مع مطلع النصف الثاني من القرن الماضي تطور الفكر الاداري تطورا سريعا وظهرت مفاهيم الاداره الاحترافيه وبرز العديد من فروع العلوم الاداريه وتغير مفهوم الكثير منها مثل التسويق والتخطيط والقيادة والرقابة وغيرها وأهتمت بالاداره الاستراتيجيه واداره الأزمات وغيرها العديد فيما عرف بالثوره الاداريه ..
وقرب نهايات القرن الماضي تغير مفهوم الاداره جزريا وظهر الاهتمام بإدارة الموارد البشريه ودعمها وتنميه مهاراتها وذاد الارتباط بين العلوم الاداريه وعلوم السلوك الإنساني ورفع كفاءة ومهاره البشر بغرض مواجهة المنافسه الشديده ..
وبمطلع الالفيه الثالثه وبدايه القرن الحادي والعشرين واشتداد المنافسه وتحديات العولمه التي احدثت ثورة جديده في العلوم والممارسات الاداريه دفعت بها الي مفاهيم جديده من الجوده والجوده الشامله والتخطيط الاستراتيجي المرن وإدارة التميز والابداع والانفتاح والتكامل الي غير ذلك مع مرونه عاليه للتعامل مع المتغيرات ..
ومع نهايات الربع الأول من القرن ٢١ نقف علي متغيرات جديده ليست متمثلة فقط في الحوكمه والحكومات الاليكترونيه المميكنه والاداره المشاركه والتحالفات وانما الاهم في الاداره الاليكترونيه وتحدياتها والانتقال لعالم المعرفه والبنيه الانسانيه والوظيفية لمنظومه الاداره الاليكترونيه والقيادات الرقميه من كوادر مديرين محللين وخبراء مشغلين لكم هائل من البيانات والمعلومات والمعارف تساندهم مجتمعات متطوره وتشريعات وانظمه تمكن الإدارة من صياغه المستقبل بدلا من مجرد التنبؤ الدقيق به وتحقيق انجازات باقل الإمكانات والموارد وصناعة القرارات بناء علي خدمات الكترونيه معقده بتحليل بيانات كان من المستحيل تحليلها من قبل واستخلاص نتائج غير تقليديه .
فقد أصبحت الاداره تعتمد علي تخليق المعرفه بصوره تجعل رؤيه المنظمه لا يمكن تصورها الا لمن يملك نفس القدر من المعارف المخلقه الكترونيا .
انها أشبه بعالم جديد أو منظمات فضائيه مختلفة تمام الاختلاف ناهينا عن تشابك هذه الشبكات الاداريه الاليكترونيه حول العالم بلا فواصل أو عوائق تجمع كل الانشطه وتتداخل كل المتغيرات فيما يشبه الطلاسم ينجح فقط من يملك القدره علي تحليلها واستخلاص علاقاتها ويبدع في استخدامها وتوجيهها .
الأمر جد جلل وتحدياته كبيره .
ناصر خالد
القاهره ٣١ديسمبر ٢٠١٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق