؤل والتفكير الإيجابي وهي رمز التفكير المشرق بالنظر الى ايجابيات الموضوع ؛ و أطلق العنان للفكرة لتسبح في خيال الآمال والرجوع بمردود جيد ، والتفكير بهذه القبعة يتسم بالنظرة الطموحة المستقبلية .
- القبعة الخضراء : التفكير الإبداعي
يرمز اللون الأخضر إلى النبات والحياة الجديدة , ولذلك فإن هذه القبعة هي قبعة الإبداعي ,
وهي تعني بدورها الانبساط والخضر ؛ وتدل على نمط التفكير الإبداعي الاستكشافي
وطرح آراء و أفكار جديدة لم تطرح من قبل وهذا النوع من التفكير أبدعي فيه النشاط والحيوية و المقترحات المبتكرة
- القبعة الزرقاء : (التفكير الموجه)
يرمز اللون الأزرق إلى السماء والبحر, ولذلك فهي قبعة القوة والتفكير المنطقي المنظم أو الموجه ،، تدل على النقاء لونها مستوحى من السماء ونقائها وأيضا في ارتفاعها؛ وهي تعد بمثابة الخاتمة لجميع القبعات في هذه القبعة يتم اختيار جميع القرارات التي نُقشت في المراحل السابقة .
تشير أستاذة علم نفس الطفل بمعهد الدراسات العليا للطفولة ومدير مركز دراسات الطفولة، جامعة عين شمس. جمهورية مصر العربية د. ليلى كرم الدين إلى
أهم وأبرز وأوضح خصائص البيئة الصالحة لتعلم وتعليم التفكير :
وقد حددت هذه الخصائص والمواصفات على النحو التالي :
- التأكيد على نشاط التفكير هدفاً في حد ذاته.
- الأنشطة التي تقدم تساعد على تنمية ذكاء الطفل مع التأكيد على الحرية في إطار نطاق منظم.
- تقديم أنشطة ملائمة إنمائيا للأطفال بحيث تتحدى تفكيرهم دون أن تشعرهم بالفشل.
- التأكيد الشديد على ضرورة قيام الطفل نفسه بالأنشطة ومشاركته مشاركة فعالة فيها، مع تركيز انتباه الطفل على القيام بالنشاط لا على تقليد المعلم كما لو كان المعلم هو مصدر المعرفة. أي أن هذه البيئة تحرر المعلم من كونه موضوع وسبب وهدف انتباه الأطفال طوال الوقت.
- يقوم كل طفل فرد بممارسة الأنشطة فعليا وبنفسه في داخل نطاق مجموعة من رفاقه الذين يتفاعل معهم اجتماعيا وتعاونيا. أي أنه يركز على مبدأ المجموعات الصغيرة التي أثبتت كفاءة وفعالية كبيرة في تنمية التفكير.
- على الرغم من أهمية المعلومات والحقائق إلا أنها توضع في مكانة أقل أهمية من معرفة كيف يفكر الفرد
ومهارات التفكير لديه.
•- يقدم المعلم للأطفال نموذجا للشخص المفكر.
- تصف البرامج بالتفصيل الطريقة التي يمكن بها إعداد وتنظيم فصل مدرسي لخلق مناخ للتفكير بالمراحل المبكرة من التعليم.
- ضرورة الحرص على تنمية عادة التفكير المستقل والإبداعي والناقد لدى الأطفال.
- خلق صورة إيجابية عن الذات لدى الطفل.
- خلق اتجاهات إيجابية نحو التفاعل والتعاون الاجتماعي والإحساس بالمسؤولية الأخلاقية.
•- تنمية معرفة وإدراك الأطفال للأشخاص والأشياء والأحداث الموجودة من حولهم.
- ضرورة الحرص على المزاوجة بين ما يقدم للأطفال من مفاهيم وعمليات ومهارات ومستوى نموهم العقلي ومرحلة النمو التي بلغوها ويعملون عندها وبالتالي مع ما يتوفر لديهم من عمليات ومهارات عقلية معرفية.
- مهلكات التفكير الإبداعي
ذكر د علي الحمادي في كتابه أطفالنا والتفكير الإبداعي الى إن هناك ثلاث مهلكات للتفكير الإبداعي وهي
•- التهديد
تعتبر اللوزة Amygdaleأكثر أجزاء الدماغ حساسية للتهديد وهي المسؤولة عن تركيز انتباهنا وان الباعثات العصبية الصادرة عن اللوزة الدماغية توقظ الجهاز العاطفي مما يزيد من إفراز الكيمياويات مثل (الادرنالين والكورتيسول والفاسوبريسين ) في الدم وهذا يؤدي إلى تغير طريقة تفكيرنا وتصرفنا وإحساسنا
وقد أشارت روزانسكى على ان التعليقات الجارحة والسخرية تؤدي الى اضطرابات في القلب عند الأشخاص الذين يتعرضون لها كما بيئة التهديد يمكن ان تسببه في عدم اتزان كيمياويات الدم أيضا
2- الإجهاد
يؤدي الإجهاد ومواجهة الأخطار الى إفراز مادة الكورتيسول وتسبب هذه المادة سلسلة من التفاعلات في الجسم ومن ضمنها ضعف نظام مناعة وتوتر في العضلات الكبيرة وارتفاع في ضغط الدم وتكرار ارتفاع نسبة الكورتيسول يؤدي الى موت خلايا الدماغ في المنطقة المسماة قرين امون ((hippocampusوهي منطقة ضرورية للذاكرة
3- تعلم العجز
بمعنى عدم الثقة بالنفس والفتور واللامبالاة ،ومن العوامل المسببة للشعور بالعجز هي اللوم المستمر والنقد الهدام او وضع الطفل فيما يفوق إمكانياته وبالطبع التعليقات السلبية صدقت منتسوري عندما قالت ان ما يعاني منه الطفل من سلبيات نابع من خطا في تنشئتنا لان الطفل بطبيعته قوي الإرادة ولديه عزيمة ولكننا بإحباطنا المستمر لمحاولاته نعلمه العجز وضعف الحيلة ،ومعالجة حالة العجز تحتاج الى عشرات المحاولات الايجابية حتى يعيد الدماغ الارتباطات الداخلية ويوسعها ويعمقها وينسقها لتتحول إلى حالة التفاؤل والثقة بالنفس .
- العوامل المؤثرة في التفكير الإبداعي
•1- الصفات الشخصية للفرد : مثل المرونة المبادرة والحساسية والدافعية والمزاجية والاستقلالية وتأكيد الذات ..............
•2- المحاكاة : وهو عامل سلبي لان تقليد الآخرين تحد من قدرة الفرد على الإبداع بينما الاستقلالية عن الآخرين وعدم الاكتراث بآرائهم يسهم في تطوير السلوك الإبداعي
•3- الرقابة : ان طرق التنشئة الاجتماعية القاسية تحد من قدرات الأفراد على التفكير الإبداعي حيث النقد والسخرية والتسلط والقمع يحد من قدرتهم على التعبير عن أفكارهم بعكس غيرهم ممن لديهم الفرص لان يعيشوا في أسرة تشجع الاستقلالية والمرونة وحرية التعبير وتقدم لهم الدفء والدعم المعنوي والعاطفي .
•4- أساليب التربية والتعليم : ان أساليب التعليم التي تعتمد على التلقين وحشو أدمغة الطلبة بالمعلومات لا تفسح أمام الطلبة لان يقدموا زناد فكرهم وتسخيرها للتفكير الإبداعي المنتج بينما الأساليب التربوية غير المقيدة تفسح المجال فرصة التفكير الحر
كيف تنجح فى الحياة ؟
أربع أربعات
1 – كيف تكون واثقاً فى نفسك ؟
1
1 – الثقة بقدراتك دائما
* أساس النجاح فى حياتك ومع أسرتك ومع أصحابك ومع الناس ومع أساتذتك : احترامك لتفسك , وليس المعنى أن غيرنا غير محترم ! أقصد ( باحترام النفس ) استخدامك لقدراتك الهائلة فى داخلك, أنت فيك كنوزمتنوعة , هناك مارد عملاق عبقرى , أنت تحبسه داخل جسدك , اطلق سراحه , اعطه حريته لينطلق .
* نعم نعم نعم أسمعك تقول : كبف أطلقه ؟ كيف أستخدم قدراتى ؟ إذن أنت ناجح بعرضك لهذا السؤال ! والإحابة فى شىء واحد حتى لا نعقد الأمور : إنه فى تدريب النفس عمليا وليس بالأحلام , إنه فى عدم توقع الأسوأ دائما , امسح نظارتك , امح الغمامة أمام عينيك , والله الجو جميل وصحو ورايق وآخر روقان !!
* المطلوب فقط منك عزيمة وعزم وإرادة ! ابعد عما يقلل من عزيمتك ويجعلك محبطا , افتح خيالك للمستقبل واحلم بغد جميل , نعم هناك سلبيات وعيوب وأخطاء ولكن العاقل لا يقف عندها بل لينطلق منها , اجعلها نقطة البداية وخذ بكل أسباب النجاح .
2
2 – تشجيعك لنفسك دائما
• ارض بواقعك مهما كان فهو أحسن واقع وأجمل حياة , اجعل الرضا بداية التحسين , فالتذمر والشكوى نهاية ودمار .
• كأنك تقول : هل تشجيعى لنفسى واعتدادى واعتزازى بها يناقض تهذيبها وتربيتها ؟ سؤال جميل فعلا ولذلك هناك فرق كبير بين الاعتداد بالتفس الذى يشجعها على النجاح والرقى وبين الغرور والتعالى على الآخرين !!
• ولذلك فما أحلى الصدق الداخلى والصفاء والصراحة والنزاهة , هنالك اطمئن تماما أنك بعيد جدا عن الغرور !! .
3
3 – تقديرك لنفسك دائما
• لن تنجح فى الحياة , ولن تقدر نفسك , إلا إذا كنت سيد نفسك , بمعنى أنك لست أسيرا لها , أو أسيرا لشهوة , أو لنزوة , أو لهوى ,أو لمصلحة , ومع إن بعض الشباب يقول : ( عادى ) , ( هو إيه اللى حصل ) , ( أنا شاب ومن حقى أن أتمتع ) , أولا نحن متفقون معهم تماما , بل حديثى مع الشباب أصلا ليتمتع وهذا حق الشباب ! ولكن المتعة التى تترك ألما ومعاناة ليست متعة , المتعة الحقيقية هى التى تترك فى نفسك أثرا جميلا , وراحة ونشوة , ولذلك فالاستخفاف بذلك جريمة منك فى حقك , وليست طريقا للحصول على حقك.
• وأحب أن أخبرك عن سر يجعلك سيد نفسك وصاحب قرارك : الايمان بالله هو أساس النجاح وهوالذى يجعلك تحب النجاح وبذلك تفتح الباب بيدك , ومن دخل من باب النجاح فكل طريقه نجاح .
4
4 – درب نفسك بنفسك دائما
• لا تنتظر من أحد أن يدربك , أو يعلمك , أو يرشدك , أو يبصرك بعيوبك , أويدلك على النجاح , أو يرفع من سقطتك لا سمح الله , أو ينتشلك عند الخطأ ومن منا لا يخطىء ؟ !!!
• وليس معنى ذلك أن أحدنا يتمادى فى خطئه ويستمر فى عيبه !!المعنى أن من يدرى بك هو أنت , ومن يدلك على النجاح هو أنت , فدرب نفسك بنفسك تنجح إن شاء الله .
• وذلك فى كل الأحوال : فى الرخاء والشدة , فى القوة الضعف , أمام معارك الحياة , فأنت محارب قوى , واجه واصمد , وثابر واصبر , وبإذن الله ستنجح , ففيك أربعة أسلحة على العاقل منا أن يستخدمها لأنها مخبأة فلا يكتشفها إلا القليل منا :
أول سلاح : الحسم : خذ قرارك ولا تتردد أيدا .
ثانى سلاح : كرامتك : حافظ عليها دائما فهى عزتك وقوتك .
ثالث سلاح : الثوابت : تمسك بها ولا تتخلى عنها أبدا فالمبادىء لا تموت .
رابع سلاح : الاستقلالية : تشبث بها وتمسك بها , فأنت شخصية متفردة .
وبذلك تكون بإذن الله من عباقرة الناجحين , وأراك والحمد لله كذلك , وإلى الحلقة القادمة نلتقى على خير وإسعاد .
2 - كيف تمتلك شعورا ناجحا ؟
1
1 - ركز على جوانبك الايجابية
كل واحد منا فيه جوانب ايجابية وجوانب سلبية فلماذا لا نقول بالفم المليان : لا للجوانب السلبية فى حياتى ؟ لماذا نتحسر على أزمات سابقة لا وجود لها الآن ؟ لماذا نتذكر الأخطاء التى مرت .. فهى لن تعود وليست دائمة ؟ .
لماذا نخاف من الفشل والإخفاق الذى فات ومر ؟ لماذا لا نبدأ بالتركيز على الجوانب الايجابية وننسى تماما السلبية , ننسى الحسرة و الأخطاء والإخفاق والفشل , ونبدأ من جديد , لنصنع من الفشل النجاح .
2
2 - ركز على نقاطك القوية
يحلو للبعض أن يركز على نقاط الضعف التى فيه وفينا جميعا , ظانا بأنه بتقويتها يسلك طريق النجاح ؟ وهذا وإن كان مطلوبا فى بعض الأحيان إلا أنه ليس على الإطلاق صحيح !! بل كلما ركزنا على نقاط القوة والتميز التى فينا تختفي الضعيفة لأنه لا يوجد لها مكان ! .
بل إن فيك تميز خاص وإني أسألك من قلبي من بالله عليك الذي يقوي تميزك ؟ ... نعم أنت .... وإن أهملته جعلته ضعيفا وكتبت عليه أن يقف فى طابور الضعفاء أو صف العاجزين وهذا لا يليق بأصحاب التميز !!. فنقاط القوة أحوج إلى التحسين والتطوير والتنمية , جرب وستذكرنى وتدعو لى , وبإذن الله سيختفى تماما الضعف المزعوم ! .
3
3 - ركز علي مشاعرك الجميلة
لكل منا مشاعر جميلة , إن نطق بها وعبر عنها بالكلام أو بالفعل أو بالإيماءة أو بالعمل , شعر بالراحة والسعادة , ولذلك فالنجاح بالتعبير عن المشاعر بلا خجل ؟ .
لماذا نخجل فى التعبير عن فرحنا , وحزننا , وهمومنا , وسعادتنا , دع الحروف تشرح , والدموع تعبر , والوجوه تتكلم , والعيون تتخاطب , والجوارح ترقص , ولا تخجل ! .
لماذا نخاف من التعبير عن أفكارنا حتى ولو كانت ضعيفة أو متواضعة , يكفى أنها أفكارنا , من أعصابنا ودمائنا وعروقنا .
إذا عبرنا بلا خجل وبلا خوف نشعر بانطباع داخلى جميل ورائع , يقوى النفس ويختصر مراحل كثيرة فى طريق النجاح .
4
4 - ركز على جاذبيتك الساحرة
كل واحد منا عبارة عن مغناطيس , له جاذبية , ولكن نحن الذين نعطل استعمالها بعدم التركيز عليها , وربما السؤال الذى يلح الآن علينا :
كيف أركز على جاذبيتى ؟
أولا :انفذ إلى مشاعر الآخرين بكل السبل الممكنة والمتاحة والمبتكرة .
ثانيا : كن واضحا ولا تتردد ولا تتنازل , بالمثابرة والإصرار على ذلك .
ثالثا : اهتم بالآخرين , ليس بالكلام وإنما بالعمل , هذا يعمل عمل السحر .
رابعا : مهما كان حجم مشكلاتك , تخيل السعادة تسعد وتدخل فى الناجحين.
3 – كيف تفكر تفكيرا ناجحا ؟
1
1 – توقع الأفضل دائما
لماذا دائما نتوقع الأسوأ فيملكنا تفكير أسود ؟ , وهم لا ينتهى , وقلق مستبد , لماذا لا نتوقع الأفضل ؟ وما الذى يحول بيننا وبين أن نفكر فى الأحسن ؟ لو جربنا ذلك بالفعل نصنع بيئة حلوة , ومناخ جميل , هو أرضية النجاح , ولا أغالى حين أقول : هو أساس لعمارة النجاح , ورأس المال لأرباحنا ! .
البعض يقول : ويا ترى من هذا الذى لا تلعب به الأفكار السيئة ؟ …. فى الامتحانات و المذاكرة والأصحاب و من الوالدين ومن الناس ومن أحلامه وآلامه وآماله , وأنا أقول ما الغريب فى ذلك , إن هذا أمر طبيعى جدا , إنه في طرد هذه الأفكار , بشيء واحد فقط : نفكر تفكيرا ايجابيا , بمعني نتوقع الأفضل من آبائنا , وزملائنا وامتحاناتنا والمجهول من أحلامنا ومن آمالنا وآلامنا , ونبدأ بفتح صفحة تفاءل جديدة , لأول مرة نفتحها , ونمشي في شارع الأمل , أليس هذا تفكيرا ناجحا ؟ .
2
2- اقتنع بالنجاح تنجح
المشكلة اننا نحاصر أنفسنا , ونسجن أنفسنا , ونقيد أنفسنا , للأسف …. , نعترف إن الصعاب كثيرة , والعقبات أكثر , والمحن كالطعام والشراب , نعم ….. أحزاننا لا تنتهي , وبدلا من أن نبكي وتنحسر , تعال نتجاوز هذه اللحظات المظلمة , وتلك الأوقات السوداء , وهذا ليس بمستحيل , جرب , ولو مرة واحدة , ستجد نفسك امتلأت وقد قوة وجرأة وشجاعة , وبدلا من قولك : لا أستطيع , ستقول : أنا قادر , أنا سأفعل , أنا سأعمل , أنا سأقول .
هنالك وفى هذه اللحظة لا مكان لأي تردد أو شك , لأنه كلما قويت الإرادة قل التردد , بالتالي تتغير حالاتنا الذهنية المحبطة التي صنعناها بأيدينا , وقويناها بأنفسنا , حتى نحصل علي ذهن صافي , يمنحنا التفكير الهاديء الناجح , فالإيمان بالنجاح يقود دائما إلى النجاح .
3
3 - اجعل المحرك ساخنا
المحرك الساخن يتحرك فورا ودائما بلا توقف , ولا يحتاج إلي جهد أو وقت أو توقف أو تعطيل , ولكي يكون دائما محركك ساخنا ابحث عن الوقود , والوقود هو الدافع , ولذلك اسأل نفسك : ما الداعي ؟ ما الدافع ؟ ما الهدف ؟ ما السبب ؟ بإجابتك تحصل على الوقود فورا , الذي يدفع المحرك ويجعله دائما ساخنا .
ووقتها كل أفكار التعاسة التي تهجم علينا ستختفي تماما , فقط احذر أن يتوقف المحرك , لأنه هو الأمل الذي يدفعك دائما إلى النجاح .
لا تنظر بالنظارة السوداء , ولا تمشي في الحارات الضيقة , ولا تلجأ إلى السدود والحواجز , فالدنيا أرحب وأوسع من نظرتك , أو طريقك أو الحواجز , النجاح كل أبوابه مفتحة , مادام محركك ساخنا انطلق وكلك أمل بالنجاح وفى النجاح .
4
4 – تخيل أنك ناجح تنجح
خيالنا هو الذي يجعلنا ناجحين أو راسبين , خيالنا هو الذي يرفعنا إلى أعلى أو يسقطنا إلى أسفل , خيالنا الذي نتخيله , إن لم نحوله إلى حقيقة نلمسها ونراها ونفعلها , يجعلنا مرضى لا نستطيع الحركة , والسؤال : كيف نتخيل النجاح لننجح ؟! والإجابة في هذه الخطوات المحددة :
أولا : تحديد الهدف
هل يليق بإنسان ناجح أن يعمل إلى غير هدف ؟ !! .. مستحيل أن يكون ناجحا إلا إذا كان له هدف يختاره بنفسه .
ثانيا : وضوح الهدف
فأي غموض فى الهدف يجعله مستحيل التحقيق , فالنجاح يعتمد علي وضوحه , واقتحام الحياة وصنع الأعمال على قدر الوضوح , فإن كان هناك أي كسوف يكون نجاحا مكسوفا , فالنجاح يكون على قدر الوضوح .
ثالثا : التركيز على الهدف
من التركيز على الهدف يتحقق بسهولة , فالأشعة حينما تتركز على ورقة تحرقها , والمياه حينما تتركز على صخرة تفتتها ولو كانت قطرات , كذلك تركيزك على الهدف حتى لا تبعد عنه , أو تأخذك أهداف أخرى , فتضييع الجهود والأوقات , فالتركيز على هدف واحد يجعله محققا , وبالتأكيد .
رابعا : اظهر قوتك الداخلية
استعن بما منحه الله فيك من قوة , نفسية وعاطفية وسلوكية وعقلية , ووجهها نحو الهدف , ولا تعجز فداخلك كنوز أخرجها , وإن هزمت فى نوع فاقلب إلى نوع آخر , ولا تتوقف أبدا , فتضيع الخطوات الثلاث الأولى , فما مدمت قد حددت هدفك , وأصبح واضحا , وركزت عليه , فأخرج قواك واستعملها بفن وإبداع فإنك ناجح إن شاء الله
4 – كيف تكون توقعاتك ناجحة ؟
1 – فقه الآن
اكتب على صفحة قلبك
إن كل يوم هو أفضل
لماذا لا تكون هذه اللحظة التي تعيشها الآن ؟ , هذه اللحظة التي أنت عليها ؟ هى أجمل لحظة ؟ , فمن معي الآن هم أحسن ناس , وما أفعله هو أحلى فعل , وما أتكلم به هو أفضل كلام , انسى ما قبل اللحظة , واترك الانشغال بما بعد اللحظة , أنت الآن , في أبهى صورة , وأحلى مكان , و أجمل قدر , وأروع حال , سواء كنت بالمدرسة أو بالجامعة , أو في النت أو الشارع , مع أصحابك أو الناس , مع من تعرفه أو لا تعرفه , الق السلام , وانشر الأمان , ولا تكن عاجزا .
افتح صفحة جديدة
بالاستعانة بالله
اطو الصفحات ومن اللحظة افتح صفحتك الجديدة , اكتب فيها كل جديد , كل مضىء , كل مشرق , كن قويا , بالاستعانة بالله , فهو مؤيدك , ومن كان الله معه فلا أحد ضده , فأنت قوى بالله , عزيز بالله , قادر بالله ,غالب بالله , ماض بالله , فإذا كنت تريد النجاح حقا : هذه القوة الداخلية هى سر النجاح .
ثق بتوفيق
من الله
لحظتك أجمل اللحظات و معك القوة الداخلية للنجاح , فعليك بالخطوة الثالثة التى تقودك للنجاح : ثق بأن النجاح حليفك و والتوفيق يحوطك , ( وما توفيقى إلا بالله ) , فالاعتماد الحقيقي يكون على الله , وليس على قوتك الداخلية الهائلة , أو ما يحوطك فى لحظتك من وسائل النجاح , لو امتلكت هذه الخطوات الثلاث فأنت فقيه : أى بمعنى عرفت السر, وهو فقه الآن .
2 - تفاءل
تفاءل تكتشف
قدراتك الحبيسة
لا طريق لأن تتوقع إنك ناجح إلا بالتفاءل , تفاءل تكتشف ما فيك من قدرات قمت بحبسها بيديك , فى لحظات اليأس تطفأ كل الأنوار , وتعيش فى بحر الظلمات , فكيف تكتشف ما فيك من مواهب وقدرات وخبرات !!, تفاءل تطلق سراحها , وتظهر لك حقيقتك الرائعة وقدراتك العظيمة . تفاءل :
مخاوفك وهمومك وقلقك , كيف تنسفها ؟ كيف تنتصر عليها ؟ كيف تحولها إلى نجاح ؟ تفاءل فهو السلاح الآلى الذي يقتلها ويهلكها ويبددها , فهى العدو الذى يلاحقك , ولا يجعلك تتوقع أى نجاح .
تفاءل :
فإذا الكسل ينقلب إلى نشاط , والقعود إلى حركة , وتملك قوة على العمل , وليس الكلام , فيسهل عليك توقع النجاح .
تفاءل :
فالصعاب مهما تكون : صعاب نفسية أو مالية أو وقتية , أو فى علاقتك بأصحابك وأقاربك وبالناس , كلها بالتفاءل تتغلب عليها , ويصبح الطريق أمامك مفتوحا للنجاح .
3 – لماذا نخاف ؟
وأخيرا تصور إن
الخوف كان شبحا !!
سألت الكثير من الشباب : ما الخوف ؟ أو لنسهل الإجابة على التساؤل : لماذا نخاف ؟ .... فلم أعثر على معنى معين , فأيقنت أن الخوف وهم , لا حقيقة له ولا وجود , ولا يحتل أى جزء فى حياة الشباب , مثله مثل شبح الأطفال , نحن نصنعه ونحن نحكي عنه , ونحن نصدقه , ولا وجود له في الوجود ! .تعال نفكر بوضوح إذن , ومعنا هذا الكشاف القوي فى إضاءته , وهو اكتشافنا أن الخوف ما هو إلا شبح ووهم , والسؤال : ها هو النجاح أمامنا نراه وتلمسه , فكيف نصل إليه ؟ .
ابذل المجهود
فتصبح من الناجحين , لا ينازعنا أحد , بجهدك وعملك , وحركتك ونشاطك . وربما تسألنى : إذا كنت فى صف النشطاء المجتهدين والحمد لله , فماذا أفعل ؟ إذا كانت هناك فى نفسى بقايا من الخوف ؟ أجزاء صغيرة من المخاوف ؟ : من الامتحان , أو من العلاقات , أو من الإنجاز ! . فبم تنصحني ؟ .
الجرأة والثقة
كن جريئا , فأنت فى الشوط الأخير , وثق ما تراه من نجاح ينتظرك أصبحت قريبا جدا منه , تجرأ لا تنظر إلى أحد , فقط فكر واقتحم ونفذ وجرب واجتهد , فأنت بالفعل ناجح , ولا تحتاج إلى أحد , مبروك عليك النجاح .
4 – تحرر من الأوهام
يا ناجح ارفع ايدك , وافرح بنجاحك , واسعد بلحظات النجاح المبهرة , وتأكد أنك ما دمت وصلت للنجاح فقد بدأت الأوهام تهجم عليك , وهل تترك الأوهام ناجحا ؟ وهى التى تستقبل نجاحك لا لتهنئك ولكنها تريد لك الإخفاق ! تريد لك الفشل ! تريد لك التراجع ! تضحك حين تترك النجاح وتمل منه فتتأخر , فهل تجعلها تطلق ضحكات الانتصار عليك ؟ وماذا أنت فاعل ؟ .خاصة حينما تعلم أنك في داخل فيلم خيالي , فكل ما تراه عبارة عن شكوك في نفسك , لا مكان لها في الحقيقة ولا وجود لها في الحياة ! . فقاومها وتغلب عليها فأنت قوى بنجاحك , وغالب بتقدمك , نعم هذه هى قوة المواصلة , قوة التقدم , قوة المغالبة , قوة الانتصار , كن واقعيا لا أوهام ولا شكوك , وحافظ على نجاحك , فالنجاح أصبح حقيقة تعمل بها , وليس توقعا فقط .
وإلى الحلقة القادمة لكم تحياتي ودعواتي بأحلى نجاح فى الحياة ,,,,
5 - كيف تهزم الماضي ؟
1 – إنسى الماضي
مع أن الشباب ليس له ماضي عميق في زمن عمره , إلا أن ماضي كل شخص هو ما كان يعاني منه في فترة شبابه , فباستطاعة الشباب أن يصنعوا مستقبلا ناجحا , إذا استطاعوا أن يهزموا الماضي , ذلك الكابوس الذي يقف حائلا دون النجاح !!.
كثير من الشباب يرمي مشاكله وأزماته وإخفاقاته كلها على ماضيه , قائلا : إنه السبب فيما أنا فيه الآن : من كسل وفشل و وهزيمة وضعف وإحباط وعدم طموح !! فهل هذه هي الحقيقة ؟ وهل فعلا الماضي هو المسئول عن هذه الصور اليائسة في حياة الشباب ؟ .
وبكل وضوح أصارحكم القول : إن كل الإخفاقات السابقة في حياتنا هي الماضي ! ... كيف ذلك ؟ , بل إن كل الذكريات المؤلمة التي تذكرنا بمآسي ومعاناة هي أيضا الماضي !! , هل هذا معقول ؟ .
نعم : لأن صناعة المستقبل تحتاج إلى العمل , وهذه الذكريات وتلك الإخفاقات تقعد عن العمل , فهي كالأمواج العاصفة حينما تحيط بالشباب فتدمر مستقبلهم !! والعمل الجاد هو الذي يفتح للشباب أبواب ونوافذ النجاح وينسيه الماضي .
ولكي ننسى الماضي تعال معا نفعل الآتي :
*بدلا من إلقاء اللوم على الماضي , لماذا أقبل أن أكون أسيرا للماضي ؟ لماذا لا أتحرر من أغلال الماضي ؟ لماذا أنظر إلى الوراء دائما والله خلق العينين من الأمام لننظر إلى الأمام ؟ ! .
* بدلا من الاستخدام الخاطىء لكلمة إنسى : بمعنى الهروب من مواجهة الواقع , ومن تبعات المستقبل , تعال ننسى الماضي وننظر بواقعية ونصنع المستقبل .
2 – تحرر من المعوقات
جلست يوما مع مستثمر ألماني , عاش زمنا في مصر, وعمل مشروعات متنوعة , حتى أصبح مصريا , ولقد فوجئت حينما سألته : هل سعدت بتواجدك مع المصريين ؟ قال : إنسى .
ثم تسألني بالله عليك : تحرر من المعوقات ؟ إنها تحاصرنا من كل مكان ؟ وهل أنا من كبلت نفسي حتى أصبح مسئولا عن التحرر منها ؟ إننا كشباب ضحايا في هذا المجتمع ! ... ( إنسى ) ( لا تزاولني ) ( احلقلي ) ( كبر دماغك ) ( فكك مني ) , وغيرها من المصطلحات .
باستطاعتك رغم كل ما قلت وهي حقيقية , أن تنسف كل المعوقات التي تكبلك ! , بسهولة تستطيع نسفها , لأنها ليست دائمة , ولأنها غير مستمرة , فكل شىء في الوجود يتغير , فلماذا لا نغلق النوافذ على ذكرياتنا المؤلمة ؟ ! وبأيدينا أن نغلقها ولن يغلقها لنا غيرنا , لسبب واحد : إنها لن تعود في حياتنا , ولن تظهر مرة أخرى , فلماذا إذن لا نتحرر من المعوقات , باتباع سياسة النسف بإرادتنا , وإغلاق النوافذ بتصميمنا .
حينما ترددت نفس عبد الله بن عمرو بن العاص وهو في الجيش أثناء فتح مصر , فأخذ ينظر خلفه , فوجد من وراءه يقول له : الروح أمامك وليست خلفك , ففهمها عبد الله , فتقدم ليقتحم غبار الوغى , حتى صنع الانتصار .
اقتحم وانسف ودمر وتحرر وانتصر , فتنجح وستنجح .
3 – اصحب أهل الحيوية
أهل الحيوية هم الذين ينظرون إلى المستقبل , لا يكفيهم النظر في حاضرهم ! و لا هم تحت وطأة الماضي مكبلون مقيدون ! فما الذي لا يجعلك معهم ؟ ولماذا تكون بعيدا عنهم ؟ وإلى متى يصر بعضنا على مصاحبة ضعاف الهمم و أقزام العمل ؟ .
أمامك أهل الحيوية الذين لا يذكرونك أبدا بالمؤلم من الذكريات , لأنهم مشغولون بحياة المستقبل الواسعة العريضة العظيمة , فحياتهم كلها نشاط , وأيامهم كلها حيوية .
لن تهزم الماضي إلا إذا صحبت من هزم ماضيه المؤلم ,ولن تنظر إلى الأمام إلا إذا صحبت من نظر إلى الأمام , ومن هنا يبدأ النجاح .
إذا أردت أن تصنع مستقبلك وحياتك , فاصحب الذين يصنعون مستقبلهم وحياتهم , ولا تصحب الذين يبكون على ماضيهم , ولا يجرءون على مواجهته , ولا يستطيعون هزيمته , فهم مهزومون ضعفاء , محبطون بؤساء , يائسون تعساء , فإن أخطر قرارين يتخذهما أي شاب : صنع مستقبله باختيار مهنته , فمن الصعوبة أن يغيرها , فمن الآن اختار !! والقرار الثاني : صنع حياته باختيار زوجته الصالحة فهي حياته الحلوة الدائمة , فمن الآن اختار .
هذا اختيارك أنت وليس اختيار غيرك لك , ولن تنجح فيه إلا باختيارك ثم معاونة أصحاب قادرين على صنع مستقبلهم وحياتهم , فهل ترغب حقا أن تكون ناجحا في حياتك ؟ .
4 – الماضي : ما قبل صلاة الفجر
لا تتعجب من العنوان ؟ لأن صلاة الفجر فعلا هي بداية اليوم الأول مما تبقى من عمرنا !, حيث نبدأ بعد النوم عمرا جديدا , فابدأه بأغلى الأوقات وأحلى اللحظات , في ثلاثة مواطن :
ما يسبق صلاة الفجر : من وقت السحر , والله تعالى ينادينا , هل من تائب فأتوب عليه , هل من مستغفر فأغفر له , فاستيقظ وجمع عقلك وقلبك وناجي ربك , الذي يناديك من قريب .
وأثناء صلاة الفجر : حيث بداية عمر جديد من الله منحه لك , فاصنع بداية نقية , طاهرة , صافية , مع هواء جديد , وايمان جديد , وعقل جديد .
وما بعد صلاة الفجر : من دعاء وحمد وثناء على الله تعالى , كان عامر التميمي زاهد البصرة , إذا خرج من صلاة الفجر قال : الكل يغدو لحاجته , وحاجتي اللهم أن تقض لكل واحد من المسلمين حاجته .
فأنت على موعد مع بداية عمر جديد فابدأه بدعاء لكل الناس , من تعرفه ومن لا تعرفه , بأن يرزقه الله ويهديه ويبارك له في يومه كله , هنالك تشعر بمشاعر الصفاء وأحاسيس الرقة , فتخف النفس , وينشط الجسد , ويصفو القلب , لتبدأ خطوات النجاح الحقيقي كما كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك , فلك الحمد ولك الشكر ) , هنالك تداعبك نسمات النجاح , وتدللك نسائم الراحة .
6 - كيف تسيطر على مزاجك ؟
( دايخ – متضايق – مخنوق – مرهق – تعبان – مزاجي مش مضبوط )
أين هذه الكلمات في حياتنا ؟
والتي ربما من يسمعها يتأثر بجوها الانسحابي المنهزم , فإن كان مقبلا أدبر , وإن كان متقدما تأخر , وإن كان ناجحا تراجع .
هل هي تصرف يخضع للحالة النفسية ويأتي علينا جميعا ؟
هل هي حالة عدم استقرار تأتي على الفرد في لحظات وتنتهي ؟
وهل تأتي علينا جميعا أم تختلف من إنسان إلى آخر ؟
كل هذه الأسئلة وغيرها والتي ترددها في نفسك , وما يدور في عقلك , هي مفتاح حوارنا اليوم , فمن السهولة إذن السيطرة على مزاجنا ! ومن السهولة أن تختفي هذه الكلمات ! بل من السهولة كذلك أن نحولها إلى مزاج رايق ! على مستوى كل أوقاتنا التي نعبر فيها بهذه الكلمات , مثل :
( زيارات الأقارب – حضور الأحفال - المشاركة في المصائب – اختيار الملابس – قرارمصيري في حياتي – المذاكرة والالتزام – المشاركة العاطفية – اختيار شريك أو شريكة حياتى ) .
البعض يقول : الظروف تسيطر على مزاجي , وآخرون يقولون : إنه الفراغ لابد أن يملأ وفي حال عدم خطط لحياتنا وانعدام الرؤية , يملأ الفراغ بالمزاجية , فيكون أحدنا كالورقة التي تطير في الهواء , تتأثر بكل ما يحيط بها .
فهل نحن من الذين يسيطر علينا مزاجنا ؟ أم أحيانا نسيطر عليه وأخرى لا نسيطر ؟ أم نحن على الدوام نسيطر على مزاجنا ؟ .
1 – تخلص وارتاح
نعم أول الأشياء أن تتخلص , أراك تسأل ممن وكيف ؟ , احفظ هذا السر : كل صباح هو صفحة جديدة , فاستقبل الدنيا بتوفيق من الله ,وفوض إلى المالك أمرك , وانظر عجائب ما يحدث لك من جو كله أمان وطمأنينة ومزاج مستقر .
وفي أثناء يومك ثق بقدراتك , ثق بامكاناتك , ثق بأنك ناجح ومتفوق , ثق بأنك قادر على العمل والابتكار , فإن هجمت عليك ظروف خارحية , وهي متأهبة للمعركة , تحاول إبعادك عن هذا المزاج المطمئن المستقر , قل : لا يمكن أن أهتز أو أتراجع , أو أهرب , أو أضعف , الظروف تمر والذي يبقى هو أنا , الظروف كالسحاب نراه في لحظته ثم يختفي , والذي يبقى هو الكون المستقر الراسخ , وهكذا يجب أن أكون , فأنا جزء من هذا الاستقرار , فلماذا أترك هذه المنظومة وأكون وحيدا منفصلا فأصبح صريعا كالشاة القوية الشاردة عن فريقها تسقط صريعة أمام أضعف ذئب يقابلها !!.
نعم تخلص .... من النفسية السيئة .... التي تعتريك ولو لبعض لحظات واسأل نفسك في صراحة :
1 – هل ما أقوم به من عمل فيه إساءة لشخصيتي أو بمن أحبهم ؟
أجب وتخلص
2 – ماذا يقول ضميري وقلبي عن ذلك ( استفت قلبك )
أجب وتخلص
3 – هل قراري فيه عدل وإنصاف أم ظلم يجعلني في قلق ؟!
أجب وتخلص
4 – ما رد فعلي لو رأيت غيري يصنع هذا العمل ؟
أجب وتخلص
5 – ما شعوري إن فعلته هل سأكون راضيا أم نادما متألما ؟
أجب وتخلص
6 – ما رأي الذين أحبهم وأثق فيهم واحترمهم من أصدقائي خاصة الكبار في هذا العمل . أجب وتخلص
7 – هل هذا العمل فيه إرضاء لله تعالى أم يسخط الله منه ؟
أجب وتخلص
8 – يا ترى ما هي عاقبة هذا العمل وما نتائجه ؟
أجب وتخلص
9 – بهدوء تعال وقل : ماسلبياته وما ايجابياته من كل الوجوه ؟
أجب وتخلص
10 – ماذا يقول الناس عن عملك :
( عيب – حرام – غلط – حاجة غريبة – لم نعتاد هذا العمل – ليس في عرف مجتمعنا )
ابعد عن كل ذلك , وامسك في الحل : ( الدين ) بإطاره الواسع وليس في الفقه فقط !! ....وتخلص .
2 – خزن بذكاء
المخازن كثيرة , ولكن التاجر الناجح ؟, من يخزن التخزين الجيد ,ويجلس في اطمئنان , صافي المزاج , وأنت كذلك عندك مشكلاتك , اجعل لكل هموم مخزن , لتعيش لحظتك بمزاج صافي : ( مشكلات المذاكرة في مخزن المذاكرة – مشكلات الأصحاب في مخزن الأصحاب – مشكلات العمل في مخزن العمل – مشكلات البيت في مخزن البيت ) ولا تغفل فتناقش مشكلات في غير مخزنها :
لماذا في البيت نناقش مشكلات العمل ؟
لماذا في وقت الترفيه نناقش مشكلات البيت ؟
لماذا فى العمل نناقش مشكلات المذاكرة ؟
لماذا في المذاكرة نناقش مشكلات الأصحاب ؟
الذي أطرحه الآن :
كيف أعيش في مزاج صافي :
ناقش فى العمل : قضية ( ممارسة عمل لا تحبه )
ناقش في البيت : قضية ( نعيش حياة لا تناسبنا )
ناقش مع الأصحاب : قضية ( إننا تعساء ونجامل بعضنا )
ناقش مع من تحب : قضية ( أنا في صدمة عاطفية قد تجعلني منعزلا وبعيدا ومنزوي ) , كل ما عليك فعله : تحديد هدفك واستعمل قوتك الداخلية وبذلك تستطيع أن تواجه المشكلة التي تعكر صفو حياتك .
ولكن بفتح المخازن معا , واختلاط المشاكل نضيف إليها مشكلة جديدة , وتصبح كالضال في الصحراء , أو التائه وهو لا يدري .
وعندما تفتح أي مخزن خذ بخطوات النجاح :
حول مشكلة المخزن إلى هدف ثم حول الهدف إلى خطة تنفيذية , ولا تستحي أن تطلب العون ممن حولك من المحبين والأصدقاء , ولا تحملهم فوق طاقتهم , وخذ منهم المتاح لهم وبالطرق الممكنة والتي تناسبهم , خاصة الذين يتعاملون بذكاء في فن التخزين , بمعنى : الذين مروا بنفس التجارب والمشاكل والمعاناة والآلام .
3 – تحرر وانطلق
ممن أتحرر ؟ وكيف أنطلق ؟ ... تحرر من عقدة النقص التي تقيدنا , تحرر من الغيرة التي تقتلنا , تحرر من الشك الذي يفتك بنا , تحرر من الكره الذي يكبلنا .
وليس معنى ذلك : بأنك متهم بهذه الأمور , ففي الحقيقة هي توزع علينا جميعا بالتساوي , ولذلك فهي أمور طبيعية في حياة الناس , ولكنها مقيدة للحرية , وهذه أيضا طبيعتها , فلنتقابل معها بطبيعية الأشياء فلنتحرر منها ! وفقط .
لو استبدلناها بالسعادة سننطلق , فالتفكير في السعادة سعادة , ومن صمم على البهجة يبتهج , فلماذا نهرب من هذه الحقيقة ؟! .
سيقول البعض منا : أين هذا الكلام من الارهاق , ومن التعب , ومن الأرف ومن الملل ؟ ! .
وأنا بدوري أسألك سؤالا واحدا : لماذا نستسلم ؟ ,الاستسلام للتعب تعب زائد , والاستسلام للإرهاق إرهاق جديد , والاستسلام للملل انسحاب , والاستسلام للأرف انهزام .
فلماذا نرهق أنفسنا ؟ ونتعبها وننسحب وننهزم ؟ تحرر وانطلق !! .
4 – تمتع بالحياة
متعة الحياة في أمرين اثنين , الأول : في أن أكون دائما في معنويات مرتفعة , وبالتالي أستطيع السيطرة على مزاجي في الغضب , أو القلق أو الاضطراب أو الانفعال , كيف ؟ :
( اصنع هدفا وانشغل به ومارسه , ينعكس هذا الصفاء على وضعك الشعوري , وكلما قوي الجديد طرد القديم السلبي ) .
إن كنت تشكو من عادة كالسيجارة جرب هذا العلاج , أو من عدم المذاكرة , أو من قلة التركيز , أو من التعب , أو من الملل , أو من البيت , أو غير ذلك , جرب هذا العلاج ! .
وهو لا يعتمد على الكلام فقط أو على التصور فقط , وإنما بالممارسة , وما فيها من الثقة والتفاءل والايمان .
والثاني : في طعامنا واكلنا وهل هو فعلا يؤثر على مزاجنا ؟ نعم يؤثر , بل الأخطر أن كثيرا من أمراضنا العضوية ومشاكلنا الصحية من طريقة الأكل السيئ! , الخاضع لمزاجنا ؟؟ .
مثلا ( إجهاد أو تعب أو مشاكل عمل , أو إحباط أو عصبية أو قلق أو صعوبة مذاكرة أو امتحانات ) .
عند كل ذلك يلجأ الإنسان منا إلى الأكل , يخرج أو يحتفل أو بوفيه مفتوح أو عزومة !! أو البعض في حقيبته الحلويات , أو يقبل على المحلات والمطاعم وكلها نشويات لا يعبأ ولا يهتم بما يأكل , كل اهتمامه : صرف الانتباه والهروب من المشاكل , وإن كان في ذلك علة الصحة , ومرض الجسد .
نحن لا نمنعك من الأكل اللذيذ بل نخطو معا للتخلص من الطعام السيئ فقط
أولا : لابد أن نميز بين الجوع الحقيقي والجوع النفسي , ثم نبحث بعدها عن الوجبات الكاملة , أو الخفيفة أثناء الانشغال , ولا نأكل إلا عند الجوع , مع ممارسة الرياضة لإزالة أي توتر , والتقليل من المنبهات , وعندما يعتريك مزاج غير جيد : فاجيء نفسك بعادة جديدة كالمشي أو اتصال تليفوني أو حركة , أو تلاوة قرآن , أو مطالعة كتاب , أو ما تحب !! .
وأخيرا
هل خرجنا عن موضوعنا ؟ ... كلا ... هذا ما يجعلنا في صلب موضوعنا , فمن أجل معنويات مرتفعة دائما , علينا بهذه القواعد الذهبية :
1 – دائما اسأل أحب وأصدق الناس إلى قلبك في كل أعمالك لأنهم سيقولون لك الحقيقة وذلك من أجل تحسين عملك .
2 – دائما ابحث عن الجو الودي من الزيارات المنزلية خارج الرسميات لأصحابك ولأقاربك ولزملائك .
3 – دائما اطرد أي ضعف في روحك واحتفظ بروح عالية بأمرين : الأول حصر طاعاتك وايجابياتك , ثم الثاني : نشر الخير للناس جميعا ودعوتهم بالحسنى إلى كل ما ينفعهم .
4 – دائما لا تقارن , لا تقول فلان عنده أحدث محمول , وفلان يمتلك سيارة , وفلان متفوق , وفلان يتمتع برحلات , لو فتحت هذا الباب لا ينغلق , إن أحسن ما فيك هو الحال الذي أنت عليه الآن , فهو قدر الله تعالى الذي قدره لك , و أفضل اختيار ما اختاره الله لك , فعلينا بالرضا وسلوك عملي بقناعة في كل مواقف حياتنا .
5 – دائما كن قويا , توقف عن نقد ذاتك أو إظهار ضعفك أمام الآخرين , لماذا تعذب نفسك ؟ وتجلد ذاتك ؟ لماذا تعيش في معاناة ؟ ولماذا تسبح في الآلام ؟ .
6 – دائما ابدأ بلحظة جديدة , واصنع فيها الخير بدون مقابل , واجعل من كل معاناة مرت بك زادا لك ؟, وتذكر إن الحديد تشكله النار ولا تنقص منه شيئا , وكذلك شخصيتك تزداد وتصقل وتشكل ولا تنال المعاناة منها شيئا .
7 – دائما اجعل شعارك ( الحب ) ثم ( الحب ) ثم ( الحب ) , مع نفسك والناس والمجتمع والوطن , فأنت قوي بهم جميعا ( كالشجر يقذف بالحجر ويلقي بالثمر ) .
8 – دائما اصنع جوا من المرح والمزاح الضاحك , ولا تجعل الابتسامة تغادر وجهك لأي سبب من الأسباب , ومهما كانت الظروف .
حتى يصبح ذلك أحد مكوناتك كالرأس والقدم واليد والوجه , وخالط المحبين للمرح , فهم ينقلون أجواء المرح معهم أينما حلوا , وأينما كانوا .
ولكي يصفو مزاجك وتسيطر عليه , على المستوى الحياتي أو المهني أو الاجتماعي , وفي كل الأجواء , ومع كل الأزمان , هناك ضوابط ثلاثة لأي نشاط وسلوك لتتمتع بالحياة , احفظهم لتنجح وأنت ناجح دائما :
أولا : الجدية والاهتمام هي الروح
ثانيا : المناسبة لك وللظروف هي الاستقرار
ثالثا : المرونة مع الالتزام هي الاستمرار
فمن هنا الروح , ومن هنا الاستقرار , ومن هنا الاستمرار
7 – كيف تبتكر الأفكار ؟
يا شباب نحن لابد أن نكون عمليين : بمعنى أن موضوع الأفكار كثرت فيه الدراسات , وتحدث فيه المتحدثون , وكتب فيه الكاتبون , ونحن لا ننكر هذه الجهود , ولكن نريد ما يفيدنا في الواقع , فإن اتفق الخبراء جميعا على أن : ( حياتك من صنع أفكارك ) , فنحن إذن للنجاح في حياتنا فى حاجة أفكار متولدة ومتجددة , وملائمة للولقع , ومناسبة لظروفنا , وهذه هي الفكرة الابداعية ولا نقول أنها في جانب دون جانب , إنها على كافة المستويات النفسية والعائلية والحياتية والزمالية والمهارية , فمن مجموع هذه الأفكار تتشكل حياتنا وما نحن عليه .
1 – حسن وضعك
ابدأ من المفهوم السابق نقطة الانطلاق الأولى والممثلة في خطوات ثلاث:
• احترس من أفكار الماضي : فالأفكار الماضية مرت وانتهت , فلا تجعلها دائما هي التي تحركك , فإنها في الحقيقة ترجعك ألى الوراء ولا تقدمك إلى الأمام ؟
• لا تتجمد على أساليب قديمة : فمن أراد الابتكار لابد أن يتمرد على الأسلوب القديم , وبذلك يحسن وضعه الذي يفتح له باب النجاح .
• لا تتعلل بظروف غير ملائمة : ولا نعول عليها ولا نهتم بها , فالظروب غير الملائمة لا تساعد أبدا على ابتكار الأفكار ولا تحسن من وضعك .
ولكي يكتمل تحسين الوضع اسأل تفسك هذه الأسئلة لتكتشف أفكارك :
كيف أشعر مع كل فكرة جديدة ؟
هل أنا متمسك بفكرة معينة ؟
هل أبالغ في الأمر ؟
هل الموضوع لا يحتاج إلى فكرة أصلا ؟
هل يمكنني التنازل أو أفعل شيئا ما أو أغير من أجل فكرة جديدة ؟
بالإجابة الهادئة هل فعلا تستطيع الآن تحسين وضعك ؟
2 – كافئ نفسك
أنت خطوت خطوة , وارتفت مكانة , فلماذا لا تكافيء نفسك نظير هذا الجهد العظيم الذي بذلته , جدد من نمط حياتك , من ملابسك , من رحلاتك , من ترفيهك , وغير من أسلوب تعايشك مع الآخرين , فأنت في الحقيقة تتعلم من خبرة الحياة , ومن خبرة الآخرين الواقعية أكثر من المعارف النظرية .
وبذلك تفتح النواقذ لدخول مجموعة من الأفكار والخبرات والمعارف , خزنها غي رصيدك , لأنك في هذه اللحظة تصبح ( بنك أفكار ) , وعندها من السهولة أن تأخذ منه عند اللزوم دون حرج , وكذلك تستمر في الايداع حنى لا ينفذ الرصيد .
فاجعل كل لحظاتك تخزين من إبداعات الآخرين , ومن قصص النجاح , وانشرها للجميع , عن طريق كل متاح تراه من :
( تجربة أو مشروع أو علاج لمشكلة أو وسيلة أو إعلان أو دعوة أو نشر أو أسلوب أو طريقة أو تسويق ) , واجعل من كل ذلك مكافأت لنفسك .
3 – كيف تكون دينامو أفكار ؟
أفكارك الآن موجودة في البنك , فكيف تكون دينامو أفكار ؟ .... نعم بأمر واحد : حقق ما ترغب أن تكونه , بمعنى لا تتوقف , وأن تتوالد دون انقطاع , فاجعلها من عقلك وامزجها بمشاعرك , واجعلها قطعة من شخصيتك المستقلة , ولا تقلد غيرك أو تستورد منه فكرة , أنت قوي بأفكارك اعتز بها , وانقلها إلى حيز التنفيذ , فكل ما ترغب أن تكونه حققه وطبقه ومارسه دون وجل أو خوف .
ولا تهتم بأقوال الناس عنك , يكفيك معرفتك بنفسك , واعتزازك بأفكارك .
ولا ترتاب في قدراتك أو تتشكك في معلوماتك , وخذ من أفكارك وشكل حياتك دائما بالجديد , وتأمل معي كبف نبتت في الاسلام فكرة الآذان ؟ , حيث دعاهم النبي إلى الفكرة , فأول ما لجأت عقولهم إلى التقليد كالناقوس أو البوق , ثم دعاهم النبي إلى التفكير تاركا إياهم طيلة الليل , فجاء اثنان فقط بكلمات الآذان دون باقي الأصحاب ! والسبب في ذلك أنهما كانا أكثر الناس انشغالا , وهكذا الأفكار الابداعية لا تأتي إلا للمنشغل بل الأكثر انشغالا , وعندما عرضا ما توصلا إليه من كلمات الآذان , قال لهما : أتى بها جبريل !! ليدلل أن أفكارنا من الرحمن يأتي الله بها لمن انشغل ختي باتت سنة الله في كونه , تمضى ولا تتبدل .
4 – كيف تتحكم في الأفكا ر؟
ومن هنا يكون التحكم سهلا ! وميسرا سنستطيع ن توقف "( أفكار سلبية ) تأخذك إلى الوراء أو تطرد أفكارا غير مرغوبة أو تغرس أفكارا ترفع من شأنك وتعلي من أمرك , عن طريق:
1 – جواراتك ولغتك مع نفسك فالاستجابة الانفعالية , تتوقف علي لغتك مع نفسك الحاسمة والقاطعة والقوية .
2 – أسلوبك وطريقتك في التفكير
3 – قوة تركيزك الذهني وبما تفكر فيه
مثال لذلك : ( لوكانت عبارتك مثلا : سأنجح في إنجاز هذا العمل وإن إرادتي قوية لا تلين ) فحالتك المزاجية والانفعالية تتحول إلى الأفضل , مما يساعدك على نجاح العمل .
ولنجذر من فيروسات الأفكار التي تدمر كل ابتكار وكلها من أنفسنا ! مثل : التطرف فى الحكم , أو الانتقائية , أو الحساسية , أو التصلب في الرأي , أو المبالغة والتهويل , أو تعميم المواقف والأحداث , فعلينا أن نطرد هذه الفيروسات بحماية أفكارنا , وهذا برنامج للجماية مجرب وقوي , والممثل في الابتعاد عن هذه الأخطاء القاتلة :
1 – التمركز خول الذات
2 –العجز عن مهمة الاخرين
3 – الشك أو سوء التفسير للمواقف
4 – عدم التعايش ومعايشة الآجرين
فهيا من اللحظة من الآن تبدأ هذا التمرين العملي
1 – اترك كل ما يؤثر عليك اللحظة من تفكير أو انشهال
2 – انهض وقف نشيطا ودع الفشل
3 – اخرج من البيت واتصل شعوريا بالكون الفصيح
4 – تتزه بعضا من الوقت , وفكر باتزان واعتدال
وانظر هنالك
تتوالد الأفكار المناسبة , وتطرد الأفكار اليلبية
وتتساقط عليك إبداعات من الاأفكار .
كيف تتوقع النجاح ؟
هل يمكننا أن نتوقع النجاح ؟ ... كثير من الناس بعد الإخفاقات يقولون : كنت أتوقع ذلك ! , إذن ما يتوقعه الإنسان أيا كان هو بالفعل ما يحدث له !! , وهذه حقيقة ما اتفق عليه الخبراء وأيدتها الدراسات , ووفق هذه القاعدة فالنجاح أمر سهل جدا جدا إذا توقعناه ! وهذا مدار حديثنا اليوم يا شباب : كيف نتوقع النجاح لننجح ؟ .
وكلما ذكر هذا الأمر طلت علينا قصة المدرسين الثلاثة الذين اختيروا لتميزهم في أن يعلموا ثلاثين طالبا متميزا , وكانت النتائج باهرة , ثم كانت المفاجأة أنهم يمرون بتجربة , فلا المدرسون متميزون ولا الطلاب متميزون , وكان السر في هذا النجاح الباهر والنتائج الفائقة : في توقع النجاح من المدرسين والطلاب , الذي صنع نجاحا بالفعل ! .
فالذي يتحرك في الحقيقة أنت , أنت من أيقظت القوة الداخلية الهائلة فيك , نحو ما تتوقع , فلو قلت : سأنجح فالقوة الداخلية تتجه نحو النجاح ! , والعكس : سأفشل , تجعل قواك الداخلية تتجه نحو الإحباط والإخفاق والفشل .
1 – اطلب النجاح
بكل رشاقة تتجه أصابعك على أرقام المحمول وفي ثواني تكلم من تحب وأنت تتوقع حديثه وابتساماته وردوده على ما أعددت من كلمات ولا يحدث كل ذلك إلا حينما تطلبه ! كذلك النجاح : اطلبه تجده فأول توقع للنجاح في طلب النجاح ! .
إذا طلبت حبيبا فكلك قناعة برده الجميل ودعاباته الرائعة , لسبب واحد أن لك عنده قيمة ومقدار ووزن وأهمية ! , وكذلك أنت مع نفسك , عليك أزلا أن تقنعها بالنجاح , فأنت لك قيمة عظيمة ولم تخلق هملا في هذه الحياة !!, بل إن الحياة معبدة لك ومذللة لك , ومهيئة لسعادتك , بل إن الحياة خلقت للحب والمودة فلماذا نضيعها ؟ وهل يضيعها عاقل ؟ بكل الحب وبكل الفخر وبكل السعادة وبكل الفرحة : اطلب النجاح وهذا أول التوقعات بل باب التوقعات الذي تفتحه بأناملك , فالرقم محفوظ لديك تردده ليل نهار في داخلك , إنه النجاح فلا تتردد في طلبه .
2 – ابدأ الحديث بالتفاؤل
برافو عليك إنك لم تتردد في طلب النجاح , ابدأ حديثك بكل ثقة , فمشاعرنا تسبق كلامنا , وأحاسيسنا تسبق أحاديثنا , هذه حقيقة كلنا يعيش فيها , والسؤال الآن : متى يكون حديثك عن النجاح مع نفسك متفاءلا ؟ :
1 – في ملبسك : الأنيق النظيف الشيك المرتب الجميل .
2 – في سلوكك : المؤثر الأخاذ المتميز المرن الطبيعي
3 – في كلامك : البليغ الصريح المدهش الفصيح المؤدب
4 – في عملك : المتقن الراقي العالي المخلص الصادق
5 – في أخلاقك : السامية الكريمة الرحيمة الرقيقة
6 – في جرأتك : القوية الهادئة الحكيمة البصيرة
7 – في أفكارك : الملهمة الموهوبة المبدعة الدافعة
كل هذه المواطن هي حديث التفاؤل مع نفسك عن النجاح , فتوكل على الله وابدأ الحديث , بذهن صاف من كل شيء قد يشوش الحديث أو يقطع الاتصال , أو يمنع الوصال .
ابدأ الحديث بهذا التفاؤل , بروح مستقرة , وبنفس ثابتة , فإن التفاؤل هو توقع النجاح , فالنجاح :
توقع الشفاء عند المرض وهذا تفاؤل
وتوقع النهوض بعد الفشل وهذا تفاؤل
وتوقع النصر بعد الهزيمة وهذا تفاؤل
وتوقع الوقوف بعد الكبوة وهذا تفاؤل
وتوقع المنحة بعد المحنة وهذا تفاؤل
وتوقع الفرحة بعد الكربة وهذا تفاؤل
وتوقع اليسري بعد العسري وهذا تفاؤل
وتوقع السعة بعد الضيق وهذا تفاؤل
ولا معين لك على التفاؤل وبدء الحديث بهذه الروح السعيدة , إلا بالايمان بالله والثقة به , حيث لا إفراط ولا تفريط , لا إفراط يصل بك إلى التسيب, ولا تفريط يصل بك إلى التشاؤم , بل اعرف مواهبك ومقدارك وقيمتك , ومنها ابدأ الحديث , غير ناظر إلى نجاح غيرك بحسد أو حقد , أو سارحا في أوهام نجاحات اليقظة البعيدة عن الواقع .
3 – لا ترضى بأقل من النجاح
من يجتهد علة المقبول يكون عرضة للرسوب , ومن لا يرضى بأقل من النجاح ينجح حتما , فهذا الأمر يعطيك ثقة واحترام للنفس , وإنجاز كامل للأعمال مهما كانت .
1 – إذا جاءك نداء يقول : ( العمل كبير مش عايز يخلص ) تذكر : لا ترضى بأقل من النجاح , وقل : كم أنجزت من العمل , ولا تقل : كم تبقى منه ؟! .
2 – إذا جاءك نداء يقول : ( ياه لسه كتير ) تذكر : لا ترضى بأقل من النجاح , وقل لنفسك : أنجزت مرحلة لابد من عمل حفل عظيم وابدأ منها مرحلة جديدة .
3 – إذا جاءك نداء يقول : ( أنا مشغول لا يوجد وقت ) تذكر: لا ترضى بأقل من النجاح , وقل لنفسك : سأحصي الأوقات الغير مستغلة كالطابور والكافتيريا والمواصلات وغيرها , واستغلها في التفكير والتوقعات .
4 – قل : ( لا أرضى بأقل من النجاح )
حينما تصبح الدنيا أمام عينيك سوداء
اضحك من قلبك في وقت الضيق وحوله إلى سخرية
ابحث عن حل عملي فيما يغضبك من حبيبك واصبر عليه
انشر فكرة تشجيع الآخرين لتنعم أنت مع نفسك
وبذلك لا ترضى بأقل من النجاح , ليتأكد لك توقع النجاح , فإذا تمكن في نفسك نجحت .
4 – استغل اللحظات
لم أفهم قيمة شذرات الذهب إلا حينما عرفت من صديقي الصائغ أن شذرات الذهب ذهب , تجمع وتعاد بنفس قيمة الذهب , وشذرات الذهب هي لحظات الزمن التي تمر بنا , فاستغلها فإنها فرصة غالية . إنها أغلى من الذهب , فالوقت الضائع لا يعود ولا يسترجع .
وتامل معي هذه المنظومة التي تصنع في آخر الأمر مصيرك في الحياة :
أفكارك تتحول إلى كلمات
وكلماتك تتحول إلى أفعال
وأفعالك تتحول إلى عادات
وعاداتك تتحول إلى شخصية
وشخصيتك تتحول إلى مصيرك في الحياة
أليست هذه المنظومة هي اللحظات التي تمر علينا , والسؤال الذي أكاد أن يسمعه قلبي من ضمير وجدانكم في همس :
كيف أستغل لحظاتي ؟
لحظة : امح فيها رسالة محبطة
لحظة : غير فيها رسالة سلبية
لحظة : احذر فيها رسالة يائسة من صديقك أو أحد أقاربك من المحيطين بك
والخلاصة :
1 - لا تسمح لأي شخص في أي لحظة أن يخاطب قوتك الداخلية التي توجهك , إلا أنت , وبذلك عليك أن تصنع توقعاتك الناجحة : ( اليوم مشمس وجميل ) ( أسرتي مطيعة ولينة ) ( العمل سهل وميسر ) .
2 – ركز على ( الخطوة صفر ) قبل خطوات النجاح , وهي التي تسبق كل الخطوات : إنها النية , فهي التي تحمل توقعاتك كلها , جدد نيتك مع كل لجظة , وقبل كل عمل , ثم انطلق , فإن تسعة أعشار النجاح في الجهد المبذول , واجه لحظاتك بالجهد المبذول , واستعن بهذه التمارين الأربعة التي تمنحك لياقة في توقع النجاح , في كل لحظاتك , مثل اللياقة البدنية والنفسية , وهي :
1 – فكر قبل لحظة التكلم حتى لا تضيع
2 – احذر من لحظة تسخر فيها من أحد فإنها ضائعة
3 – صوب نحو القلب والمشاعر فإنها اللحظة الباقية
4 – يسطر على أعصابك فتنعم بأغلى لحظة
9 – النجاح عهد وطاقة ومسئولية
1 – كيف تكتشف موهبتك ؟
( قيل إن فيك كنوزا لم تكتشف بعد ؟ ) , فهل هذه حقيقة ؟ ولو كانت واقعة هل اكتشفناها ؟ ولو اكتشفناها هل قمنا بتطويرها وتنميتها واستخدامها ؟ .
كثير من الشباب يختار الاتجاه العلمي وربما لو حول إلى الأدبي تفوق ومهر وأبدع !! وكثير من الشباب يختار رياضة معينة , ويهدر فيها جهده ووقته وعرقه ثم لا يجد نفسه في المهارة والتفوق إلا إذا تحول إلى رياضة أخري لها وقع في نفسه .
فلماذا نضيع الأوقات ونبذل الجهود بلا فائدة ؟ والحل فينا وليس بيد غيرنا , إنه في اكتشاف الموهبة , قم ما بعدها سهل وميسور .
فإن كانت الموهبة موجودة فاكتشفها أولا , واختارها ثانية , لمهنتك فلن تنجح في مهنتك إلا إذا استفدت من موهبتك , لتجد نفسك في العمل , ووقتها ستعشق العمل , ويكون مجببا لك , لسبب واحد أنك أعطيت كل مواهبك فيه , وهذه هي اللذة المعنوية التي لا تضاهيها لذة .
اسأل نفسك ما الذي أميل إليه ؟ وما هي ميولي في هذا الأمر ؟ فأشبع هذه الميول مادامت بهذه النية المخلصة , والموافقة لما أمر الله به , فلا تخف ولا تتوارى ولا تتوانى .
فتحقيقك لهذه الميول يعني أنك تصقل مواهبك التي اكتشهتها , فالمواهب كأي كائن حي يحتاج إلى زاد ليعيش وزادها هو اشباعك لميولك أنت لا ميول غيرك !.
فكلما رأيت موهوبا قل لنفسك : وأنا موهوب في شيئ آخر فلماذا لا أبدأ ؟ .
أنت ثروة عظيمة وما خلقك الله إنسانا إلا تكريما لك , وبهذا الاكتشاف لمواهبك تكون اخترت الطريق الصحيح ., وبهذا الصقي لمواهبك تختار مهنتك من الآن , فإذا بك تعطيها كل طاقاتك, وتختفي وفق هذا الاكتشاف الأعمال الميتة , والمهن المكروهة , والطاقات الساكنة , حيث لا يسأل الإنسان نفسه بعد ذلك : من أين الإخفاقات ؟ من أين الفشل ؟ أين النجاح ؟ هذا هو أول طريق النجاح يا شباب , يا أعظم ثروة في الوجود .
2 – كيف تركز طاقاتك ؟
ما الذي يقف حائلا بيني وبين أن أفجر طاقاتي ؟ ( الخوف , نظرة الناس , عملي المتواضع , غيري متفوق عني ) هذه كلها أوهام , صنعنا منها جدارا ضخما وسورا عظيما , فأخفي ما فينا من طاقات , أو جعلنا نبذلها في ضعف ! .
إن التركيز هو الحل , هو الذي يجمع الطاقات فتقوى في مواجهة هذه الأوهام ! .
لا تستغرب من هذه الحقيقة فهي مجربة , وقد نجحت نجاحا باهرا , إنها تتجمع في شئ واحد ( تفرغ تماما لهدفك ) ( اجعل هدفك أولى أولوياتك ) ( لا تحزن من السهام التي توجهك إلى غير هدفك ) ما دمت حاشدا كل طاقاتك نحو الهدف , فأنت ناجح حتما , والله هذا ما يصرخ به قلبي من معاناة الزمن وقساوة الأيام , فكم من الأوقات تبذل ولا نجني منها ثمرة , لأنها إلى عير الهدف , فالتفرغ الحقيقي يكون للهدف , وهو التفرغ الذي يصنع النجاح :
- فكرا وتخطيطا وعملا
- عقلا وقوة
- قلبا وروحا
- أعصاب ومزاجات
والطريق لتركيز الطاقات يبدأ من هنا , في خطوات محددة :
1 – تحديد الهدف : في جميع جوانب الحياة الروحية والشخصية والصحية والاجتماعية .
2 – القناعات : بكل أهدافك وأعمالك وحاول أن تستمد هذه القناعات من الذين حولك من الوالدين والأصدقاء والبيئة والإعلام .
3 – شخصيتك : امزج ما سبق بشخصيتك أنت , بأعصابك أنت , فقدم الجديد والايجابي فأنت المسئول عن تصرفاتك , وأنت المسئول عن تحمل قراراتك , فشخصيتك تعلي من احترامك , وترفع من قيمتك .
ومن أجل التركيز كن صافي العقل , فالعقل يصفو حينما ينظر إلى العلياء , حينما ينظر إلى أبعد نقطة , لا تجعل العقل في حلبة الصراع , فلا ينشغل إلا بالساقط واللاقط والضعيف واللا قيمة له , من النزوات والتحيز والتعصب والشهوات والغضب والانفعالات الوقتية والعزلة والتقوقع والحسد والحقد والغيرة والمنافسة وتضخيم المخاوف , وقد ثبت أن 99% من مخاوفنا لا تتحقق في الواقع ! .
أرأيتم يا شباب كل هذا الكم الذي يقف دون صفاء العقل , ولكنك بصرف النظر عن هذه الصوارف , وتحويل النظر إلى هدف سامق عال سامي , ترتفع تماما عن السُفول , ووقتها تستطيع أن تركز طاقاتك وقدراتك نحو ما تريد .
3 – كيف تتصف بالجدية ؟
ادرس و افهم وتعمق وتفوق و ثابر و ابذل وصمم وتحدي , هذه هي الجدية لتنجح , فالجد عكس الهزل , وهو الاجتهاد في الأمور , وحينما وصف الواصفون سير النبي صلي الله عليه وسلم قالوا : ( كان إذا جد في السير جمع ) أي اهتم به وأسرع فيه , فمعاني الجدية إذن في ثلاثة أمور : الاجتهاد والاهتمام والمسارعة , ( بادروا بالأعمال ) ( وعجلت إليك رب لترضي ) ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة ) , وغيرها من النصوص أحسب أن المخاطب بها الشباب , فمن مثل فتوته وعنفوانه يبادر ويسرع وينجح ويفوز , فهذا النبي الشاب يحيي عليه السلام يقول له الله تعالى : ( يا يحيي خذ الكتاب بقوة ) , ولن ينجح ناجح إلا إذا اتصف بالجدية الممثلة في الشباب : حيوية ونشاط وحركة واجتهاد واهتمام ومسارعة :
إني رأيت وقوف الماء يفسده إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
فماذا ينتظر الشباب ؟ أينتظرون أن تمر أمامهم الأيام ثم يفيقون فيجدون أنفسهم في ضعف ووهن !! ؟ .
ولكي تتصف بالجدية , اجعل أفكارك وطموحاتك وتطلعاتك وأمانيك حية بالعمل والممارسة , وإلا أصبحت هل حبيسة , وأصبحت أنت هزليا , لا تعرف الجدية .
ولكي تتصف بالجدية اغتنم الأوقات , وادرك قيمة عمرك , حتي يقال عنك : ( إنك لا تحسن تضييع وقتك ) .
ولكي تتصف بالجدية أن تساهم في كل اتجاه فيه خير , بحيث يجعل ميزانه دائما في ازدياد , قال ابراهيم الحربي رحمه الله : قد صحبت أحمد بن حنبل عشرين سنة صيفا وشتاء وحرا وبردا وليلا ونهارا فما لقيته في يوم إلا وهو زائد عليه بالأمس .
ولكي تتصف بالجدية اجعل عملك أكثر من كلامك , حتي تحت وكأة المصائب والكوارث , وهذا لن يكون إلا بمصاحبة الجادين , الذين يدفعونك دفعا إلى الجدية والعمل وترك الكسل .
4 – كيف تتمتع بالعمل
نعم ... تمتع بالعمل حتى تعشقه , ولن يجبك العمل حنى تحبه , ولن تحبه حتى تمتزج مشاعرك مع مشاعر العمل , وتجتمع نبضاتك مع نبضات العمل , وتختلط خلجاتك مع خلجات العمل , ولذلك عليك :
1 – احترام العمل
2 – ولا تتعال عليه
3 – واجعل للعمل هدفا
4 – وانجزه بكل طاقة لديك
5 – وتعمق فيه
6 – واتقنه جيدا
7 – واجعله أساسا تبني به شخصيتك
وبذلك يصبح العمل ركنا من أركانك , وجزءا لا يستطيع أن يتخلى عنك , وما أجمل أن تتعامل معه بروح الفنان , فضع مزاجك كله هي العمل , ترسم بريشتك الجمال النابع من داخلك في نشوة ومتعة .
إذا سلمنا بهذه الأمور , فلماذا نتعب أنفسنا ونلوم القدر , ولماذا نجهد أوقاتنا خاصة إذا حدث تراجع في حياتنا ولوم القدر ؟ , ولماذا إذا حدث تغير في أحوالنا أو تبديل في أيامنا نلوم القدر ؟ واللوم الحقيقي لأنفسنا نحن , لأشخاصنا نحن , فلماذا لم ننتهز الفرصة ؟ التي صنعها الله لنا وفيها كل الخير لنا !!.
وربما يقول بعضنا : الحياة خدعتنا ! فهل هذا القول يمثل الحقيقة ؟ وهل بالفعل نحن مخدوعون من الحياة ؟ أليس في التسليم لهذا القول ضعف لنا , وقلة حيلة , وهوان ومذلة , وانسحاب وانهزام .
هل استراح البعض حين يلوم القدر ؟ هل استراح البعض حين ينهزم وينخدع ؟ هل استراح البعض حين يشعر بخيبة الأمل ؟
والله يا شباب والله يا رجال والله يا نساء : نحن الذين نحيط أنفسنا بالظلمات , فلا نري إلا سوادا , ولا نسير إلا ونتخبط , والكشاف معنا ونحتاج فقط لضغطة من أنامل قوية وماهرة , كلها ثقة وأمل , وليست أنامل مرتعشة واهنة لا تستقر على حال !.
فخلاصة النجاح :
بجهدك
بإصرارك
بثباتك
بإرادتك
فالإصرار على النجاح هو النجاح , ولن يصل إلى النجاح إلا من يصر عليه , والإصرار هو نتيجة الجهد , والثبات هو ثمرة كل ذلك .
هذه الخلاصة لكي نثبت عليها تحتاج إلى معينات ثلاثة :
أولا : تحسين ذاتك وتنمية نفسك بكل وسائل التنمية , من الاطلاع والبحث والعمل والاكتشاف .
ثانيا : اختيار الناجحين من الأصدقاء لتعمق صلتك بهم فإنك في الحقيقة تعمق بالنجاح عن طريقهم .
ثالثا : التطلع الدائم للأرقى والأعلى والأسمى في كافة مجالات الحياة وترك الأتفه والأرخص والأقرب .
والخلاصة :
التي أريدك أيها الشاب مهما كان عمرك , فالشباب لا يعتبر بالأعوام , أن تتمسك بها : التركيز على خبرتك أنت , التركيز على ذاتك أنت , فمن هذه النقطة ابدأ , وسترى الثمار اليانعة , والنتائج المبهرة , والأهداف الراقية .
2 – اقهر المصاعب واخطف النجاح
فإن قال قائل : حاولت كثيرا , وأحاول ولكن :
لماذا تتعهدني المصاعب ؟
كلما تقدمت أفقد شيئا !
يوما أفقد أستاذا كنت أرقى بزاده !
ويوما أفقد عملا أرهقني بناؤه !
ويوما أفقد نجاحا طالت تضحياته !
ويوما أفقد زميلا سري من أسراره !
ويوما أفقد حبيبا أسعدتني أوقاته !
ويوما أفقد مالا أكبدتني جنيهاته !
لماذا تتعهدني المصاعب ؟
كلما تحمست تراجعت !
فمرض يفقدني الحيوية !
أو عجز يسحبني إلى الوراء !
أو حادثة تقعدني زمانا !
لماذا تتعهدني المصاعب ؟
يا هذا أليس في البشرية أحد إلا أنت ؟ أليس في كون الله من حادثات إلا وهي نثصد إياك ؟ عيب ثم عيب ثم عيب , أو عار ثم عار ثم عار .
قم ... وانهض ثانية ... ولا تستسلم لهذه النداءات الخادعة , لأنها هي الوهم نفسه !!
أليس في كل ما ذكرت كانت لحظات نجاح باعترافك أنت , لماذا لم تخطف النجاح وتنميه , فهذا هو الحال الدائم للأيام يوم خلو ويوم مر , وهذه هي الطبيعة المستمرة للساعات ساعة سرور وساعة أحزان , اقهر المصاعب , واخطف النجاح , وسر على بركة الله , فالله تعالي مؤيدك بنصره , فمن حكمة الله أن جعل النصر ينتظرك , فلا تخدعه بضعفك , وتتركه بعجزك , انهض إليه فهو واقف على الطريق ينتظرك !!!
فلا تنظر بوجهك إلا إليه . ولا تتطلع بعينك إلا له , فإلى الأمام فالنصر ليس خلفك , والمهزوم من تنهزم روحه , لأن الروح أمامك فلا تتركها فتسقط , ولا تتخلى عنها فتموت , فنحن بالروح نحيا , وبها نعيش .
يا شباب : لماذا يرضى بعضنا إذن بالعيش بنصف روح , فنحيا نصف حياة !! . والله خلق كياننا حيا بالروح في كل خلية من عقولنا , وكل ذرة في أجسادنا , وكل نبضة في قلوبنا , وكل خلجة في أنفسنا .
فهل تشك بعد ذلك في قدرتك ؟ أو ترتاب في امكاناتك ؟ أو تخاف من مصاعب ؟ .
اقهرها يا رجل وانهض , اقهريها يا امرأة وانهضي , كلما برزت لكم وردة النجاح اقطفوها , وكلما برز لكم نور النجاح اخطفوه , وانهضوا ولا تعبأوا بالمصاعب !! .
3 – اعشقوا أعمالكم
هل وجهك يبرق نورا وإشعاعا بعملك ؟
هل فرحتك الحقيقية لا تتحقق إلا بعملك ؟
هل عملك عنوان لافتخارك تتشرف به ؟
هل تضع كل حماستك في عملك ؟
هل تغار على عملك في سمعته ونصاعته ؟
إذا كانت إجاباتك ( بنعم ) :
فعملك له الأولوية على كينونتك
له الأولوية على هذا الجسد ومتطلباته
فمن ينظرون إلى أعمالهم ( كضرورة معيشية ) لتأمين خبزهم وخبز من يعيلون فقط , أو لتأمين مأوي ومسكن مريح فقط , يعيشون عملهم هما بالليل ومذلة بالنهار !!, يعيشون عملهم كابوسا يهددهم في كل لحظة ! , يعيشون عملهم وحشا كاسرا يتربص بهم كل حين ! .
لذلك فالأولوية لعشق العمل , وهو يفتح لك الأبواب بعد ذلك !!, وهذه هي خلاصة النجاحات أراها حقيقة في حياة الناجحين , فإذا غابت كان العمل عبئا شديدا على صاحبه , يذهب إليه كأنما يساق إلى الموت , فإن خرج منه كأنه مولود خرح إلى الحياة , ولكن أي حياة : حياة الكآبة والهم والمذلة والمأساة المستمرة , وهو لا يدري أن طعم النجاح في عشق العمل !! .
4 – ارتاح في مقاسك
مشكلة المشكلات في البحث عن المقاس المناسب لجسمك , وعندما تجد مقاسك تستريح , ليس لأنك وجدت مقاسك بل لأن مقاسك وفر لك الشكل الملائم والمظهر اللائق , مما يضفي عليك راحة في البدن , وثقة في نفسك , وتمتع بعملك .
ولعل من المضحك حقا أن لا يكون المقاس مناسبا , فإن كان كبيرا أو صغيرا ضحك الناس لرؤيته , وكذلك إن كان طويلا أو قصيرا , فضفاضا أو ضيقا , وغير ذلك من صور كاريكاتيرية , تكون مثارا للتهكم والسخرية !! .
وهكذا نحن مع النجاح , فلن يتحقق نجاح إلا حينما نتمتع بالعمل , ونرتاح بالعمل ( أرحنا بها يا بلال ) هكذا كان النبي يقول لبلال عن الصلاة , حتي يكون عملنا هو مزاجنا الرقراق , ونشوتنا المبهجة , ولن يتم ذلك إلا بالتعامل بواقعية , والنظر إلى مقاسك جيدا , عن طريق أربع خطوات :
أولا : احترم عملك بغض النظر عن حجمه أو وزنه أو شكله أو لونه , مادام يناسبني ويلائمني .
فمهما كان العمل صغيرا أو كبيرا أو متوسطا , فاحترامه هو الأساس , واحترامه يعني الملائمة والموائمة لمقاسك : لقدراتك وامكاناتك وطاقاتك وأفكارك وإبداعاتك , فما قيمة عمل شكله ضخم ولكنه أكبر أو أصغر من قدراتي أو بمعنى آخر : ليس على مقاسي .
ولماذا إذن نضع أنفسنا في قالب فكاهي كلما رآنا الناس ونحن لا ندري ؟
ولماذا يقبل بعضنا بذلك وهم يدرون رغم سخرية الآخرين بهم ؟
ثانيا : اطبع على عملك شخصيتك فالأعمال لها مذاق من حلاوة صاحبها , ولها عطر فواح من معين صاحبها , فإن خلت من شخصيتك قيل : لا لون ولا طعم ولا رائحة لها !! .
فإن تكلمت خرجت الكلمات من معينك , لها مذاق ولها عطر ولها لون حتى يقال : هذه كلمات فلان , وهكذا أفعالك وحركاتك وخدماتك وإيماءاتك , وربما في صمتك وسكوتك .
يحلو للبعض أن يقلد أو يحاكي أو يستعير , فيكون مدعاة للتهكم لأنه
يرتدي مقاسا لا يناسبه !! .
ثالثا : اصنع بيئة تعمل على تطوير ذاتك مهما كان عملك الذي تقوم به , ربما يستهتر البعض بعمل صغير , فلا يخطط له , ولا يحتار له المكان والزمان والموقف والناس , فيغتم لأول وهلة إخفاق , وكأنه انهزم في معركة حامية لعمل ضخم فخم عظيم .
فإن كان المصاب واحدا بغض النظر عن حجم وهيئة العمل , فلماذا لا نصنع بيئة نجاح نضمن بها النجاح , وهذه البيئة تعينك على إظهار قدراتك وتنميتها وتطويرها وتحسينها , حتى تلائم مقاسك في جميع الظروف .
رابعا : حاول أن تبقي دائما مع الناس الجديين , انخرط فيهم , ولا تغادرهم , فالنجاح معدي , والطموح معدي , والجدية معدية , والطباع تسرق الطباع , والمرء على دين خليله , فليس الأمر في البحث عن مقاسك والعثور عليه , بل في حفظه : بالتمسك به , والاستمرار عليه , ولا يعينك على ذلك إلا الذين معك ( محمد رسول الله والذين معه ) وليس الذين له , فالبعض يظن أن البيئة المناسبة بأن يختار الضعفاء من الناس يحيطون به , ليكون هو المقدمة كلها وحسب , وهذا خطر عظيم , لأنه لا يصنع بيئة تطوره بل يصنع بيئة تدمره .
فالخلاصة :
كن واقعيا وابحث عن مقاسك , وعن عمل ملائم لقدراتك وامكاناتك مهما كان صغيرا , فإنما النجاح بمذاقه ولونه ورائحته وحلاوته فقط .
11 – كيف تتغلب على عاداتك ؟
1 – اصنع ظروفا تساعدك
( الظروف المساعدة )
عبارة انتشرت بيننا سواء في الحالات الناجحة أو الحالات الفاشلة , فمن نجح قلنا : ساعدته الظروف , والآخر لم تساعده الظروف .
والظروف على كل الأحوال بأيدينا أن نصنعها , فلماذا لا نصنع ظروفا مساعدة لما نريده ثم نزج بأنفسنا فيها ؟ .
ومثل ما نبحث عن الظروف المساعدة نبحث أيضا عن الظروف المعوقة التي تحول دون تنفيذ العمل والوصول إلى النجاح .
والظروف سواء المساعدة أو المعوقة هي واحدة , لأنها لا تخرج في مجملها عن :
1 – قوة أو ضعف داخلي في رقابة النفس ومتابعتها .
2 – ثقافة ومعارف وخبرات بنسب مختلفة أو موجودة أو معدومة .
3 – نظام للحياة يؤلف بين الشئون المختلفة واضح وصريح .
4 – تقييم ومحاسبة مستمرة للأداء بحيث يضمن الاستمرار والتحسين والاستزادة .
جدد وابتكر
دائما جدد في صنع الظروف واطرد تماما عبارات : الظروف أقوي مني , الظروف غلبتني , الظروف قهرتني , لا تستسلم واصنع ظروفا جدبدة , لماذا ؟ لأن القديمة قد تجعلك تتراجع إلى الوراء ! فتتحول إلى عراقيل في طريقك , وللأسف أنت الذي اخترعتها , وبذلك فهذه الوقفة في الطريق هي التي تبعدك عن النجاح .
تجهز وتأهب
وفي وسط الظروف المختلفة , حتي ولو كانت كما يقولون أحلك الظروف , أو كما يقول البعض : لدي ظروفي الخاصة , عليك أن تتجهز دائما بالمبادرات القوية , بالطبع التي توافق امكاناتك , ولذلك أقول لك : المبادرات الممكنة , القابلة للتنفيذ والموافقة للواقع , ولبست المثالية لأو الحالمة , التي سرعان ما تكون عائقا يدعو إلى الفشل والإخفاق واليأس والتوقف .
بهدوء ابحث وادرس واسأل واقرأ وطالع واسمع , وكل ما تحسن به ظروفك بادر بتنفيذه , ما دام مستوفيا للشروط السابقة .
لا تنتظر أن يساعدك أحد
ومن أعماق قلبي أهمس في أذنيك : لا تنتظر أن يساعدك أحد , وإن ساعدك أحد فلا تتصور أن يستمر في مساعدتك ! , اصنع بيديك وبنفسك ومن أعصابك ودمك , ظروفا تساعدك وابتعد عن الاستسلام للظروف السيئة , وتجهز بالمبادرة الممكنة , وهذا أول الأسرار إذا أردت حقيقة أن تتغلب على عاداتك , مهما كانت في الأكل أو في الشرب أو في الملابس أو في العمل أو في السلوك أو في الكلام أو في النوم أو في التعامل أو في الدراسة , أو في اختيار الأصحاب , أو في التدخين , أو في قضاء الأوقات .
وكثير هي قصص الناجحين من الشباب الذين لم يستسلموا لظروف القاسية , وإنما واجهوها بصناعة ظروف جديدة , تقول إحدى الفتيات : قررت ألا أستسلم ولا أضعف ولا أنهار , فكرت في مستقبلي وأعطيت نفسي الأمل , أنا أتغيرت وليست الظروف , أنا لست دكتورة نفسية ولا يحزنون , أنا إنسانة تحديت الظروف والحمد لله نجحت ودخلت الجامعة , نصيحتي إليك : ( خليك أقوي من الظروف أنت قوي بالله وضعيف بنفسك ) .
وهكذا أول التغلب على عاداتنا زمشاكلنا تبدأ من هذا الباب الذي يفتح لك الطريق إلى النجاح على مصراعيه .
2 – لا تقبل التنازل أو الاستثناء
كل يوم جديد
بل كل لحظة , ربما سميت يلحظة لأنها تحظى بالجديد , فلماذا لا نتناغم مع الحركة الطبيعية للحياة ؟ ولماذا لا نكسب كل يوم جديدا ؟ ولماذا لا نجظى في كل لجظة بالجديد ؟ جرب وسترى كيف يطرد الجديد كل قديم مادام معوقا , فليس الرفض لمجرد أنه قديم , فكل قديم بروح جديدة فهو جديد .
إذا اقتنعنا معا بما سبق , فلماذا يقبل بعضنا الاستثناء ؟ ولماذا يرضي بعضنا بالتنازل ؟ , إن التنازل يجر وراءه جيشا من التنازلات , والقبول بتنازل واحد يجعل حياتنا بعد ذلك كلها استثناء يبعدنا عن النجاح ! .
فإذا بنا نقبل بكل تراجع : معلش المرة دي فقط
وإذا بنا نرضى بكل زلة : علقة تفوت ولا حد يموت .
ومن هنا تشتد علينا المصاعب ولا ندري ! وبهذا الأسلوب تغلبنا عاداتنا قم يقول بعضنا :لا أستطيع أن أتعلب عليها , لقد حاولت كثيرا ولكنها قوية وجارفة وطاغية ! , وما هذا إلا لقبول الاستثناء والرضا بالتنازل .
كيف أتغلب على عاداتي ؟
ولكي لا نبكي أو نتباكى فالسؤال الجاد الآن : كيف أتغلب على عاداتي ؟ وقد غلبتني واشتدت الظروف علي من كل جانب ؟! .
ليس الأمر مستحيلا والحل سهل جدا وبإمكانية كل واحد أن يفعله , دون مساعدة من أحد , أي بقدراتك وامكاناتك التي وهبها الله إليك , اصنع سلسلة من النجاحات المستمرة , فلا شك أنك ناجح في أشياء تحبها ركز عليها واصنع منها نجاحات تشعرك بالثقة واللذة والمتعة , فإنها تساعدك علي الصمود أمام التحديات التي تواجهك , إنها تمنحك الحياة أمام الصعاب , مهما كانت في نظر الآخرين تافهة وضعيفة ومتواضعة , يكفي أنها تعطيك سر الصمود والتصدي , وتمنحك القوة على مواصلة النجاح الذي يبدأ من هذا الدرس بألا تقبل الاستثناء ولا ترضي بالتنازل ! وبذلك تتغلب على عاداتك , وتقودها إلى الأحسن والأرقى !! .
3 - عادتك عدوك أو صديقك
كما تصحب حبيبا لديك اصحب عادتك الحسنة فهي أولى بالمصاحبة , ومعني أن تصاحبها أو تصادقها أن تلزمها وتلزمك , وتنميها دائما فتنميك .
والعادات الحسنة كثيرة فينا , ولكن يبدو أن العين أول ما تقع على المساوئ والعيوب , ولكن انظر إلى عاداتك بعين القلب فإنه يكتشف الحسنات ويلزمها وينميها , ولا عيب في تكرار هذه العادات الحسنة فكلما تحسنت وتكررت وواظبت عليها طردت العادات السيئة , وإن أردت أن تطردها إلى الأبد فباستطاعتك ذلك , فنحن في الحقيقة صناعة هذه العادات , ومنتج من هذه العادات , ومستقبلنا من ترسيخ هذه العادات , وحياتنا من صناعة عاداتنا , ولذلك كان التغلب على عاداتنا السيئة والسيطرة عليها وتغييرها أكبر عامل من عوامل النجاح , لأنها العدو الذي يواجهنا , أما الصديق فواجب علينا أن نطوره ونحسنه ونرفع من شأنه , بالتشجيع والتعزيز والتحميس .
والتغلب على العادة يحتاج إلى شخصية قوية , وبناء الشخصية القوية يعني طرد الضعف والعجز , فكلما كان التطوير والتحسين للعادة الحسنة , اختفت السيئة وللأبد .
4 – تمرينات رياضية نفسية
الجسم يحتاج إلى تمرينات رياضية ليقوي على الحياة , ويكون رشيقا , وينعم بالحيوية , وكما أن للجسم تمرينات فالنفس لها أيضا تمرينات رياضية نفسية بها تقهرالعادات السيئة , وأشهرها أربعة : الجوع والسهر والخلوة والصمت , وفي إسلامنا الجميل أصبحت هذه التمرينات أجمل وأثمر , فالجوع هو الصيام , والسهر هو قيام الليل , والخلوة هي الاعتكاف , والصمت هو السكوت عن الشر والتحدث الدائم بالخير وفعله , وكلها تمرينات ايجابية عملية , وليست منعزلة عن حياة الناس , وليست تعذيبا للإنسان , أو قسوة بدون فائدة , ومن ثم أطلق عليها علماء التربية : ( إذا أردت أن تجني الفوائد فاخرق العوائد ) , بمعنى كل الفوائد في قهر وخرق العادات السيئة والتخلص منها .
وجرب هذه التمرينات تمنجك : قوة الإرادة , التي تكسر بها : العادات السيئة , فتعزم عزمة واحدة تواجه بها العادة السيئة , وتقول لنفسك في كل مرة : آخر مرة أراك فيها اذهبي بلا رجعة .
وهذه التمرينات هي وصفة رباعية متكاملة لا ينفع التقصير في جانب من جوانبها , أو اختيار جزء وترك الباقي , وذلك حتي تؤتي ثمارها : فتصبح سيد نفسك المنتصر , لا المغلوب المنهار الذي يبكي حظه العاثر , أو المستسلم لأي إغراء ولو كان سرابا أو ظلا .
وهذه قصة إنسان استطاع بقوة إرادته أن يصنع حياته , لقد وصل الأمر بالمهلبي إلى قوله :
ألا موت يباع فأشتريه فهذا العيش مالا خيرفيه
ألا موت لذيذ الطعم يأتي يخلصني من العبش الكريه
ألا رحم المهيمن نفس حر تصدق بالوفاة على أخيه
فقام صاحب له ورثي لحاله وأعطاه درهما , ثم تمر الأيام ويغتني المهيمن ويترقى في المناصب حتي أصبح وزيرا , وضاق حال صاحبه الذي أعطاه درهما , فأرسل إليه :
ألا قل للوزير فدته نفسي مقالا مذكر ما قد نسيه
أتذكر إذا تقول لضنك عيش ألا موت يباع فأشتريه؟
فأرسل إليه سبعمائة درهم وقلده عملا .
12- كيف تكون طموحا ؟
1 – اجعل حلمك هدفك
كل منا يحلم , وقليل منا من يحقق حلمه , وكثير يصطدمون بواقع يحطم حلمهم , ولكن هناك طريقة واحدة في تحقيق الحلم , هي بمثابة سر لأنه في عبارة واحدة : ( احلم بهدفك ) , نعم تصور المستقبل وما تأتي به الأيام وما تحمله لك الساعات القادمة بل اللحظات الآنية , تصور فيها المستقبل كأنه حلم , احلم به ثم احلم به, ثم احلم به , هذا هو الطريق الوحيد لتحويل أحلامنا إلى عمل , فإن لم يوجد حلم لا يوجد عمل .
والمهارة في عزمة قوية لتحويل الحلم إلى عمل , وإلا سيظل حلما كما هو , وهذا هو الانفصام بين أحلامنا والواقع , إنه في هذه العزمة التي تحول الحلم إلى واقع ملموس , نعيشه ونتحرك به ويتحرك فينا , نعطيه من جهدنا ووقتنا ومالنا , ونواجه الصعاب التي تعترضنا , هنالك فقط يحق لنا أن نقول عبارة : ( واقع ملموس ) .
هذا الواقع لا يفرق بين كبير وصغير , أو بين عبقري متقدم وآخر متأخر , لأنه مرتبط بالهدف , والحلم به , والعمل به , ليصبح واقعا ملموسا .
وهذه الاكتشافات ما هي إلا نتاج الحلم , وهذه الأفكار ما هي إلا ثمرة الحلم , وهذه الابداعات ما هي إلا نتيجة الحلم , ولكن ليس أي حلم إنه الحلم بالهدف : يقول عمر بن عبد العزيز : ( تمنيت الإمارة فأصبحت أميرا , ثم تمنيت الخلافة فأصبحت خليفة , ثم تمنيت الجنة فزهدت في الجنة ) , حدد هدفك ثم احلم به , ولا تقف لحظة , فتبعد عن النجاح , لأن الطموح طريق النجاح .
2 – اجعل حياتك فرصة وليست حظا
( الدنيا حظوظ ) هل أنت مقتنع بهذه العبارة , إذا كنت مقتنعا فهيا نتحاور حول الحظوظ , هل الجمال والرشاقة أو الدرجة العلمية أو العبقرية أو الابتكار أو المنصب أو المال أو غير ذلك سواء كانت معنوية أو مادية , تهبط علينا فنسميها حظا , ثم نقول : هذا هو النجاح ( ضربة حظ ) حتي أكد البعض ذلك بقوله : ( إن الحظ ثمرة النجاح ) ومع أنها تبدو وكأنها قاعدة من فلسفة أفلاطون إلا أنها هراء لا قيمة لها ولا تساوي شيئا .
(حظ سيئ ) ( هارد لك ) أليست تقال عند الإخفاق والفشل , إذن ما قولك في الإخفاق والفشل نفسه ؟ , هل هو حظ ؟ هل هو حظ سيئ ؟ , أم هو عدم عمل ؟ أم هو عدم إصرار ؟ أم هو عدم بذل ؟ أم هو عدم عزم ؟ كن صريحا في إجابتك ولا عليك ! .
نريد أن نتصارح : لا يوجد شيئ اسمه قوة خفية ترفعنا وتطيح بنا , واسأل نفسك في لحظة صدق , هل أنا مجتهد ؟ هل أنا مصر على العمل ؟ هل عزيمتي قوية في المواصلة ؟ هل أنا مستعد للبذل والعطاء ؟ هل أنا مستعد لتقديم التضحيات ؟!.
الإجابة على هذه الأسئلة هي الواقع الذي نعيشه , وتلك قوة حقيقية نراها ونحس بها ونتحرك بها , إذن هي قوة ملموسة في الإقدام وفي الشجاعة وفي الإصرار .
فالأقدار لا نصنعها ولكنها تأتينا , والمهارة في اغتنامها كفرص ننتهزها لتحقيق الهدف , ولا يمكن في هذه اللحظة أن نطلق عليها حظا إنها تسمى : ( الإنجاز ) بعينه , فثمرة الحياة في اغتنام فرصها وبانتهاز أقدار الله فيها , لنصل إلى هدفنا , وهذا هو النجاح الحقيقي .
3 – القدرات داخلك
أتعجب كثيرا ممن يبحثون عن تعزيزات لأنفسهم من البيئة التي تحيط بهم , أو الظروف الخارجية , ومما يزيد العجب أنهم يجهدون ويجتهدون ويواجهون مشكلات كبيرة , ويستمرون ويصرون , وفي النهاية لا يجدون إلا يافطة كبيرة مكتوب عليها : ( السر العظيم ابحث عن القدرات في داخلك , ارجع وفتش عنها ستجدها ) ..
إذن المفتاح في أيدينا وليس في يدي غيرنا , أو بمعني آخر برغبتنا نحن , بمثابرتنا نحن , بسعينا نحن , و إلا كم هي مشاعر الخيبة والحسرة , حينما نصطدم بنتائج فاشلة لمجرد اعتمادنا على فلان , أو حصول تعزيز من علان , أو إن الظروف ستخدمنا !! .
كل الحياة فرص , كل جوانب حياتنا فرص , ولكن من منا الذي يراها , أو يكتشفها , من المستحيل أن يراها غيرنا , أو يكتشفها لنا غيرنا , فكل منا أعلم بنفسه , وخفاياها وأسرارها وقدراتها وتميزاتها , نعم نحن وليس غيرنا .
فإذا كانت القدرات موجودة , فلماذا لا نحولها إلى حقيقة ؟ , لماذا نصر على أن نجعلها أمنية فقط ؟ , حول الأمنية إلى واقع , بالعزم والتصميم , ولا عليك بعدها من شئ .
وبقدراتك تصنع النجاح , بشئ من الذكاء الممزوج بالإيمان , وليس المزين بالألوان الزائفة والتملق المكروه , ربما نحصل على بعض المنافع المرئية ولكن ليس ذلك هو النجاح الحقيقي , وربما يقول لك بعض الناس قدراتك عالية , وأنت تخاطب نفسك : متي تخرجين من بحر الفشل ؟ .
نعم بقدراتك تصنع النجاح , بشئ من السيطرة على الظروف مهما كانت بالوعي , وليس للسيطرة والتسلط والتحكم , وكأننا في حلبة مصارعة , ولربما يصل بعضنا إلى أعلى المقامات , وأسمى الدرجات , ولكن ليس في هذا أي نجاح حتي , ولو قيل لك : قدراتك غير مسبوقة !! .
رؤية القدرات واكتشافها وحسن استعمالها , يحتاج إلى :
( نقاوة القلب , وحب للخير , ونفع الآخرين , وصفاء العقل )
وكل ذلك مرهون بالعمل والاجتهاد , حيث لا مكان لخامل , ولا نصيب لمتوتر , ولا فرصة لضعيف , لأنه فاقد الطاقة , غارق في محيط المعاناة التي أوجدها بنفسه , وصنعها بيديه .
4 – حاسب نفسك
وما علاقة الطموح بمحاسبة النفس ؟ ! , وهل الطموح يتعارض مع محاسبة النفس ؟ , كيف تقول محاسبة النفس وهي كما نفهمها مخالفة لكل طموح ؟ .
مجرد طرح هذه الأسئلة في رءوس بعضنا يعني أن البعض لم يدرك معني محاسبة النفس ! , فمحاسبة النفس أو تزكيتها أو السمو بها أو تربيتها , أو بالمعني العصري تقويم النفس , قل ما تشاء وما يحلو لك , ولكن في نهاية الأمر : لن يعرف نفسك إلا أنت وبالتالي لا يقومها أو يحاسبها أو يعالجها إلا أنت .
ومعلرفة النفس ومحاسبتها ليس في اكتشاف عيوبها ونقاط ضعفها فقط , وإنما في اكتشاف نقاط القوة فيها , في اكتشاف الاهتمامات , في اكتشاف الرغبات , في اكتشاف الطموحات , وأنت وحدك الذي يعلمها , وتعرف مقدارها , ومستواها , وحجمها .
فنقاط الضعف تداويها , ونقاط القوة تنميها , وقد دار حوار طويل بين الخبراء أيهما أولي : نقاط الضعف أم نقاط القوة ؟ , ومجرد السجال في الأمر هو اهتمام بمحاسبة النفس وتقويمها , والاثنان مطلوبان , فكلما أظهرت القدرات والتميزات احتلت مكانا من نقاط الضعف , حتي تقل ولا نقول تختفي ! , وكلما عالجت الضعف سهل لك ذلك إظهار نقاط القوة فيك.
إن في كل منا موهوب عبقري يجلس في داخلنا , ينتظر الإشارة , فإما أن نحبسه , وإما أن نطلق سراحه , فماذا تختار ؟ .
هذه ذواتنا بالمحاسبة والتقويم نكتشف المخبوء من الكنوز الكثيرة فيها , حيث نبدأ بالفعل طريق الطموح , ونسلك أولى خطوات النجاح .
1 - كيف تستمر في عملك ؟
1 - لا تفكر بترك العمل
( لأنه كبير على العمل فإنه يفكر في ترك العمل ) هكذا بكل بساطة , فإذا به يبحث عن عمل آخر , ويدخل في دائرة الإخفاق والفشل , لمجرد وهم أنه كبر على العمل , وما ذاك في حقيقة الأمر إلا قلق وخوف وأنانية , يحركه لترك العمل , بل ويخرجه من دائرة الشباب إلى الشيخوخة , فالعقل الشاب هو الذي يحتفظ بحيويته , وقوة خلاياه , التي لا تصب بسهام القلق القاتلة , أو أمراض الأنانية المدمرة , أو قذائف الخوف المميتة .
· احتفظ بروحك الشابة
ما دمت تعمل فأنت تحتفظ بروحك الشابة , فإن توقفت عن العمل تموت الروح الشابة , وهذا هو السر في بطالة الكثيرين , فالجسد هو الذي يتعب أما الروح فإنها تحيا بقدر تعب الجسد , فالكدح هو غذاء الروح .
· اعط للجسد راحة
وحتى لا تفكر في ترك العمل , اعط الجسد راحة , ولا تقل أترك العمل لأستريح , بل قل أستريح باستمراري في العمل .
وللراحة فن لابد أن يتقنه الناجح ليستمر في عمله , ويشحن طاقته ليداوم على العمل , فلا كبير على العمل .
2 – فكر بحياة الشباب
· تذكر أنك شاب
ولا تنس أنك تعيش حياة الشباب , فاجعل تفكيرك تفكير الشاب المغامر القوي الفتي الناظر إلى المستقبل , المجدد للواقع , وبذلك تربح نصف المعركة .
إن شعورك بأنك شاب يجعلك دائما في شعور الشباب , وإن كبر عمرك انساه تماما , واجعل دائما إحساسك إحساس الشباب .
· فكر بروح الشباب
الروح الشابة هي التي تلتزم بالإيمان فتعيش في حلاوته , وتحيا بلذته , وهذا الحلاوة تطغي على مرارة الضغوط وعذابات الأيام فتنساها تماما , وستجد الأمل يجري في عروقك , ويسري في دمائك , وهذه هي حيوية الشباب .
وأكبر منشط لهذه الحياة هو الحب , فلا تتخلى بحال من الأحوال عن الحب للناس عامة , ولعملك خاصة وبذلك تضمن الاستمرار في العمل. .
3 – اجعل عينك على الغد
كم من الساعات التي مرت عليك , اسأل نفسك : كم الساعات منها المظلمة التي مرت عليك , وكم منها كان في صفاء ونور وإشراق ؟!! , أيهما أولى بالتسجيل عندك ؟ الساعات السوداء أم الساعات المشرقة ؟ من أراد أن ينظر للغد فلا يسجل ساعات الظلمة !! .
وكم من الأيام مرت عليك , اسأل نفسك أيضا : كم من الأيام التي مرت عليك أيام كرب , وكم منها أيام سعادة ؟ , من أراد أن ينظر للغد فعليه أن ينسى أيام الكرب ويستقبل العمر بالبشاشة فالغد هو ما تبقى من العمر فاجعله غدا سعيدا .
ومن أراد أن يجعل عينه على الغد يتسلح بسلاحين :
الأول : سلاح الأمل يقهر به الخوف والقلق والتشاؤم , والثاني : سلاح العمل يقهر به شيخوخة الشباب , بالتقدم الدائم والتسابق المستمر والمبادرة , ولن يضمن ذلك إلا في ظلال الحب والتعاطف والتسامح , وبذلك يضمن الاستمرار في العمل .
4 – اصنع عاداتك الطيبة
نحن أبناء العادة , وكل واحد منا له عادته , بمعنى له طريقته التي يسلكها , وله أسلوبه الذي يتبعه , وله طبيعته التي تتكلم عنه , وله سجيته التي يعرف بها , والعادة بهذا المفهوم تكتسب ولا نولد بها , فكيف نصنعها إذن ؟ وكما قيل إن العادة الطيبة هي رأسمال الشباب ! لأنها توفر للشباب الوقت والطاقة والجهد , وتختصر عليهم أياما وسنوات من التجربة بمعاناتها وآلامها وإخفاقاتها .
وفن صناعة العادة الطيبة في تكرار الأفعال الكريمة فإنها هي الطريق الوحيد لذلك , وهذا سر أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم في الصدقات من أول ( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) إلى ( إماطة الأذي عن الطريق ) ومرورا بالتهليل والتحميد والتسبيح والمعاملة الحسنة والتسامح والنصح والبذل والعطاء والتكافل والايثار , أليست هذه الأفعال كفيلة بالتكرار أن تتحول إلى عادة تزاحم كل العادات السيئة التي تقعدنا عن العمل , بل إنها تطردها فلا يوجد مكان إلا للعمل والاستمرار عليه.
14 – كيف تواجه الشدائد بأمان ؟
1 – قيمتك تظهر عند الشدائد
هل جربت يوما الاعتماد على نفسك ؟
( الاعتماد على النفس ) هذه العبارة التي طالما ينصح بعضنا بعضا بها , ونسمعها كثيرا ممن يكبرنا سنا , وربما ألقوا على مسامعنا الكثير من القصص عن سيرتهم وسيرة غيرهم , عبروا فيها عن خوارق الاعتماد على النفس , وسحر الاعتماد على النفس , وكيف انقلبت حياتهم من جحيم لا يطاق إلى جنة فيحاء وعلو ونماء ؟ ! .
وبالفعل اسأل نفسك أنت مختصرا نصائح الناصحين , هل جربت يوما أن تعتمد على نفسك ؟ وكيف كانت النتيجة ؟ يكفي حتى لا نكون مغالين في الأمر , أننا اكتسبنا من ذلك خبرة الاعتماد على النفس , ولو مرة واحدة في حياتنا , وبسؤالنا ما الذي جعلنا نعتمد على أنفسنا في هذا الموقف ؟ تأتي الإجابة الحاضرة تقول : إنها في المصاعب والشدائد والأزمات , وبذلك يمكننا أن نقول : إن المدرب الأساسي والحازم الذي يدربنا على الاعتماد على أنفسنا هي المصاعب والشدائد , التي يهرب منها الجميع , مع أنها تأتي لمصلحتنا فلماذا لا نواجهها ؟ .
لماذا لا نواجه الشدائد ؟
إن مواجهة الشدائد هي التي تظهر فينا قوتنا وقدراتنا وامكاناتنا , هي سلاحنا الذي نواجه به الأزمات في أعتى معاركنا في الحياة , ولذلك فالقيمة الحقيقية لكل منا تبرز وتظهر , بل ويكتشف الذين اكتسبوا حرفة ( الاعتماد على النفس ) بعد ذلك فن المواجهة , بأن لهم قيمة عظيمة ومقام عملاق !.
إن الشدائد تأتي في حياتنا مثل تمرين شاق تسير فيه بين ممرات صعبة أو قفزات صعبة على منطات شاقة لتصل إلى النهاية المبهجة .
والاعتماد على النفس هو في حقيقته الثبات على مقومات النجاح والالتزام الفعلي بالدوافع الايمانية في داخلك , فلولا المصاعب ما كان نجاح , ولولا الايمان ما واجهنا الشدائد , ولولا مواجهتنا للشدائد ما كانت لأنفسنا قيمة في الحياة ! .
قد يخفق البعض فيستسلم وهذا هروب من المواجهة , وبالتالي يغرق الإنسان في بحر اليأس والإحباط , والمخرج في المحاولة تلو المحاولة , والمواصلة تلو المواصلة , فهذا في واقع الأمر يساوي ألف كلمة ( لو ) التي يفتحها الشيطان ليزداد اليائس يأسا , والمحبط إحباطا , ومن هنا لا يشعر بقيمته العظيمة في الحياة !! .
2 – قيمتك بالإقدام والشجاعة
لماذا الحيرة ؟
كم من الأوقات تهدر في المقارنة بين اختيارات متعددة , ويقول صاحبها المحتار مازلت أبحث , ما زلت أستشير , ما زلت أدرس وعندما تسأله إلى متي ؟ لا يستطيع أن يحدد نهاية لحيرته , أو سببا لها , ولكن الأمر في بساطة : هو متردد , والمتردد يمضي وقته كله في المقارنة بين الخيارات , فما الذي يجعله يصل إلى هذا الحد ؟ وكيف نخرج من التردد إذا وقعنا في شراكه ؟ .
إن السر في المتردد يرجع إلى أنه غير قادر على السيطرة على نفسه , أو أنه يخضع للآخرين , ولذلك لا يستطيع أن يتخذ قراره , لنضوب المعين وخلو المنبع ,فليست إعانته في النصح باتخاذ قراره , بل في ملأ المعين الفارغ , والمنبع الخاوي , بالدافع الذي يقطع اعتماده على الآخرين أو خضوعه لرأيهم أو ضعفه في السيطرة على نفسه وتوجيهها التوجيه الصحيح .
الشجاع تخضع له الحوادث
وهنالك فقط تظهر قيمة الإنسان ! , وهذا المنبع لا يملأ إلا بالشجاعة والإقدام ! , قد يسميها البعض اليوم مغامرة أو مقامرة أو مشاجرة , وقد يطلق عليها البعض مشاكسة أو منابسة أو مدالسة , ولكنها في الحقيقة هي الإقدام والشجاعة , فالشجاع لا يخضع لحوادث الأيام ونوائب الليالي , وإنما الحوادث هي التي تخضع له , بما توفر في قلبه من شجاعة , وفي روحه من إقدام , هنالك تقول : ما هذه الجسارة التي لا تعرف الخسارة ! .
وعندها تظهر قيمتك الحقيقية في اتخاذك لقرارك , وتأكد أنه قرار صائب , لأنك تتخذه في شجاعة , فإذا بالأزمة تمر , والحادثة تختفي , والشدائد تودعنا , ويومها العقلاء يقولون لها : وداعا وعودا حميدا ! أهلا ومرحبا بالشدائد ! .
3 – لا تدع الضعف يدمرك
أشد من الضعف التفكير في الضعف , بكافة أشكاله من العجز والكسل والفقر والهم والحزن , فالقناعة بأننا ضعفاء يقضي على كل أمل , فقناعة الفقير بأنه فقير يدمر كل أمل في حياته , وكذلك العاجز والكسلان والمهموم , ومن هدا الباب كان النبي صلي الله عليه وسلم يستعيذ بالله من وجودهم لنحيا بالأمل ونعيش سعداء .
فمشكلة الكثير أنهم يفتقدون إلى الثقة بقدرتهم على تجاوز الضعف والفقر والمرض , فيقع فريسة ضعفه , وضحية فقره , وذبيحة عجزه , فيصبح منهوشا مأكولا منهوبا من كل من طل وهب ودب !! , فهل هذه قيمة الإنسان في الحياة ؟ ! .
إذا سيطرنا على ضعفنا الداخلي وشعورنا الذي نعرفه ولا يعرفه أحد , لأنه في أعصابنا نحن وفي دمائنا نحن , نستطيع وبجدارة فائقة أن نسيطر على الأشياء الخارجية , نوجه أفكارنا , ونحقق أحلامنا , ونسيطر على أحداث الحياة , نخطط لها ونديرها وإلا كان الدمار !! .
فالرياح العاتية والعواصف الهادرة لا يبقي أمامها إلا الأقوياء ,أما غيرهم فهم في عداد المدمرين الهالكين المسحوقين , لاستسلامهم لضعفهم الداخلي وقناعتهم بذلك , فقدوا قيمتهم فأصبحوا رقما زائدا في الحياة لا وجود له ولا مقام مع أنه يحتل جزءا من هواء الكون كغيره من الكائنات , فعلام يحزن أحدنا , و لم يبث شكواه , وقد نصحه الناصحون مرارا : لا تدع الضعف يدمرك !! .
4 – حوّل المحنة إلى انتصار
سأخاطب الآن المثابرين أصحاب الإرادة القوية , الذين قفزوا على العقبات , وساروا بين الممرات , وتجاوزوا الحفرات , لا تحسبون بأنكم لا تمتحنون لأنكم من أهل الإقدام والإرادة والشجاعة , بل أنتم بذلك قريبون من الامتحان , فقد خلقنا الله للامتحان , وهو أمر يحدث لكل البشر , فما هذا الامتحان ؟ وكيف يكون ؟ , إنه امتحان المثابرة , وامتحان الإقدام , لذلك فهو امتحان متقدم جدا , وحلاوته أنه باختيارنا وعلمنا ومعرفتنا لأنه ثمن النجاح , وشهادة المرور بأمان , ومؤهلك الحقيقي في الحياة .
أراك وقد استعرضت حياتك السابقة , قد رأيت هذا الامتحان , وسمعته وتردد في داخلك , نعم إنه الإخفاق , إنه الفشل , فلماذا لا نتجاوزه , وقد تقدمنا بمراحلنا في الحياة , وأوشكنا على الحصول على المؤهل ! , ما أقساه من امتحان : إما النجاح وإما العودة إلى نقطة البداية , فكيف نتعامل معه ؟ .
أيها المثابرون يا أصحاب الإرادة وأرباب الإقدام وملاك الشجاعة : الطريق الحقيقي للسيطرة على الظروف أن نكون ظرفا يبدد الظروف , ويدمر الظروف , ويواجه الظروف .
ولن نكون ظرفا إلا إذا كان عظيما ساميا , وليس تافها متواضعا , ولن يكون الظرف عظيما إلا إذا كان بأنفسنا لا بغيرنا , بقوة من داخلنا : بإيماننا وقوتنا وإرادتنا , ومن هنا فقط تتحول المحن إلى انتصارات , لا يفهمها إلا المثابرون , ولا يشعر بحلاوتها إلا الذين يقهرون الفشل , فهو الامتحان النهائي للإرادة القوية , وما بعد ذلك فوز وانتصار ونجاة .
وأخيرا
تذكر أن بالضغط على الأعشاب العطرية تفوح رائحتها , ولولا الضغط ما كان لها عطر فواح ! , وألم الثقب في أذن الحسناء الصغيرة تعلق فيه الجواهر الثمينة ! ولولا الثقب ما كانت الجواهر ! .
إنها القيمة التي لا تظهرها إلا الأحداث !! , وكذلك قيمتنا يفوح عطرها , ويبدو جمالها , وتعطي كنوزها , بمواجهة الشدائد , فأهلا بها ومرحبا .
15 نصيحة قلبية
للكبار و الشباب
أقدم لكم من قلبي :
عصارة ما أذهلتني الأيام بكبدها , وحركتني الليالي بأحداثها , وإن كان قد ذهب سن الشباب , فقد بقي شبابي الحقيقي أمامي , يستقبلني بالأمل , ويدفعني نحو حياة جديدة , حياة لا يعرفها أحد , حياة البهجة والثقة والتفاؤل والعمل والاستمرار .
وقد جاءت هذه النبضات في خمس عشرة نصيحة قلبية , ولا تسألني عن عناوينها ومحتواها وترتيبها , وكيف جاءت ؟ فهي هكذا خفق بها قلبي , وأرجو أن تفتح لها قلبك .
1- الفريق مهم
العمل في فريق , وتحقيق روح الفريق , وإن لم يكن هناك فريق , فاصنع فريقا , فقوتك من قوة الفريق , وعقلك بعقول الفريق , وأفكارك يشعلها الفريق , وحياتك تتجدد مع الفريق , فمن المستحيل أن يقوم الفرد بمفرده بكل أعباء الحياة !! .
وبالفريق نتعلم الحب والألفة , وحسن الظن , وسلامة الصدر , وتسقط التكلفات , وتتلاشي مآسي الإحباط واليأس , وننفتح على المجتمع , ولكن أنت أيها الحبيب لست وحدك في المجتمع , فالفريق مهم .
2- كن متعاونا ومشاركا
من أين يأتي التعاون ؟ ومن أين تنطلق المشاركة ؟ وهذا هو ما يهمنا الآن : أيأتي من المشاعر الواحدة والإحساس بالآخرين ؟ نعم ... وذلك حتي نقتنع بأننا جسم واحد , يتأثر بأقل جرح في الجسم الواحد , يقول صلي الله عليه وسلم :
( المسلمون كرجل واحد إذا اشتكي عينه اشتكي كله وإذا اشتكي رأسه اشتكي كله ) , لا فرق بين العين والرأس , وكذلك مع الناس لا فرق بين كبير وصغير , ولا بين عظيم وقليل , وإنما هو الإحساس والمشاعر .
أيأتي من تنفيس الكرب عن الآخرين , وإزاحة الهموم عنهم , وطرد الأفكار التي تقعدهم , نعم ... فالله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه , إنها صور رائعة في المجتمع . لترفرف في جنباته السعادة , وبأيدينا , حتي إن لم تفعل فكن دليلا , أو كن وسيطا , فالدال على الخير كفاعله .
3- تغير عند تغير الظروف
هل نحن الذين يصنعون الظروف ؟ , إنها أقدار الله تعالى , فمع كل نفس لنا يخرج أو يدخل أقدار الله تمضي في حياتنا , وتتحرك أمام أعيننا , ونعيشها بمشاعرنا ,فكن مع القدر راضيا مقبلا على الحياة , ايجابيا مهما كان الأمر , ومهما كانت الظروف واجه تغيرها بتغيرك , واجه تقلبها بالمناسب , فلاتكن أمام الحركة ساكنا لأنك تؤثر السكون , ولا أمام السكون متحركا لأنك تفضل التحرك , وما وجدت اكتمالا لهذا المعني إلا في قول الصحابة الكرام :
( نصبر عند البلاء , ونشكر في الرخاء ) , ولذلك يقول تعالي :
( إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) فالشكر دوامه يحتاج إلى صبر عليه , وكذلك الصبر يحتاج إلي شكر ليثبت ويستمر , والمهم في الأمر : تغير إذا تغيرت الظروف وكن مرنا ولا تتصلب .
4- لا تقتصر على مجال واحد
مجالات الحياة كثيرة , والناس أنماط مختلفون , والوسائل متعددة , ومناحي الكون أمامنا مازال بعضها مجهولا , فلماذا تقيد نفسك في مجال واحد , تظل أسيرا له , يوجههك إليه , فإن عجز أصبحت عاجزا معه , تندب حظك وتشكو الأيام , وتتحسر على مجالات فتحت لك أغلقت عينيك عنها , فتصير متجمدا وأنت لست بمتجمد , لماذا الإصرار على مجال واحد أو وسيلة واحدة أو صنف واحد أو اختيار واحد أو نهج واحد , فالتمسك به عجز , كن طبيعيا , فتستفيد من تجارب الآخرين , حتي ولو كانوا خصوما , فالحكمة ضالة المؤمن , أني وجدها فهو أحق الناس بالعمل بها , لأنها ستنفعك في يوم ما , وليس معني كلامنا أن تقبل أي شئ , كلا ... ولكن أن تتخصص في أكثر من مجال , وأن تنفتح على الآخرين , هذا هو المطلوب , فتجعل أمامك وأمام رأيك اختيارات وليس اختيارا واحدا , في ظل إعمال الفكر وتحقيق الهدف والمزيد من السعي والعمل .
5- انجح في مجال ثم انقله لآخر
استكمالا لما بدأناه في النصيحة السابقة , وقد ختمناها بألا تقبل أي شئ , بل بالتخصص وتحقيق الهدف , فنصيحتنا قبل أن تنتقل إلى المجال الجديد , حقق نجاحا في الأول , فأنت تشيد بناء المجد الشامخ , ولا تعتمد على المصادفات والمفاجآت فإنها لا تصنع الحياة , ولا تكن في نفس الوقت منعزلا عن االناس , كأنك غائب عن الوجود , فكيف بالله عليك بعزلتك تقتحم مجالا جديدا أو حتي تنجح في مجالك الذي أنت فيه ؟ .
وعدو النجاح الاستعجال , فالمستعجل يصطدم بسنة الله , ومن صادمها صدمته وقهرته لأنها غلابة , فلماذا تنازع الله في أقداره ؟ فالمهارة أيها الحبيب في نقل النجاح الذي تذوقته من مجال لآخر , وليس الانتقال إلى المجال الآخر بعينه !! .
6- لا تسمح بالنقد أن ينال منك
قاعدة الأوائل : ( رأيي خطأ يحتمل الصواب , ورأيك صواب يحتمل الخطأ ) , فكان النقد في حياتهم كالماء والهواء , أمر طبيعي من ضرورات الحياة , ولكن أن ينال النقد من داخل النفس ويغيرها ويغضبها , ويجعل صاحبها في بحر من الانفعالات , هذا أمر غير طبيعي , ولا يتوافق مع سنن الله في الكون .
ولذلك فإن عاب أحد ماضيك فلم الانفعال ؟ , إنه افتخار وتعظيم لأن الذي جعلك فيه هو الله , وإن أغضبك أحد بنصح غير رقيق , فانظر إلى النصح , وأجّل الحديث عن رقة حديثه فيما بعد , وإن ذكرك أحد بخطئك فاعتبر ذلك هدية منه إليك , تمسح في رقة , وتلمس في نعومة , وتتناسي ما يغضبك وينال منك , فتقبل النقد وتترك ما يسؤوك منه , المهم : لا تسمح بالنقد أن ينال منك .
7- لا تستسلم للإخفاق والفشل في البداية
في بداية كل عمل , في بداية كل مشروع , يكون دائما هناك أمر ثقيل على النفس لم تستعد له , مع خوف من مجهول مقبل عليه , وبالتالي تكون أولى الخطوات ثقيلة وبطيئة وطويلة وكئيبة , فهل نستسلم لها ؟ , .. وهي مشاعر عامة يصاب بها الناس , ولكننا نختلف في نسبة الإصابة بها , وهي ليست فشلا , فكيف وأنت في البداية , هذا أمر مستحيل حدوثه أن تبدأ بالفشل , هذه المشاعر فقط الجديدة والغريبة والمجهولة هي التي توحي بالفشل , وحتى تمضي وتتجاوز هذه البدايات كن مستعدا , بالقناعة بوجودها أولا ثم طبيعتها ثانيا ثم ثالثا : تمسك بهدفك , وامض في طريقك , بروح لا تعرف اليأس أو الانسحاب أو الاستسلام , وبمجرد أن أجهزة الجسم امتزجت وبدأت في العمل تجد نفسك قد تجاوزتها بحدود , بل وتنساها تماما , فلا تستسلم للسراب , فالبدايات اجعلها مشرقة وتجاوز عقباتها , فتمضي وتسرع , وتنساها تماما , توقع أنك لم تبدأ . ماذا كانت النتيجة ؟ , لم تكن بداية فاشلة , لم تكن بالطبع بداية فاشلة , بل نحن باستسلامنا صنعنا الفشل , والبداية منه بريئة !! .
8- حلم ثم هدف ثم واقع رغم الصعاب
آه من الصعاب : كم أقعدت مجتهدين , وكم أضاعت مجتهدين , وكم أخرت متقدمين , فهل نجعلها الحجرة التي نتعثر بها فلا نصل إلى النجاح , اسمعك تقول : لا , إذن السؤال . كيف ؟ كيف رغم الصعاب أنجح ؟ يبدأ بالحلم الذي يتحول إلى هدف , حتي لا يصير وهما , وإن صار هدفا , فبالجهد يتحول إلى واقع محقق , هنالك فقط تزول هذه الصعاب , بعد أن كانت شبحا مخيفا , يقعد الكثير في طريق النجاح , إنها فقط تحتاج منك إلى لحظة صافية هادئة , فكر فيها واحلم ثم احلم وابدأ على بركة الله .
9- بالعمل والعزم تصل للقمة
ماذا جنى الكسلان إلا الخيبة ؟ . وماذا نال المسكين إلا الندم ؟ , وماذا حصد الأبله إلا الضياع ؟ والقمة لها سلم يصعد عليه الناجحون , ومن لم يصعد يظل يتفرج على الصاعدين , ويندب ويحزن على ما هو فيه , وما فيه من صناعة يده , تحرك , قم , انهض , هيا إلى الخطوة الأولي , فإنها ستجر خطوات ثم يسهل عليك الأمر بعدها , وكل هذه مظاهر للعمل والسعي والعزم والإرادة .
صعدنا يوما جبل حراء , وبالعزم وصل القليل حيث المكان الذي كان يتعبد فيه النبي صلي الله عليه وسلم , في قمة الجبل , وعلى قدر العزم والإرادة و العمل والسعي وصل من وصل , وكان الدرس من النبي صلي الله عليه وسلم , لا وصول لقمة النجاح إلا بالعمل والسعي والعزم والإرادة , وبهذا نجح النبي في تهيئة ربانية ليتلقى الرسالة ويصدع بها دون البشر !! .
10- لا تخش المتنافسين مادمت مبتكرا
ونعني بالتنافس هنا الشريف والمثالي , فقد يصاب البعض من قوة ونشاط المنافسين إما بالتوقف أو بالبطء في السير , وكل ذلك تأخر عن النجاح , وأعني بهؤلاء الذين يخشون المنافسين : أصحاب الهمة والعزم والنشاط ومع ذلك يتوقفون ويبطئون فما السر في ذلك ؟ السر أن التنافس أصبح متكافئا بين الطرفين , والذي يتقدم هو صاحب الفكرة الابتكارية والعمل الإبداعي , الذي يقدم الجديد فهوالأول , ثم جيل من المنافسين يقلده , حتي يظهر عمل جديد مبتكر , فإن كان هذا هو السر فلماذا يخشي صاحب الابتكارات , إنه بينما يحتدم التنافس ويشتد , هو آمن مطمئن مستقر , لابتكاره ولجديده الذي يفاجئ الجميع ويأخذ بالألباب كالسحر , مثلما ألقي موسي عصاه , فإذا هي تلقف ما يأفكون , فآمن السحرة أنفسهم , فما دمت مبتكرا اطمئن , فأنت أول المتنافسين !! .
11- استمر أمام الخصوم وتحدى
من ضرورات النجاح أمام الخصوم : الصبر والإصرار وطول النفس والمواجهة والتحدي , ولذلك لا تكن هدفا سهلا ينال منه الخصوم , في أقل وقت , وليس ذلك لقوة الخصوم , وإنما لضعفك أنت باستعجالك في رؤية النتيجة , أو قطف الثمار قبل النضج , أو الملل من طول الطريق , أو التأفف من تكرار المشاكل , كل ذلك يؤدي بنا ليس للانسحاب والتخلي عن المسئولية وترك المضي نحو النجاح , وإنما قد يكون أسوأ مع الضعفاء في المواجهة فيردهم عن مبادئهم أو يجعلهم مع الخصم وليس ضده استسلاما , هذا الانهيار جهل بسنن الله
( فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون ) , أليس هذا مصير الخصوم , فعلام الانهزام أمامهم ؟ , ولا أجدي معهم إلا الاستمرار , والحرص على أن تكون أمامهم لا خلفهم , ولا يتحقق ذلك إلا بالتحدي والإصرار , والنظر إلى الهدف , هنالك ينهار الخصوم , ويملون ويتأففون ويتلاشون .
12- تمسك بالأمانة والاستقامة
هل حينما يكون الحديث عن الأمانة والاستقامة لايد أن يكون الأسلوب وعظيا ؟ للإجابة نسأل : الأمانة والاستقامة مع من ؟ .. نعم .. مع النفس في الحياة , هذه النقطة هي الأساس , والأمانة والاستقامة في الحياة أساس الثقة , فإذا أراد الشباب والكبار أن يحصلوا على ثقة غيرهم بهم من الآباء والأبناء والأصدقاء والأقارب والناس والمجتمع , فلا طريق إلى هذه الثقة التي تجلب لك كل نجاح , إلا بالأمانة والاستقامة , مع الله ومع نفسك ومع الناس ومع المجتمع , إذن هي نظام حياة وليست حركات فقط ؟ !!! .
نعم نظام حياة بالمعاملة الحسنة والتأدب مع الغير , وكف الأذي وإنهاء التفنن في ضرر الآخرين , فنحظي بثقة الجميع بنا , ويعود ذلك على مشاعرنا بالسلام , وعلى قلوبنا بالطمأنينة , وعلى نفوسنا بالسعادة , فتمسك أيها الحبيب بالأمانة والاستقامة ولا تتخلى عنهما لحظة من اللحظات !! .
13- لا يعني الفشل النهاية
فرق بين المهزوم والمنسحب
إذا سألت عن تاريخ الناجحين : هل فشلتم مرة في حياتكم ؟ قالوا جميعا : نعم مرات ولكن الفشل لا يعني النهاية , ولو كان النهاية لانتهينا نحن , بل إننا جعلنا الفشل البداية , فبدأنا طريق النجاح , ونجحنا , والفضل يرجع إلى إيماننا بأن الفشل لا يعني أبدا النهاية , وكما قيل : الفشل إحدي المحطات التي تقف عندها وأنت تركب قطار الحياة , ولكن قد يبدو للبعض أن يطول وقوفه بلا سبب , فكن يقظا وإلا فاتك القطار وطال وقوفك وأنت لا تدري أن القطار قد فات , كن يقظا بالمبادرة .. نعم , كن يقظا بالإقدام ... نعم ,
كن يقظا بالايتداء ... ولا تستسلم , وتعلن هزيمتك , فهناك فرق بين المهزوم والمنسحب , فالمنسحب يستعد لجولة من جديد , ويتهيئ لبداية جديدة صحيحة .
لقد وصل الأمر بالبعض أن يقول : أهلا ً بالفشل إذا ما أقبل !! , فمن ذاق طعم الفشل ولو مرة , فهو صانع النجاح الحقيقي
14- لا تكون نتيجة السباق دوما لصالح الأسرع
ماذا يجني من تسرع فأنهك قوته وأضعف حجته , فظهر ضعيفا ثم ندم على لحظة لم يتمهل فيها , أو يتفكر خلالها , قبل أن يتسرع !! .
يتسرع في إصدار الأحكام ثم يندم , يتسرع في الحكم على الآخرين ثم يندم , يتسرع في الفتوى ثم يندم , يتسرع في إصدار القوانين ثم يندم , يتسرع في اتخاذ القرار ثم يندم , مثله كمثل الذين في حلبة السباق , يسرعون ثم يفقدون المواصلة , ثم يندمون , ماذا لو تسرع يعقوب الأب على أبنائه وهو متيقن من كذبهم ؟ , فحكم عليهم بالقتل , بالطبع لفقد الجميع , ماذا لو تسرع النبي صلي الله عليه وسلم في حادثة الافك فاتهم عائشة بالخيانة ؟ , ماذا لو لم يسيطر الأحنف على قراره حين قتل ابن أخيه ابنه ؟
وأنت أيها الحبيب استعرض شريط حياتك واسأل نفسك : ماذا لو تسرعت في قراري , في حكمي , في رأيي , في .. في .. في .. ؟!! .
فالعقلاء اتفقوا على أن التسرع خطأ كله , وأن التسرع خطر كله , وأن التسرع مجازفة كله , وأن التسرع ورطة كله , فما الضرر الواقع علينا عندما نتمهل قرار اختيار المهنة , أو اختيار الزوجة , أو اختيار العمل , ماالضرر الواقع علينا عندما نتمهل قبل اتخاذ القرار أو عرض الفكرة أو الحكم على الآخرين , ليس هناك أدني ضرر بل كله منافع وفوائد, خاصة يا شباب في الفتوى أي في الحلال والحرام , أو في رمي الناس بالفسق والكفر والرذيلة , حقا ليس دائما الأسبق يكون الأسرع !! .
فتمهل حتي لا تتورط وتندم , وانس حماستك الزائدة فإنها خيال , أو تجاربك التي مرت بك فإنها لا تعود , وليس معني التمهل في الهدوء القاتل , والسكون المدمر بزعم دراسة الأمر أو التعقل أو التريث , ولكن يعني بالتمهل ثلاثة أمور فليفهمها الكبار والشباب :
أولاً : الدراسة الدقيقة قبل الإقدام على أي عمل
ثانياً : موافقة العمل للقدرات والطاقات الموجودة بالفعل
ثالثاً : عدم التوسع السريع في العمل حتي ولو كان ناجحا
وتذكر أنه ليس كل ما يصل إلى نهاية السباق يكون دائما هو الأسرع !! .
15- الفائز في المعركة ليس الأقوي دائما
ما الفرق بين القوة والإصرار ؟ الإصرار الطريق الوحيد للنجاح , والقوة ليست دائما طريقنا للنجاح , لأن القوي بدون إصرار ضعيف , وبدون عزم جبان , وبدون صمود منهار , وبدون إرادة فاشل , فالفرق بين الناجح والآخرين ليس في نقص القوة , وإنما نقص إرادة وصمود وإصرار وعزم.
وبالتالي نسأل : هل القوي ينهزم ؟ بهذا المفهوم السابق : نقول نعم , لأنك لا تستطيع أن تهزم الشخص الذي لا يستسلم , فصاحب العزم والإصرار والإرادة لا ينهزم لسبب واحد أن هذه الصفات هي بعينها عدم الاستسلام , وبالتالي فصاحبها هو القوي وليس القوي بجسمه أو عافيته , وهذا سر قول النبي صلي الله عليه وسلم : ( ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )
وهذا يجرنا إلى القوة الحقيقية الممثلة في قوة العلم وقوة الفكر وقوة الايمان وقوة الروح وقوة الداخل وقوة النفس , فليست الجيوب الفارغة تقف عائقا أمام النجاح , وإنما العقول والقلوب والنفوس الفارغة !! .
وهذا هو الطريق إلى الجرأة , فالنجاح ابن الجرأة !! , لو كان الأمر بالقوة ما استطاعت قطرات الماء تحفر الصخرة ! , ولكن بالتكرار , ولذلك ونحن في معارك الحياة تذكر : الفائز في المعركة ليس الأقوي دائما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق